شرطة كركوك ودوائرها الصحية تتخذ تدابير لمنع وصول انفلونزا الطيور إليها

TT

كركوك – ا.ف. ب: تقوم الشرطة العراقية في مدينة كركوك الغنية بالنفط (255 كلم شمال شرق بغداد) بحملة واسعة لاتلاف الدواجن الحية، ومنع بيعها في الاسواق، خشية انتقال مرض انفلونزا الطيور القاتل اليها، بعد تسجيل حالتي وفاة في السليمانية المتاخمة.

وقال العميد برهان حبيب طه، قائد شرطة كركوك ان «الاجراءات التي تقوم بها الشرطة بالتعاون مع دوائر صحة المحافظة، في غرفة عمليات مكافحة وباء انفلونزا الطيور، تقضي بمنع بيع الدجاج الحي في كل محلات المدينة واقضيتها ونواحيها وقراها». واضاف «ابلغنا اصحاب المحلات بعدم جلب الدجاج من القرى والبيوت والحقول وبيعها في محلاتهم، كي نضمن عدم انتشار المرض»، موضحا ان «الشرطة ستقوم في حال اية مخالفة، بأخذ الدجاج الحي وجمعه وحرقه على الفور، باشراف الفرق البيطرية والصحية».

وقال اراز عمر خورشيد صاحب متجر اغلق امس في السوق الكبير بالجانب الشرقي من مدينة كركوك، «اعمل في مجال بيع الدجاج الحي منذ زمن طويل، وهي مهنة ورثتها عن والدي الذي عمل فيها نحو ستين عاما». واوضح ان «الناس يحبون شراء الدجاج الحي، وهم متخصصون في طبخه بصورة جيدة، لذلك نحن عملنا في هذا المجال»، معبرا عن استغرابه لانتشار مرض من هذا النوع. وقال «انها المرة الاولى في حياتي اسمع ان الانسان يمكن ان يموت بسبب الدجاج».

واوضح كنت ابيع في اليوم الواحد اكثر من الف دجاجة، واليوم انا حائر ما الذي سأفعله بعد اليوم، لانني حريص على سلامة الناس». واكد ان «قرار حظر البيع اوقع بي الضرر لانني اجبرت على اغلاق محلي وعدم ممارسة المهنة الوحيدة التي اتقنها. لكني ملزم بتطبيق الاوامر، حتى يأذنوا لي بالبيع من جديد».

وبدا سوق بيع الدجاج، الواقع قرب مكان قلعة كركوك، خاليا على غير عادته امس، باستثناء عدد قليل من المارة. وقال الطبيب سعد كريم محمد من المستشفى البيطري في كركوك، ان «المحافظة بعموم مدنها مرشحة لانتقال عدوى المرض اليها، اما من تركيا او من شمال العراق، لانها تضم الاف القرى التي تمتلئ بعشرات من مزارع الدواجن، بالاضافة الى انتقال الطيور المهاجرة». واوضح ان منع بيع الدجاج الحي عامل وقائي مهم، مشيرا الى انه على الناس ان يدركوا خطورة هذا المرض ويتعاملوا معه بجدية تامة. واعرب محمد عن خشيته من قيام «بعض ضعاف النفوس بدافع الحصول على الربح، ببيع الدجاج من خلال شرائه من كردستان بسعر رخيص، والقيام بتهريبه الى مدن وسط وغرب العراق، لبيعه هناك، مما قد يشكل ضربة للجهود المبذولة». وادى منع بيع الدجاج الحي في المدينة الى ارتفاع اسعار اللحوم. وقال طالب عمر، احد اصحاب محلات بيع لحوم الاغنام، ان «ظهور مرض انفلونزا الطيور في شمال العراق، والاشاعات التي تبث بين المواطنين، دفع الناس الى الاتجاه لشراء اللحوم الحمراء، مما ضاعف من ارباحنا اليومية». واوضح ان سعر الكيلوغرام من لحم الغنم ارتفع بمعدل الضعف ووصل الى تسعة الاف دينار عراقي (ستة دولارات). وادت الاجراءات التي اتخذتها الشرطة ودوائر الصحة الى تدني اسعار الدجاج الحي الى ادنى معدلات لها، حيث وصل سعر الدجاجة الواحدة الى 500 دينار (ثلاثون سنتا اميركيا) بعد ان كان سعرها 12 الف دينار (ثمانية دولارات).