والدا الصحافية الأميركية: ابنتنا ذهبت للعراق بحثا عن عمل صحافي حقيقي

قالا لـ إنهما كانا يخشيان دائما تعرض جيل للاختطاف

TT

تحدث والدا جيل كارول الصحافية الاميركية المختطفة في العراق لـ«الشرق الاوسط» عن معاناتهما وكيف استقبلا نبأ الاختطاف، كما روى الابوان ماري بيث وجيم كارول، في هذه المقابلة المشحونة بالعواطف المرة الاخيرة التي تحدثا فيها مع جيل، وقدما صورة حول مأساة المراسلين الاجانب في العراق. واشارا الى تعاطف الرأي العام والدعم الدولي الذي تلقياه منذ اختطاف جيل. وقالا ان رجل دين عراقي له نفوذ «وليس لديه أي سبب لمساعدتنا» ولكنه عرض التدخل ومحاولة الافراج عن جيل. وفي ما يلي نص المقابلة:

ماري بيث: لقد علمت اولا نبأ الاختطاف. كانت مكالمة غير متوقعة. كانت امرأة تجيد اجادة تامة ما تفعله. قدمت لي معلومات. وواستني. ثم بدأت في الارتجاف. وهي هبة يمنحك اياها جسدك وتساعدك على تحمل الامور الصعبة. ولا يوجد من سبب للانهيار او الهستيريا لان ذلك لا يساعد احدا.

جيم: اخذت ادور في حلقات لان ذلك كان دائما ما نخشاه عندما كانت جيل في العراق. وكنا نعرف امكانية حدوث ذلك. وتحقق الكابوس. وتضيف الام قائلة: لقد كانت تفكر في احتمال وقوع ذلك (الاختطاف) وتحدثت مع مراسلين صحافيين تعرضوا للاختطاف، وهو يبدو تصرفا سليما. ولذا شعرت بأنها مستعدة نفسية لذلك. لقد قال احد تلامذتي ان جيل وشقيقتها هما اكثر الاطفال انفتاحا على العالم. وعندما سألت ابنتي «جيل لماذا الشرق الاوسط؟» قالت «لقد اخذتمونا انت وابي الى اوروبا، ولذا كان على القيام بشيء مختلف». وذلك هو الجانب المستقل في شخصيتها.

جيم الاب: ذهبت للعراق لانها انتهزت فرصة اداء عمل صحافي حقيقي، كما كانت تقول. كانت تريد العثور على انباء وعرضها. كان ذلك واجبها. ماري بيث الام: الامر المحزن بخصوص هذا الاختطاف، وفي كل حالات الاختطاف، هو انه يخيف الصحافيين. وستزداد خشيتهم حتى من مجرد الخروج من غرفة الفندق والذهاب بحثا عن احداث اكثر صعوبة. وتضيف ام كارول: لقد اتصلت ليلة رأس السنة، قبل اسبوع من اختطافها. وشعرت بالخوف لان الساعة كانت الثالثة بعد الظهر ولم اكن افكر انها ليلة رأس السنة بعد. وكان الخط سيئا بسبب اصوات الطلقات النارية، وكل ما سمعته قول جيل لي انها في الفندق. اعتقدت انها تتصل لتقول لي انها ستموت. ولكنها الطريقة التي يحتفل بها العراقيون. فهم يحتفلون برأس السنة بإطلاق النار. جيم: نعلم ان واجبنا الرئيسي هو نحو ابنتنا وعلينا ان نبذل كل ما في وسعنا. هذه طبيعتنا. هذا هو هدفنا. واعتقد انه بعد الافراج عنها سننهار لعدة اسابيع. ولكن الهدف الاساسي في حياتنا هو عودتها.

وفي الواقع لا نعلم مدى مخزون القوة الموجود داخل الشخص الى ان نضطر لاستخدامه. لقد كانت تجربة مرهقة. مثل هذا التوتر والقلق، ولكننا تحملنا الامر.

ماري بيث: يقول الناس لنا «كم انتم اقوياء». ولكن ليس هذا ما اشعر به. الشخص ليس لديه اختيار. الاختيار الذي اعتقد ان على معظم الاباء الذين يتعرضون لموقف مشابه اتخاذه وهو تهدئة انفسهم.

واتمنى انه بعد عودة جيل ان هذا الدعم، وهذا المستوى من الدعم لن يتلاشى وسيوجه لعدد من الصحافيين المخطوفين الاخرين.

وتتذكر الام حادثة طريفة مع ابنتها وتروي: لقد كانت (كارول) في الخامسة او السادسة من عمرها وكنت جالسة مع جيم في غرفة المعيشة وشاهدناها تهبط من على السلم وتحمل حقيبتها وسألتها الى اين انت ذاهبة؟ ولم اعد اتذكر سبب غضبها الا انها قالت لي سأهرب من المنزل. وتحاول معرفة ما الذي يجب ان تفعله في مثل هذا الموقف. وقلنا «جيل نحبك للغاية وسنفتقدك، ولكن اذا كنت تشعرين بضرورة المغادرة فعلينا توديعك، ولكن هل ستكتبين لنا او تتصلين بنا هاتفيا لمعرفة انك سالمة؟ فعلنا ذلك لاننا لا نريد تضخيم الموقف لانك لو فعلت ذلك ستكرره. لا نريد تأكيد مثل هذا السلوك. واختفت لمدة نصف ساعة، واعتقد انها ذهبت للعب مع صديقاتها خارج المنزل وعادت مرة اخرى.