شركات دنماركية تواجه المقاطعة الإسلامية ببيع منتجاتها تحت مسميات أخرى

«آرلا فودز» تسوق الحليب والزبدة في علب جديدة بدون وضع اسمها عليها

TT

كوبنهاغن ـ أ.ف.ب: في وقت تتحدث فيه جهات دنماركية عن ان الاقتصاد الوطني يتمتع بدرجة من المتانة لمقاومة قرارات المقاطعة العربية والاسلامية، أشارت مصادر الى ان عددا من الشركات الدنماركية تحاول الالتفاف على هذه القرارات بعدة طرق.

وفي اول تعليق له على هذه القضية في صحيفة «بيورسن» الاقتصادية، اعتبر وزير المالية الدنماركي ثور بيدرسن ان هذه الازمة «لا تشكل تهديدا للاقتصاد الدنماركي في وضعه اليوم».

لكنه اشار الى انه لا يعرف كيف ستتطور الأمور، ولا الى متى ستدوم.

وقال اتحاد الصناعات الدنماركية ان شركات دنماركية عدة اضطرت الى المرور عن طريق فروعها في الخارج بهدف مواصلة بيع منتجاتها تحت اسم آخر غير الدنمارك، بدون الكشف عن اسماء هذه الشركات. وبهذه الطريقة تحاول مجموعة «آرلا فودز»، ثاني منتج اوروبي للحليب والمجموعة الدنماركية الأكثر تأثرا بالمقاطعة، بيع الزبدة التي تنتجها وتسوقها في علب من 25 كيلوغراما دون لصق اسمها عليها.

وقالت استريد غيد نيلسن، المتحدثة باسم الشركة، ان مبيعات «ارلا فودز» من مشتقات الحليب تبلغ اكثر من ثلاثة مليارات كورون في السنة الى الشرق الاوسط. واضافت ان شركتها تخسر حاليا عشرة ملايين كورون يوميا «اي خسارة 140 مليون كورون منذ 28 يناير (كانون الثاني) حتى اليوم».

كما جمدت صادرات الطيور الى الشرق الاوسط التي كانت تمثل حوالى 180 مليون كورون (16.24 مليون يورو) سنويا اي ما يعادل 12% من الصادرات الاجمالية الدنماركية لهذا القطاع.

وطلبت جمعية اصحاب السفن الدنماركية من اعضائها إنزال الاعلام الحمراء مع الصليب الأبيض عن سفنهم التي ترسو في شواطئ دول اسلامية. ولمواجهة المقاطعة، اطلقت حملات دعم تحت شعار «باي دانيش» على شبكة الانترنت، وخصوصا المواقع الاميركية تدعو الى شراء العاب ليغ ومنتجات «آرلا فودز» وبيرة «كارسلبرغ». واطلقت الصحيفة الالمانية «دي فيلت» ايضا موقعا لدعم المنتجات الدنماركية.

وادت قضية الرسوم الى تقويض مبادرة دنماركية للحوار وارساء الديمقراطية في دول عربية، كما رأى عدة مسؤولين في كوبنهاغن. وقال ستين غاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان «هناك خطر كبير بان تقوم الدول التي ابدت انفتاحا ازاء مبادرتنا باغلاق الباب في وجهنا في فترة يبدو فيها الحوار مع الدول العربية اهم من اي وقت مضى». واعتبر غاد الذي تحدث بصفته ممثلا لحزب الشعب الاشتراكي ان «الوضع اكثر صعوبة لأن الدنمارك بحاجة ماسة للحوار مع العالم العربي واصلاح الاضرار وتحسين صورتها».