المحققون في اعتداء الخميس الماضي على موكب شيعي يؤكدون أن انتحاريا نفذه

هجوم للمتمردين في غرب باكستان يوقع قتيلين من رجال الأمن

TT

إسلام أباد ـ أ.د.ب: صرح مسؤولون بالشرطة المحلية بأن جنديين على الاقل من قوات الأمن قتلا وأصيب سبعة آخرين حينما فتح متمردون النار على حافلة كانوا على متنها بإقليم بالوشستان المضطرب بالمنطقة الجنوبية الغربية لباكستان أمس. وفي هذه الاثناء افادت مصادر مقربة من التحقيقات بالتفجير الذي استهدف موكبا دينيا للمسلمين الشيعة ببلدة هانجو يوم الخميس الماضي إن انتحارياً نفذ الهجوم الذي اسفر عن مقتل نحو 31 شخصا وإصابة آخرين.

وقال رانا محمد سليم مسؤول الشرطة المحلية في بالوشستان إن رتل العربات العسكرية التابع لشرطة المنطقة الحدودية الأمنية تعرض لهجوم أثناء تحركه من منطقة تومب إلى بلدة دوكوب بمنطقة توربات الواقعة على بعد 925 كيلومترا جنوب عاصمة الاقليم كويتا.

وأوضح أن المهاجمين أطلقوا في البداية ثلاثة صواريخ على مركبتين عسكريتين قبل أن يفتحوا النار عليهما مما أدى إلى مقتل الجنديين وإصابة السبعة. ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وإصابة اثنين آخرين في انفجار لغم أرضي بالقرب من منطقة سانجسيلا الواقعة على بعد 600 كيلومتر إلى الشرق كويتا.

وكان مسؤول محلي كبير يدعى عبد الصمد لاسي قد قال إن «الاشخاص الخمسة الذين ينتمون لعائلة واحدة كانوا في طريقهم إلى بلدة ديرا بوجتي على متن عربة يجرها حمار على بعد 600 كيلومتر شرق العاصمة الاقليمية كويتا». وتأتي الموجة الجديدة من أعمال العنف باقليم بالوشستان في أعقاب إعلان حكومة الاقليم في ديسمبر (كانون الاول) الماضي عن عزمها التنقيب عن البترول والغاز ببلدة كوهلو الواقعة على بعد 500 كيلومتر إلى الشرق من كويتا. لكن مواطني بالوشستان اتهموا الحكومة الاتحادية باستغلال موارد إقليمهم دون أن يستفيد سكانه من تلك الموارد.

من ناحية ثانية، صرح محققون مكلفون الكشف عن ملابسات تفجير الخميس الفائت، إن الادلة المتوفرة تؤكد انه تم من قبل انتحاري. وقتل سبعة أشخاص آخرين في مصادمات اندلعت بين الشيعة والسنة بعد الانفجار الذي وقع في البلدة التابعة لاقليم الحدود الشمالي الغربي ليصل عدد القتلى الاجمالي إلى 38 شخصا.

وقال قائد شرطة الاقليم محمد رفعت باشا للصحافيين بالعاصمة بيشاور «لدينا الان أدلة لنعلن أنه كان هجوما انتحاريا». وأضاف أن اختبار عينة الحامض النووي التي أخذت من أشلاء الانتحاري ستساعد في التعرف عليه.

وذكرت قناة تلفزيونية خاصة (جي. إي. أو) أن مكتبها في بيشاور تلقى عددا من المكالمات التي زعم المتحدثون خلالها مسؤوليتهم عن تنفيذ الحادث. واوضح مراسلوها «إن الذين أجروا الاتصالات عرفوا أنفسهم على أنهم أعضاء بجماعات مسلحة محظورة» من دون أن يكشف المراسلون عن اسماء تلك الجماعات. لكن الموقف ما زال متوترا في هانجو. وتستمر الشرطة في القيام بدورياتها في المناطق التي تتسم بالحساسية لمنع وقوع أي أحداث عنف طائفي.

ومن جانبه، اشار باشا الى انه «كان هناك إطلاق نار في الهواء خلال الليلة الماضية لكن لم يبلغ عن وقوع مزيد من الخسائر في الارواح». وقد شكلت حكومة إقليم الحدود الشمالي الغربي لجنة من كبار السن ورجال الدين لتلتقي مع رجال الدين الشيعة والسنة في هانجو للتأكد من إنتهاء اعمال العنف في البلدة. ولم يتم حتى الان القاء القبض على أي شخص بعد الحادث الذي وقع في ذكرى عاشوراء.

يذكر ان هذا الحادث هو واحد من أكثر الحوادث دموية خلال احتفالات عاشوراء في باكستان بعد أحداث 11 سبتمبر وما وقع عام 2004 في إقليم بالوشستان جنوب غربي البلاد حيث قتل أكثر من 50 شخصا في كويتا عاصمة الاقليم عندما هاجم مسلحون موكبا شيعيا.

وأوضح مسؤولون أن المشاركين في الموكب أصيبوا فور وقوع الحادث بحالة هياج وأضرموا النار في حوالي 20 محلا تجاريا وأطلقوا النار في الهواء فيما استخدم رجال دين من الشيعة والسنة مكبرات الصوت في المساجد لمناشدة أتباع الطائفتين الهدوء.

وفرضت السلطات حظر التجوال في البلدة وانتشرت قوات الأمن في شوارعها. وسيطر الجيش على البلدة فيما تحركت قوات إضافية من إقليم كوهات لمنع اندلاع المزيد من أعمال العنف.

ورفعت الالاف من قوات الشرطة وقوات الأمن درجة تأهبها يوم الخميس خاصة في 22 مدينة أعلنت السلطات أنها مدن «حساسة».