صدام وبرزان يفتتحان الجلسة 12 للمحاكمة بالهتاف باسم الأمة والبعث

طه رمضان استنكر تعيين المحكمة محامي دفاع له فرد عليه القاضي: نطبق القانون المنفذ منذ 1971

TT

بغداد ـ عمان ـ وكالات الانباء: اعلن الرئيس العراقي السابق صدام حسين امس، انه وعددا من مساعديه الذين يحاكمون معه، مضربون عن الطعام منذ ثلاثة ايام، وذلك لدى استئناف محاكمته التي رفعت الى 28 الشهر الجاري.

وهتف صدام عند دخوله قاعة المحكمة «الله اكبر عاش شعبنا العظيم وامتنا المجيدة وعاش المجاهدون»، بينما هتف اخوه غير الشقيق برزان ابراهيم التكريتي «يحيا العراق عاش العراق عاش البعث العظيم فداك أمي وابي يا حزب البعث»، وعلق صدام عليه مشجعا قائلا «عفية» (احسنت). وقال صدام حسين بعدما جلس، «ثلاثة ايام ونحن مضربون عن الطعام، احتجاجا على طريقة التعامل التي يتم جلبنا بها الى المحكمة».

وكانت معلومات قد تحدثت الاحد الماضي عن اضراب عن الطعام يعتزم صدام والمتهمون الآخرون القيام به. لكن خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق، نفى هذه المعلومات قائلا: انه «لا اساس لها من الصحة اطلاقا».

وعقدت جلسة امس، وهي الثانية عشرة، ايضا بغياب محامي الدفاع الذين كانوا قد انسحبوا في جلسة سابقة ورفضوا حضور الجلستين الاخيرتين ايضا.

وكما حدث في جلسة اول من امس، سعى صدام وبرزان الى احداث فوضى في قاعة المحكمة، احتجاجا على احضارهم الى قاعة المحكمة عنوة. وانضم اليهما امس طه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي الذي قال «لم تتركونا نتكلم. هذا دجل واثم. طردتم محامينا، والشهود يحضرون بالقوة والمشتكون اسماؤهم فلان وفلان من دون ذكر الاسم (الحقيقي). هل هناك شيء من هذا القبيل في الدنيا؟».

ورد القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن ان «محاميك هم الذين تركوكم وغادروا العراق، والمحكمة من حقها توكيل محامين عوضا عنهم. ونحن بذلك نطبق القانون المنفذ منذ عام 1971». لكن رمضان اتهم القاضي بانه «يحاكم وفق قانون (الحاكم المدني السابق على العراق بول) بريمر».

وحاول برزان الحديث، فلم يسمح له القاضي، مما دفعه الى القول «عيب انا انسان مثلك وربما احسن منك لم تفعل بي هذا».

وقال صدام، الذي كان يرتدي دشداشة زرقاء وسترة سوداء، كما كان يلبس اول من امس، متوجها للقاضي «انت بتكليف من بريمر (...) طلبت منك الكلام ولم تسمح لي (...) كل يوم نكرر نفس الاقوال. هذه تمثيلية مطلوب ان تسترسل هذه هي الخلاصة».

وبخلاف جلسة اول من امس وجلسات سابقة، لم يوجه صدام وبرزان الشتائم المقذعة المعهودة الى القاضي الكردي عبد الرحمن. ولزم القاضي الصمت لبعض الوقت، بينما واصل صدام وبرزان ورمضان الكلام بالتعاقب. ولما سكتوا سألهم القاضي «انتهيتم من الكلام؟.. سنطيل بالنا معكم»، ثم امرهم بعدم مقاطعة المحكمة. وبدأت جلسة امس بالاستماع الى عدد من الشهود ممن عملوا في جهاز المخابرات، ابان حكم نظام صدام والمعتقلين حاليا على ذمة التحقيق. والشاهد الاول كان ضابط مخابرات، تحدث من خلف ستار من دون الكشف عن هويته، وقال «انا كنت في عام 1982، ابان احداث الدجيل موظفا بسيطا في جهاز المخابرات وليس لدي أي شيء جديد اضيفه على الاقوال التي سبق ان ادليت بها سابقا لقاضي التحقيق».

واضاف «كل ما اذكره انه في ليلة الحادث تم استدعاء منتسبي الجهاز وحصلت عملية استنفار».

فيما اكد الشاهد الثاني فاضل صلفيج العزاوي، الذي عمل معاونا لرئيس جهاز المخابرات لمدة خمسة اعوام، ابتداء من 12 ديسمبر (كانون الاول) عام 1984، انه كان سفيرا للعراق في موسكو في وقت احداث الدجيل، وانه يرفض الشهادة او ان يكون طرفا فيها، لانه لا يملك المعلومات الكافية. وعندما سأله القاضي عن حصول عملية اعدام شخصين عن طريق الخطأ، قال «نعم كان هناك اربعة اشخاص مدانين بالاعدام، اثنان منهم صودق على حكم الاعدام بحقهم، واثنان لم يصادق، لكن السجان اخطأ واعدم اللذين لم يصادق على حكمهما».

ونفى الشاهد الثالث، وهو حامد يوسف حمادي وزير الثقافة الاسبق، الذي كان ابان الاحداث يعمل سكرتيرا خاصا لصدام حسين، علمه بالقضية، وقال «عندما حدثت اتذكر انه لم اسمع من احد ان هذه القضية جرت».

واضاف «سمعت هذا الخبر في النشرة العربية من اذاعة طهران تقول: (تصدى ابطال الاسلام للطاغية فلان الفلاني وامطروا موكبه بوابل رصاص جرح على اثره)».

وابرز رئيس الادعاء العام في جلسة امس وثيقة، قال ان مدير المخابرات كان قد ارسلها الى مسؤولي مجلس قيادة الثورة في العراق. وتشير الرسالة الى ضرورة مكافأة ستة اشخاص للمساعدة في اعتقال اعضاء من حزب الدعوة في منطقة الدجيل، وهي جماعة شيعية كانت محظورة واتهمت بمحاولة اغتيال صدام. وقال شاهد ان توقيعا في ذيل المستند يبدو انه خاص بالرئيس العراقي المخلوع.

ويأمل الادعاء بان تمثل الوثيقة خيطا يفضي الى توقيع عقوبة الاعدام شنقا على من تثبت ادانته.