السنيورة يعاهد الحريري في الذكرى الأولى لغيابه بمتابعة التحقيق «حتى ينبلج فجر الحقيقة ويحاكم المجرمون»

TT

في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، وجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رسالة الى اللبنانيين عاهدهم فيها على متابعة مسيرة التحقيق «حتى ينبلج فجر الحقيقة ويحاكم المجرمون»، كما عاهدهم على «التزام سيادة لبنان وحريته واستقلاله واكمال تحرير ارضه»، وعلى «المبادرة في الاصلاح الذي اتخذه سبيلا للنهوض الوطني والقومي».

وقال السنيورة في رسالته: «يمر عام كامل على استشهاد الرئيس رفيق الحريري ونحتشد اليوم في 14 فبراير (شباط)، كما احتشدنا يوم مأتمه المشهود، ويوم 14 مارس (آذار) في ساحة الحرية. كان الأمر عصيا على التصور وقتها ولا يزال كذلك. بيد أن الدم الزكي الذي ضمخ بعبيره أرجاء لبنان والوطن العربي، غيَّر المعطيات، وقلب التوازنات، فكنت يا أبا بهاء مالئ الدنيا وشاغل الناس في حياتك، كما بعد استشهادك».

وأضاف: «نقف اليوم مع الرئيس الحريري وأسرته ومع المواطنين اللبنانيين في موقع الحق والواجب والمسؤولية. حق الدم والشهادة. وواجب الضمير والوطن. ومسؤولية الشأن العام ومستقبل لبنان واللبنانيين. لقد عمل الرئيس الحريري طوال خمسة وعشرين عاما من اجل الحاضر الوطني والمستقبل اللبناني والعربي. كافح الحرب باستقطاب شباب لبنان للتعليم المستنير والمتقدم واعدادهم للمستقبل. وكافح النزاع بالجهد الفائق من اجل تحقيق التوافق بين اللبنانيين. وكافح الاختراقات الاسرائيلية بالخيار العربي. ودعم المقاومة من اجل تحرير الارض. وتصدى مع لبنانيين كثيرين وأشقاء عرب، للفتنة المستمرة والدم المسفوك، باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب وأتاح البدء بالإعمار والنهوض وبناء الدولة».

واعلن السنيورة: «نجتمع من جديد في يوم استشهاد الرئيس الحريري، لنجدد عهد الوفاء وعهد الفداء وعهد الوفاق وعهد الحرية وعهد الاستقلال وعهد المستقبل الزاهر والمتقدم. كان الرئيس الشهيد يردد: لا أحد أكبر من وطنه. ونحن نقول: ولا أحد أكبر من شهادته. لقد افتدى الشهيد وطنه الذي عمل له لعقدين ونصف العقد بدمه. والحق الوطني اليوم للشهادة وللرئيس الشهيد السير في مسيرته والسير في مشروعه والسير في إنجازه. وقبل ذلك وبعده، الوفاء له في ايمانه بلبنان الوطن، ولبنان الحرية، ولبنان الوحدة الوطنية، ولبنان الدولة العربية الديمقراطية المتقدمة». وتابع:«الزمان زمان لبنان، والمستقبل مستقبل لبنان. ونحن صابرون وصامدون ومثابرون في وجه شتى التحديات. وأمامنا مقولة رفيق الحريري: لقد اختلف اللبنانيون على الماضي، لكنهم لن يختلفوا على المستقبل. فلتكن سنوية شهادة الرئيس فرصة للتعبير عن الوحدة وفرصة للتعبير عن خيارنا الوحيد والباقي: خيار رفيق الحريري، خيار العيش المشترك، ووثيقة الوفاق الوطني».

وقال السنيورة: «في يوم شهادتك ايها الحبيب الغالي انت وباسل فليحان وجميع الرفاق والشهداء الذين سقطوا معك، يوم الاحتفاء بذكراك ومسيرتك، ولوعة الوطن والمواطنين عليك، نعاهدك على متابعة مسيرة التحقيق حتى ينبلج فجر الحقيقة، ويساق المرتكبون المجرمون الى العدالة. نعاهدك على ان نظل أوفياء للانتماء العربي الذي رسخته وجددته. نعاهدك على الالتزام بسيادة لبنان وحريته واستقلاله واكمال تحرير ارضه. نعاهدك اخيرا على المبادرة في طريق الاصلاح الذي اتخذته سبيلا للنهوض الوطني والقومي وللمعاصرة الوطنية والقومية».