ذكرى الحريري في بيروت غابت عن أجهزة التلفزيون السورية

رغم أنها أقيمت على بعد 80 كيلومترا عن دمشق

TT

دمشق ـ رويترز: كانت اجهزة التلفزيون في دمشق اليوم تعرض مباريات لكرة القدم او مسلسلات درامية او برامج دينية او اي شيء اخر الا المظاهرة الحاشدة في بيروت في الذكرى الاولى لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

وعلى الرغم من ان أكثر من نصف مليون شخص تجمعوا على بعد 80 كيلومترا غرب دمشق مطالبين بتنحي رئيس الجمهورية المؤيد لسورية اميل لحود، فان عددا لا يذكر من السوريين كان مهتما بالامر، وقالوا ان قضية الحريري تحولت الى حملة تدعمها الولايات المتحدة بهدف زعزعة استقرار سورية وتحميلها اللوم في الانقسامات الموجودة عند اللبنانيين.

وقال المهندس فارس البارود ان هؤلاء الناس في المظاهرة «يريدون ان يلقوا اللوم على سورية اذا لبنان تحول الى دويلات، ويقولون انهم يريدون الحقيقة حول مقتل الحريري لكنهم لا يأبهون ما اذا كان تحالفهم مع أميركا يضر سورية».

وتركز كثير من الغضب الشعبي في سورية على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي تزعم الحركة المطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان بعد مقتل الحريري.

وكان جنبلاط قد وصف الرئيس السوري بشار الاسد بانه «طاغية دمشق» ودعا للانتقام منه بسبب الضلوع السوري المزعوم في مقتل الحريري.

وقال حسين صالح «من يحرك هؤلاء، يحركهم نفس الساسة اللبنانيين الذين كانوا يخضعون للمسؤولين السوريين»، وأضاف «يظنون انهم يستطيعون ان يخلقوا مستقبلا لأميركا في المنطقة».

وتنفي دمشق اي ضلوع لها في مقتل الحريري وتعهدت بالتعاون مع التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة في القضية.

وقال محمد القهوجي استاذ متقاعد في اللغة الفرنسية «الحريري كان محبوبا هنا ولكن الرد اللبناني على قتله كان ولا يزال عاطفيا ونحن لم نر أي دليل فعلي على تورط سوري»، واضاف «ينسى اللبنانيون اننا حقيقة عائلة واحدة.. من النادر جدا ان تقابل لبنانيا ليس له اقارب في سورية والعكس صحيح. قبل اربعين سنة كان لدينا في سورية تعدد احزاب وحرية رأي اكبر ولكننا لم نسيء استخدام هذه الحرية، ولم نكن نستعمل هذه الحرية لايذاء لبنان».