استطلاع للرأي في أوساط طلاب لبنان يظهر تمسكا بالمواطنية رغم موجة الطائفية والمذهبية

TT

بيروت ـ رويترز: أشارت استطلاعات للرأي أجرتها مطبوعة شهرية بيروتية وصدرت في فبراير(شباط) الحالي الى ان غالبية الطلاب الجامعيين اللبنانيين ما زالت متمسكة بمفهوم المواطنة على رغم موجة طائفية ومذهبية فعلت فعلها بشكل عام ولم ينج منها حتى الجسم الطلابي.

وجاء في القسم المتعلق بالطلاب الجامعيين من الاستطلاعات التي اجرتها مطبوعة «انترناشونال ديلي» الشهرية او «الدولية للمعلومات»، كما هو اسمها بالعربية والتي يتولى المسؤولية عن تحريرها جواد عدرة، ان 57.8 في المائة من الذين جرى استطلاع آرائهم قالوا انهم يفضلون العيش في منطقة متعددة الطوائف الدينية اذا أعطوا حرية اختيار منطقة سكنهم لكن بشرط ان تبقى ظروف معيشتهم في المستوى نفسه الذي كانت عليه في المكان السابق.

وقال 40.6 في المائة انهم يفضلون المنطقة التي تشكل طائفتهم الغالبية فيها. ولم يحدد 1.6 في المائة ممن وجهت اليهم الاسئلة موقفهم من الامر.

وقد اجري الاستطلاع بين 31 اغسطس (اب) و14 اكتوبر (تشرين الاول) من سنة 2005 المنصرمة. واستطلعت المطبوعة التي تعنى بشؤون المعلومات واستطلاعات الرأي والتوثيق آراء 675 طالبا وطالبة من تسع جامعات لبنانية متنوعة.

وذكرت ان هامش الخطأ في الاستطلاع بلغ في سلبه وايجابه نسبة 1.9 في المائة.

وفي تفاصيل هذا السؤال ان 91.5 في المائة من اجوبة طلاب الجامعة الأميركية في بيروت قالت انها تفضل السكن في اماكن متعددة الطوائف. وتلى ذلك طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية اذ فضل 86.7 في المائة ممن استطلعت اراؤهم الاماكن المختلطة طائفيا. اما النسبة الدنيا فقد سجلت في جامعة نوتردام اذ فضل 15.4 في المائة الاماكن المختلطة طائفيا.

وأضاف الاستطلاع ان 21.4 في المائة من الطلاب الذين اختاروا الاماكن المختلطة قالوا انهم على رغم خيارهم هذا لن يتزوجوا من اشخاص من غير طوائفهم. وردا على سؤال للطلاب والطالبات عن دين اصدقائهم وصديقاتهم المفضلين قال 40 في المائة منهم ان اصدقاءهم المفضلين هم من طائفتهم نفسها بينما ذكر 30.90 في المائة ان اصدقاءهم المفضلين هم من طوائف اخرى.

وجاء في الاستطلاع الذي نشرته المطبوعة الصادرة باللغة الانجليزية والذي ترجمته رويترز الى العربية انه في الاجوبة عن سؤال عن اهمية انتماء الطلاب الديني في اختيار اصدقائهم قال 10.5 في المائة ان الانتماء الديني مهم وشديد التأثير في اختيار اصدقائهم بينما ذكر 45.6 في المائة ان الانتماء الديني ليس بذي اهمية في اختيارهم اصدقاءهم. وقال 40 في المائة ان للانتماء الديني اهمية محدودة في انتقائهم اصدقاءهم.

وقالت المطبوعة انه هذا اذا قورن باستطلاع للرأي اجرته سنة 2003 واشار الى ان 53.3 ممن اجابوا عن الاسئلة اعلنوا ان الانتماء الديني لا تأثير له اطلاقا في اختيار الاصدقاء «نلاحظ ان هناك ارتفاعا في المشاعر الطائفية لدى اللبنانيين ممن هم في سن الشباب».

لكن من ناحية اخرى اظهر الاستطلاع الحالي ان 73.3 ممن اجابوا عن الاسئلة قالوا انهم لا يؤمنون بان افراد طائفتهم هم افضل من الاخرين بالمقارنة بنسبة 26 في المائة قال فيها المستطلعون ان افراد الطائفة التي ينتمون اليها هم افضل من ابناء الطوائف الاخرى.

وبالنسبة الى الزواج المختلط في لبنان حيث يسافر الشاب والفتاة المنتميان الى طائفتين مختلفتين الى قبرص او الى تركيا ليتزوجا زواجا مدنيا وليعودا الى لبنان حيث يعترف بزواجهما بينما لا يستطيعان القيام بذلك في لبنان، قال 64.3 في المائة ممن اجابوا عن الاسئلة انهم يوافقون على فكرة الزواج من شخص من طائفة اخرى بينما اعلن 37.7 في المائة عدم موافقتهم على ذلك.

وردا على سؤال عما يفعله مؤيدو الزواج من طائفة اخرى اذا رفض اهلهم زواجهم هذا قال 47.3 في المائة انهم سيمضون قدما في زواجهم بينما قال 8.6 في المائة انهم سيرضخون لارادة الاهل واجاب 44.1 في المائة بانهم لا يعرفون.

واعربت غالبية الطلاب الذين اجابوا عن الاسئلة اي نسبة 69.5 في المائة عن تاييدهم لاقرار قانون يسمح بالزواج المدني الاختياري لمن اراد هذا الزواج بينما عارض 30.5 في المائة اقرار قانون من هذا النوع.

وقالت المطبوعة انه مقارنة باستطلاع اجرته سنة 2002 واشار الى ان 76.9 ممن اجابوا عن الاسئلة اعربوا عن تاييدهم لاقرار قانون للزواج المدني الاختياري «فاننا نلاحظ انخفاضا في اوساط من هم في عمر الشباب لتاييد فكرة جعل الزواج المدني خيارا قانونيا» في لبنان بينما ارتفعت نسبة معارضي هذا القانون من 22.8 في المائة قبلا الى 30.5 في المائة الان.