صفير: اللبنانيون اجتمعوا لأن قضيتهم واحدة قبلان: علينا أن نتواصل ونطرد عناصر الفتنة

دعوات في ذكرى الحريري إلى «تحصين الساحة الداخلية»

TT

لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، رفيق الحريري، دعت مرجعيات وشخصيات دينية وسياسية واقتصادية الى «تحصين الساحة الداخلية حفاظا على الانجازات التي حققها». ورأت في التجمع الحاشد لمئات آلاف اللبنانيين في ساحة الحرية في وسط بيروت امس «تعبيرا عن الشعور بمدى الخسارة» التي اصابت لبنان بفقدان الرئيس الراحل.

وقال البطريرك الماروني نصر الله صفير، في تصريح عبر الهاتف الى تلفزيون «المستقبل»: «لا بد لنا من تهنئة اللبنانيين، لانهم اجتمعوا على قضية واحدة هي قضية لبنان، وانهم يعرفون ان الوحدة هي التي تنقذ الوطن. واذا كان اللبنانيون متفرقين فانهم لن يستطيعوا انقاذ وطنهم. وقد اجتمعوا في هذا اليوم لأن قضيتهم قضية حق».

بدوره قال رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر: «ان استشهاد دولة الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الماضي اعطى بداية القيامة للبنان، لبنان السيد الحر، لبنان الموحد لكل ابنائه، لبنان المستقبل. المشهد اليوم يدل على ان هذه القيامة ثبتت. وان شاء الله تستكمل وتتوج حتى تعود الحياة والفرح ويكون دم الرئيس الشهيد، حقيقة، أعطى لبنان وثبة لمستقبله مثلما كان يحلم به. هذا رجاؤنا ونحن نرى هذا الشيء يتحقق اليوم والحمد لله».

نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان قال في كلمة وجهها الى اللبنانيين للمناسبة: «سنة مرت على استشهاد الرئيس الحريري والبلاد تعيش مأساة هذا الرجل الذي خسره العالم من دون اي مبرر او مسوغ لقتله. اننا نعزي انفسنا والشعب اللبناني والعربي والاسلامي بهذه الخسارة الكبيرة. وعلينا ان نستثمرها لنتعلم منها الدروس التي تنفع وتصلح وتنقذ لبنان. هذه المسيرة الحاشدة اليوم (امس) تعبر عن مدى سخط اللبنانيين على هذه الخسارة. ولكن همم الرجال تزيل الجبال. وعلينا ان ننطلق من هذا اليوم للتواصل في ما بيننا ولطرد عناصر الفتنة ومحاربة كل العناصر الشريرة التي تؤجج نار العصبية والطائفية والمذهبية».

وتابع قبلان: «ان الرئيس رفيق الحريري استشهد من اجل لبنان، فعلينا ان نتأسى به ونعمل عمله ونشق الطرق من اجل الوصول الى الهدف الصحيح من اجل عودة لبنان الى وضعه الطبيعي... وواجبنا ان ننفض غبار الشك والوهم والتخلف عن جبيننا ونخرج الى العالم موحدين بصورة وضاءة وبعمل ايجابي نبتعد فيه عن السلبية وعن الحساسيات وعن المشاكسات، ونجلس الى طاولة مستديرة للتفاهم والتشاور والمصارحة».

الى ذلك، اجمعت الفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والزراعية على «ضرورة تحصين الساحة الداخلية للمضي قدما بمسيرة لبنان على الصعد كافة، والمحافظة على الانجازات والمكتسبات التي تركها الرئيس الشهيد» مؤكدة تصميمها على «استكمال كل الخطوات الهادفة الى تنشيط وتعزيز مناعة الاقتصاد الوطني، مستلهمة خطواتها من مبادىء واعمال الشهيد في ذكراه الاولى».

واكد كل من رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان غازي قريطم، رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي، رئيس الندوة الاقتصادية وجيه البزري، رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل، رئيس جمعية شركات التأمين ابراهان ماطوسيان ورؤساء الجمعيات ولجان الاسواق التجارية في بيروت والمناطق ورؤساء الجمعيات السياحية والزراعية ونواب رؤساء الجمعيات الصناعية والتجارية والغرف اللبنانية ورؤساء القطاعات المهنية والانتاجية «ان الذكرى الاولى السنوية لاستشهاد قائد المسيرة الاقتصادية والانمائية في البلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستكون حافزا قويا لدفع المسيرة الاقتصادية الشاملة للتكتل والتضامن والتعاون لدفع العجلة الى الامام».

وفي مدينة صور بجنوب لبنان، اقامت حركة «امل» مهرجاناً خطابياً احياء لذكرى الرئيس الحريري. وألقى النائب ايوب حميد كلمة قيادة الحركة، مذكراً بان «الرئيس الشهيد التزم القضايا الوطنية والعربية، ودافع عن القيم اللبنانية. وكان في المراحل الصعبة بمثابة وزير خارجية العرب في كل المحافل».

وقال حميد: «ارادنا الرئيس الشهيد ان نجتمع ولا نتفرق، بعيداً عن المتاهات التي يلجأ اليها البعض لسوقنا اليها». واضاف: «ان لبنان لن يستطيع العيش في معزل عما يجري حوله او يتقوقع ليعود الى ماض واهم».