نجل طارق عزيز : لا تهمني ابنتا صدام بل همي الرئيسي إنقاذ والدي

زياد قال لـ«الشرق الأوسط» إنه بحث عن عمل دون جدوى وأن الصليب الأحمر لا يساعدهم

TT

يعيش زياد طارق عزيز وابنتا صدام حسين في مدينة واحدة هي العاصمة الاردنية عمان، إلا انه ليس هناك اتصال بينه وبينهما. ضحك زياد عندما تحدثت عن رغد صدام حسين وسألته «هل قالت لك إن لا مال لديها؟» واجاب «اسألي أي شخص في الاردن، وسيحدثونك عن تسوقها وذهابها الى مركز الرياضة واللياقة البدنية وسفرها جوا في مقاعد الدرجة الاولى، لكنني لست مهتما بقضيتها. اهتمامي الرئيسي هو انقاذ والدي». طارق عزيز، الذي كان سياسيا بارزا في عهد صدام حسين، سلم نفسه للقوات الاميركية وتفاوض حول خروج اسرته بسلام الى الاردن وظل في الحبس منذ ذلك الوقت. وعلى الرغم من إطلاق سراح بعض من كبار اعضاء النظام العراقي السابق، لا يزال طارق عزيز رهن الحبس. ومن ناحية اخرى، لم توجه له حتى الآن تهم. وكانت تقارير صدرت في الآونة الاخيرة قد اشارت الى تدهور كبير في صحته، الشيء الذي جعل اسرته تشعر بقلق إزاء حياته. تحدثت الى ابنه الأكبر زياد، الذي توجهت والدته وشقيقته الى العراق في محاولة لمعرفة المزيد من المعلومات عن وضعه الصحي. وأتاح لي اللقاء مع زياد فرصة لمعرفة المزيد من المعلومات لما حدث خلال دخول قوات التحالف العراق. وفي ما يلي نص الحوار :

* ماذا تعرف عن الحالة الصحية الحالية لوالدك؟

ـ عرفت من محامي والدي ان وزنه نقص 6 كليوغرامات خلال الفترة من 18 ديسمبر(كانون الاول) حتى الآن، وهذا بالطبع امر غير طبيعي ولا نعرف ما يحدث. والدي يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويتناول 12 حبة يوميا. ادرك ان الاميركيين سمحوا له بمواصلة تناول علاجه. وسمعت ايضا انه فقد أسنانه قبل شهرين، وحتى الآن لم تركب له أسنان.

* هل اتصلت بالصليب الأحمر؟

ـ الصليب الأحمر لا يفعل أي شيء في قضيتنا. ارسلنا عشرات الخطابات بالإضافة الى ملابس، لكنه عندما اتصل بنا في أعياد الميلاد قال انه لم يتسلم شيئا.

* اعتقد ان اسرتك زارته...

ـ هذا صحيح... سمح لنا بزيارتين. وكان على والدتي وشقيقتي السفر لمدة 14 ساعة لزيارته لمدة نصف ساعة فقط عبر جدار زجاجي، وعادتا وهما في حالة يرثى لها، وهما الآن في العراق في محاولة للحصول على المزيد من المعلومات حول حالته الصحية، ولكن ليس لديهما أي تصريح يسمح للزيارة.

* هل تشاور والدك معك عندما قرر تسليم نفسه؟

ـ لا.... ذلك كان قراره. لم يكن لدينا مكان نذهب اليه، وكان علينا مغادرة منزلنا قبل الحرب. كنا نعرف عن أوراق الكوتشينة (أوراق اللعب التي طبعت عليها صور المطلوبين من رموز النظام العراقي السابق) وقال لي والدي حينها انه يعتزم تسليم نفسه وانه من الضروري الترتيب لإعداد مكان لي ولوالدتي وشقيقي وشقيقاتي. لدينا الكثير من الأصدقاء في الاردن. الشيء الوحيد الذي طلبه والدي عندما سلم نفسه هو نقل اسرتنا الى منطقة الحدود الاردنية والتأكد من موافقة الاردن على استضافتنا. كانت الحدود الاردنية ـ العراقية قد اغلقت خلال الحرب. ودعنا والدي، أنا وشقيقي صدام ووالدتي وزوجتي وأطفالي الثلاثة وتوجهنا الى الاردن، ولحقت بنا فيما بعد شقيقتاي، وكان زوج احداهما قد اختطف من قبل واحدة من الميليشيات ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع مبلغ 55 ألف دولار.

* عندما وصف عدي صدام حسين ما سيحدث بـ«أم الحروب» هل كنت تعتقد ان العراق سينتصر في الحرب ضد الولايات المتحدة؟

ـ بالتأكيد لا. ادرك اننا نستطيع مواجهة اميركا وليس الانتصار عليها. من ناحية اخرى، ما هي الخيارات التي كانت متاحة امامنا؟

* التصرف بواقعية.... لماذا لم تصطحب الأسرة الى الاردن في وقت مبكر؟

ـ بوصفنا اسرة طارق عزيز، لم يكن بوسعنا فعل ذلك. ماذا كان سيعتقد العراقيون؟ لم افكر مجرد التفكير في هذا الخيار.

* ماذا حدث لمنزلكم، اقصد المنزل الذي كانت تعيش فيه الاسرة؟

ـ جاء الشيعة واخذوا كل الرخام وحطموا كل شيء. ويقيم به الآن عبد العزيز الحكيم، الذي يتخذ من المنزل مكتبا له يعقد داخله المؤتمرات الصحافية..... اشعر بإحساس غير عادي عندما اشاهد هذه الأشياء على شاشات التلفزيون.

* هل يمكن ان تصف لنا اتصالاتك بوالدك منذ ان وصلت الى الاردن؟

ـ ليست هنالك اتصالات. تلقينا مكالمة هاتفية واحدة بعد عام كامل. وتحدثنا بالهاتف منذ بداية حبسه حتى الآن خمس مرات. مررنا بلحظات صعبة عندما سمعنا قبل حوالي اسبوعين بإطلاق سراح القوات الاميركية بعضا من كبار مسؤولي نظام صدام حسين، حتى الدكاترة (هدى عماش). قال لنا محامو والدي انه لا يواجه تهما، لذا لا نعرف السبب في عدم إطلاق سراحه.

* ماذا تفعل في الاردن؟

ـ لا شيء.

* لا شيء؟

ـ كنت اعمل مهندسا مدنيا في العراق، ولكن منذ وصولي هنا لم استطع العثور على وظيفة. اؤكد لك انني حاولت الحصول على عمل.... اعتقد ان الأمر سياسي. لا اعرف.... اركز الآن فقط على إنقاذ والدي.

* سمعت عن نمط حياة رغد وشقيقتيها في الاردن. هل يمكن ان تحدثني عن نمط حياتك؟

ـ الأمور بالنسبة لهذه الاسرة مختلفة. اعيش ووالدتي وأسرتي في شقة مفروشة مستأجرة. شقيقي صدام يعيش في اليمن. لا نعيش نمط الحياة الذي تعيشه رغد.

* تقول انه لا يوجد اتصال بينكم الآن. هل كنتم تعرفون بعضكم بعضا في العراق؟

ـ لا... لا... إنها ابنة الرئيس. لا احد يمكنه الاتصال بها. هذه الاسرة تعيش بصورة مختلفة. قضيتها ليست ذات اهمية بالنسبة لي. اريد إنقاذ والدي. اريد ان يحصل والدي على العلاج الطبي الصحيح وأي شيء يمكن ان ينقذ حياته.

* نتحدث حول حقوق الإنسان. إلا ان بعض قرائي سيقول ان الطريقة التي كان يعامل بها صدام حسين العراقيين في السجون كانت اكثر من مجرد انتهاك لحقوق الإنسان.

ـ صدام هو الذي كان يتصرف بتلك الطريقة. إنه هو الذي فعل كل هذه الأشياء، ليس والدي.

* ولكن والدك كان من كبار المسؤولين في نظام صدام حسين. هل كان يعرف ما كان يجري؟

ـ ماذا كان بوسعه ان يفعل؟ لم يكن باستطاعة والدي ان يوقف صدام. عمل والدي مع صدام لمدة 35 عاما، لكنه كان يعمل في مجال السياسة الدولية. لم يكن لديه صلة بما كان يحدث داخل العراق. وإذا كان هناك شيء ضده، يجب تقديمه للمحاكمة حتى تظهر الحقيقة، ولكن لا يجب ان يبقى في الحبس بدون توجيه تهمة له.