إعلان فرنسي ـ روسي يطالب إيران بوقف نشاطها النووي

TT

أطلقت روسيا وفرنسا اعلاناً مشتركاً أمس لحث ايران على التعاون مع المجتمع الدولي إزاء برنامجها النووي، مما أبرز التوافق الاوروبي ـ الروسي ازاء التعامل مع الملف الايراني. وفي غضون ذلك، اكدت طهران أمس استئناف عملية تخصيب اليورانيوم في مصنع نتانز، رافضة تعليق ابحاثها في هذا المجال. وتكررت المطالبات الدولية، من الأمم المتحدة الى اليابان، كي تتراجع طهران عن هذه الخطوة.

وفي موسكو، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الملف النووي الايراني مع رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دي فيلبان واتفقا على موقف موحد يطالب طهران بـ«الالتزام الكامل» بتعهداتها الدولية. وجاء اجتماع الكرميلن بين بوتين ودي فيلبان في اطار الاتفاق الذي سبق وتوصل اليه وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وفيليب دوست بلازي، حول ضرورة التزام ايران ببنود معاهدة حظر الانتشار واستئناف المباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوقف عن ابحاثها النووية. وجاء في الاعلان ان «فرنسا واتحاد روسيا موحدان في تصميمهما على ايجاد حل لما يترتب عن البرنامج النووي الايراني على صعيد انتشار الاسلحة النووية». وقال ميخائيل فرادكوف رئيس الحكومة الروسية ان بوتين اكد مواقف موسكو التي تقترب من المواقف الفرنسية، وان موسكو طرحت سلسلة من الاقتراحات للخروج من الموقف الراهن. واقر بوتين ودو فيلبان «بالحقوق المشروعة للشعب الايراني في تطوير برنامج كهربائي نووي آمن ودائم يتم اثبات اهدافه السلمية طبقاً لالتزامات ايران بموجب معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية». وجاء في الاعلان: «من خلال وضع حد فعلي وطويل المدى لقلق الاسرة الدولية، ستفتح ايران الطريق امام التعاون الدولي الضروري لتطوير برنامج مماثل».

 ونفت مصادر رسمية روسية تحديد 20 فبراير (شباط) الجاري موعداً لاستئناف المباحثات مع الوفد الايراني الذي سبق وأعلن من طرفه تأجيل المباحثات التي كانت مقررة يوم الخميس المقبل. وقال ميخائيل كامينين الناطق باسم الخارجية الروسية، ان بلاده تدرس اقتراح طهران تحديد الموعد الجديد في 20 الجاري. وأشار كامينين الى ان موسكو تلقت مؤخراً طلب طهران حول تأجيل المباحثات لاسباب تقنية. وقال سرغي كسلياك نائب وزير الخارجية لوكالة ايتار ـ تار «اعتقد ان هذه المشاورات ستحصل».

وصرح منوشهر متقي وزير الخارجية الايرانية خلال زيارته لأرمينيا، بان الاقتراحات التي تقدمت بها موسكو تستحق اهتماماً جدياً ولا سيما ما يتعلق بموقع تخصيب اليورانيوم، مشيراً الى ان الخبراء الايرانيين اكتسبوا خبرات كبيرة خلال تعاونهم مع نظرائهم الروس في بناء محطة بوشهر التي انتهى العمل فيها وانهم سيضطلعون بالجزء الاكبر من المسؤولية لدى تنفيذ المشاريع الجديدة في مثل هذه المجالات.

وفي طهران، أعلن جواد وعيدي العضو في المجلس الاعلى للأمن القومي والمكلف الملف النووي ان «الاعمال بدأت» في مصنع تخصيب اليورانيوم في نتانز (وسط ايران)، وذلك بعدما اعلنت طهران أول من أمس رفع الاختام وازالة كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقع نتانز. واعتبر وعيدي ان وقف البحث في المجال النووي أمر «غير مقبول».

وكانت مصادر دبلوماسية في فيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعلنت ان ايران استأنفت اعمال التخصيب في ذلك الموقع.

وتزامن ذلك مع نفي إيران امتلاك برنامج للتخصيب الصناعي، إذ أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية غلام رضا اغا زادة أمس، ان بلاده لا تملك حتى الآن برنامجاً للتخصيب الصناعي، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الايرانية. وأضاف أن «التخصيب في نتانز سينحصر بالأبحاث التي تتطلب وقتا طويلاً، وتزويد بعض أجهزة الطرد بغاز «يو.اف.6» لا يعني القيام بالتخصيب». وجاءت تصريحات زادة بعد اعلان مسؤول قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن إيران بدأت تغذية أجهزة الطرد المركزي بغاز «يو.ف.6»، في «عدد صغير للغاية» من أجهزة الطرد المركزي، التي تنقي اليورانيوم حتى يمكن استخدامه في المفاعلات النووية، او في صنع قنابل ذرية عند درجة تنقية أعلى.

وعلى صعيد آخر، اكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في عمان أمس ان «التماسك الدولي يجب ان يكون غالباً في مواجهة التحدي الايراني».

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عبد الاله الخطيب ان «بريطانيا وفرنسا والمانيا حاولت القيام بعمل يسمح بالتخفيف من طموحات ايران النووية لكنننا لم ننجح للاسف».

وضم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان صوته الى المطالبين بحل للأزمة الراهنة، اذ دعا ايران أول من أمس الى اتخاذ قرارات على وجه السرعة لاستئناف الحوار بشأن ملفها النووي، محذراً بعد لقاء مع الرئيس الاميركي جورج بوش من مخاطر «تصعيد» في الأزمة الحالية.