تقرير: العراق أخطر مكان للصحافيين في العالم

خطر الاغتيال يهدد الصحافيين في الشرق الأوسط

TT

اصبح العراق اخطر دولة بالنسبة للصحافيين في الربع قرن الماضي، طبقا لتقرير نشرته لجنة حماية الصحافيين. وقد لقي 22 صحافيا في العراق في العام الماضي حتفهم، وبذلك يصل عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ الغزو الاميركي في مارس (اذار) 2003 الى 61 صحافيا، وهو رقم يتعدى عدد الصحافيين الذين قتلوا في النزاع الجزائري في الفترة ما بين 1993 و1996، والذين بلغ عددهم 58 صحافيا. وقد ظهر هذا الرقم في تقرير بعنوان «هجوم على الصحافة». وتجدر الاشارة الى ان اللجنة التي تتابع مقتل الصحافيين منذ تأسيسها عام 1981، تتابع فقط هؤلاء الذين قتلوا كنتيجة مباشرة لاعمال قتالية. وفي تقدير مختلف قالت اللجنة، ان 23 شخصا يعملون مع الاجهزة الاعلامية، من بينهم السائقون والمترجمون قتلوا في العراق في العام الماضي وحده.

الا ان تقريرا اخر صدر عن «نيوز ميوزيم»، وهو متحف للانباء في العاصمة واشنطن، حدد العدد بـ66 صحافيا، ويشمل هذا التقرير الصحافيين الذين قتلوا في مهمات غير عسكرية. ومن جهة اخرى قال تقرير لجنة حماية الصحافيين عن عام 2005، الذي أعلن صدوره امس في القاهرة، ان الاغتيال خطر يتعرض له صحافيون في الشرق الاوسط، لكن هناك بوادر على حرية أكبر للصحافة في بعض الدول.

وقال كمال العبيدي مستشار عمليات المنظمة في الشرق الاوسط، في مؤتمر صحافي عقد في مقر نقابة الصحافيين المصريين، ان المنظمة اختارت القاهرة لتكون أول مدينة عربية أو افريقية لتعلن فيها صدور تقريرها الجديد، «لتوجيه رسالة تقدير وتضامن من لجنة حماية الصحافيين الى صحافيي مصر ونقابتهم وكل الصحافيين في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، الذين ما انفكوا يدافعون عن حرية الصحافة».

وجاء في التقرير، الذي يقع في 312 صفحة، أن هناك صحافيين في الشرق الاوسط، على قائمة المرشحين للاغتيال. وأضاف، أن «القنبلة التي دمرت سيارة سمير قصير، أسكتت أشجع الصحافيين اللبنانيين». وتابع، «في غمرة الحزن الذي ألم باصدقاء سمير قصير وزملائه والقلق من تبعات جريمة مقتله، وردت تقارير من ليبيا حول العثور على جثة الصحافي ضيف الغزال الشهيبي في أحد الشوارع في ضواحي مدينة بنغازي، وقد قتل برصاصة واحدة في الرأس».

لم يكن سمير قصير وضيف الغزال أول صحافيين يسقطان ضحايا للاغتيال بسبب عملهما، ولن يكونا آخر الضحايا.

ولقي قصير، وهو صحافي لبناني، مصرعه في انفجار دمر سيارته في يونيو (حزيران) 2005. وفي ديسمبر (كانون الاول) من نفس العام اغتيل الصحافي جبران تويني مدير تحرير صحيفة «النهار».

وأشار التقرير الى أن قصير وتويني كتبا مقالات مناهضة لسورية، كما كتب ضيف الغزال مقالات في موقعين على الانترنت تنتقد الحكومة الليبية. لكن التقرير لم يتهم أية جهة بالمسؤولية عن اغتيالهما.

وأشار التقرير الى محاولة اغتيال المذيعة اللبنانية مي شدياق، التي كانت كثيرة الانتقاد لسورية. وتسببت المحاولة في بتر ساق مي شدياق ويدها.

وقال العبيدي، ان اعتداءات وقعت على صحافيين في عشرات الدول. وأشار الى مقتل 47 صحافيا في العام الماضي، أغلبهم سقطوا برصاص قتلة تعمدوا اخماد أصواتهم نهائيا، لمعاقبتهم على عملهم الصحافي. وأضاف، يبدو من خلال التقرير، أن العراق هو أخطر مكان في العالم لممارسة المهنة الصحافية، منذ تأسيس لجنة حماية الصحافيين. وقد بلغ عدد الصحافيين الذين قتلوا في العراق، منذ الاجتياح العسكري بقيادة الولايات المتحدة الاميركية عام 2003، الى نهاية 2005 ستين صحافيا. وتقول اللجنة، «ان الصحافيين الذين قتلوا في عام 2004 كان عددهم 57 صحافيا. وقال العبيدي: عدد القتلى عام 2005 رغم انخفاضه... يزيد كثيرا على المعدل السنوي خلال السنوات العشر الماضية. المعدل السنوي كان منذ عشر سنوات حوالي 34 قتيلا». وأضاف، أن «عدد الذين قتلوا في العراق عام 2005 بلغ 22، من بينهم ثمانية تعرضوا للاختطاف قبل الاغتيال. التقرير يلقي كذلك الضوء على فشل قوات الاحتلال العسكرية الاميركية في اجراء تحقيق ملائم في مقتل الصحافيين بنيرانهم». ولم يقتل أي صحافي في مصر، لكن الصحافي رضا هلال نائب مدير تحرير «الاهرام» اختفى منذ يوم 11 أغسطس (اب) عام 2003.

وجاء في التقرير أنه لم يطرأ جديد في قضية هلال الذي كان «يتبنى وجهات نظر خلافية، خصوصا دعمه لاجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة، حيث أثار غضب عدد كبير من المصريين». وأشار التقرير الى أن عقوبات الحبس في قضايا النشر ما زالت تمثل تهديدا لحرية الصحافيين المعارضين في دول عربية عديدة، من بينها مصر. وجاء في التقرير أنه لم يسجن أي صحافي في المغرب في عام 2005، بينما سجن ثلاثة صحافيين في عام 2004.

وأضاف أن من التطورات الايجابية افراج السلطات الجزائرية عن الصحافي أحمد بن نعوم. وكان حكم قد صدر في عام 2004 بحبس بن نعوم لمدة عامين. وأشار التقرير الى صدور العديد من الصحف في العراق، وهو ما لم يكن متاحا في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين. وأضاف تقوم الصحف السعودية حاليا بنشر تقارير اخبارية، ما كان ممكنا التفكير في نشرها قبل خمس سنوات. وأصبح من المعتاد نشر تقارير صحافية حول الجريمة وتهريب المخدرات ومعارك قوات الامن مع المتشددين المسلحين.