مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: المخاوف من الملف النووي الإيراني لا تقتصر على الغرب

TT

قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية إن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك تقنيات تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مشيراً إلى أن التخوف من البرنامج الإيراني لا يقتصر على الغرب فقد وافقت 27 دولة من أصل 35 دولة في مجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية على تحويل ملف إيران الى مجلس الأمن، بينها الصين والهند وروسيا ومصر. وشرح ستيفن راديماكر، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف في دائرة الأمن الدولي ومنع انتشار السلاح النووي، في مؤتمر صحافي محدود حضرته «الشرق الأوسط» في الرياض أمس أن المجتمع الدولي وبطلب من روسيا والصين قرر إعطاء الجهد الدبلوماسي فرصة إضافية وتأجيل اتخاذ مجلس الأمن أي خطوة لحين انتهاء تقرير وكالة الطاقة النووية والذي سيتم عرض نتائجه في اجتماع يعقد في فيينا في 6 مارس (آذار) المقبل. وبذلك، لن يتخذ مجلس الأمن أية خطوة قبل شهر من الآن.

وقال راديماكر الذي اختتم أمس زيارة للسعودية إنه بحث مع المسؤولين السعوديين الموقف تجاه الملف النووي الإيراني، والجانب السياسي لحل هذه الأزمة، وموضوع تقرير منظمة الطاقة الدولية بهذا الشأن الذي سيقدم خلال اجتماع مارس المقبل.

ورداً على سؤال حول احتمالات استخدام القوة تجاه إيران بعد إحالة ملفها لمجلس الأمن، أجاب أنه لا يتوقع أن يتخذ مجلس الأمن قراراً باستخدام القوة العسكرية ضد إيران. وحول موافقة الولايات المتحدة على المقترح الروسي بتخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا ونقله وقوداً لإيران، صرح بأن «الولايات المتحد لا تمانع في امتلاك إيران منشآت نووية، ولكن لن نسمح لها بامتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وقلل راديماكر من شأن قلق إيران بعدم استمرار إمداد روسيا لها بالمادة الخام الخاصة بالمفاعل النووي السلمي، قائلاَ إن إيران تبني مفاعلها النووي الوحيد بمساعدة روسيا بتكلفة تصل إلى مليار دولار، كما أن روسيا ستستفيد مالياً من بيع الوقود النووي لإيران، إذا رغبت في البيع وقد أبرمت عقداً بذلك. وأشار الى انه ليست هناك مخاوف من قطع روسيا للإمدادات عن إيران.

وشرح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أنه ليس من المهم حجم كمية التخصيب التي يمكنهم عملها، فمعرفة التكنولوجيا ستكون مفتاحا لتخصيب كميات أكبر. وأضاف: «متى ما استطاعت إيران إنتاج المادة الخام عبر عمليات تخصيب فإنها ستكون قادرة بشكل كبير على إنتاج الأسلحة النووية، فالتقنية هي الأمر المهم هنا». وتابع «لا نعرف مدى السرعة التي سيتمكن فيها الإيرانيون من التقنية الخاصة بالتخصيب، ولكن الفترة قصيرة بين ذلك وإنتاج الأسلحة النووية».

وفي إجابة لسؤال «الشرق الأوسط» حول إمكانية التوصل لحل وسط بين رغبة إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها ومخاوف الغرب من ذلك، قال راديماكر: «أعتقد أن رفض برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم لا يقتصر على الغرب، فاجتماع وكالة الطاقة الدولية في فيينا قبل 10 أيام شهد قيام 27 دولة من أصل 35 دولة عضواً في مجلس المحافظين بتأييد تحويل ملف إيران لمجلس الأمن، فالموقف لم يقتصر على أميركا أو دول أوروبية، بل أيضا على روسيا والصين والهند وحتى مصر، أي أن هناك دولا غير غربية رافضة للبرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم باعتباره يشكل تهديدا».