«حماس» تنفي محاولتها فتح قنوات اتصال سرية مع تل أبيب وواشنطن

TT

نفت حركة «حماس» بشدة أن تكون قد حاولت أخيرا فتح قنوات اتصال سرية مع إسرائيل والولايات المتحدة. وكانت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية في عددها الصادر امس قد نقلت عن أوساط سياسية رفيعة في الحكومة الاسرائيلية قولها ان قيادة «حماس» في غزة حاولت فتح قناة اتصال سرية مع كل من واشنطن وتل ابيب.

وقال الدكتور صلاح البردويل الناطق بلسان «حماس» والنائب المنتخب عن الحركة في المجلس التشريعي الجديد، إن هذا الخبر «لا اساس له من الصحة مطلقا». واعتبر البردويل، في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، أن اسرائيل تحاول من خلال بث هذه الاشاعات «إرباك الساحة الفلسطينية، وادخال الساحة الفلسطينية في موجة من الاشاعات لا نهاية لها، من أجل التأثير على صدقية الحركة». وربط البردويل بين ما نشر في الصحيفة الاسرائيلية وبين ما قامت المخابرات الاسرائيلية بتسريبه اول من امس عندما زعمت أن حركة حماس شرعت في سحب الأسلحة من عناصر جهازها العسكري «كتائب عز الدين القسام»، في شمال قطاع غزة. واعتبر أن هذه التسريبات مجرد «بالونات اختبار» لجس نبض الحركة ومحاولة معرفة توجهاتها، وشدد البردويل على أن حركته لن تبادر الى اجراء أي اتصالات مع اسرائيل في حال لم تستجب الدولة العبرية لشروطها. وقال إن «حماس» تشترط قبل البدء في أي اتصالات مع تل ابيب أن تقوم بالانسحاب الكامل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وان تفرج عن جميع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ونوه الى أنه بعد أن تقوم اسرائيل بالوفاء بهذه الشروط عندها تدرس الحركة تفاصيل التوصل لهدنة طويلة الأمد بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وسخر البردويل مما نشر في الصحيفة الاسرائيلية من أن محاولة قيادة حماس في قطاع غزة لفتح قناة اتصال سرية مع اسرائيل وواشطن تأتي على خلفية الخلافات بين هذه القيادة وقيادة الخارج بقيادة خالد مشعل، قائلاً «إن مثل هذه الافتراءات لا تستحق التعليق»، مشدداً على أن هناك انسجاما داخل جميع أطر حماس وفي كل القضايا. من ناحيتها زعمت «يديعوت احرنوت» ان حماس حاولت فحص امكانية اجراء اتصال سري مع اسرائيل على خلفية الخلاف مع قيادة حماس في الخارج بقيادة مشعل الذي ادعت أنه يقود خطاً متشدداً.

واضافت الصحيفة ان قيادة حماس في الداخل ترى ان قيادتها في الخارج لا تعي متطلبات انتقال الحركة من مجرد منظمة الى جهة تتولى الحكم، معتبرة أن مثل هذا الادارك يسمح لقيادة الخارج بالاحتفاظ بخطها المتشدد. وادعت الصحيفة أن قادة حماس في الداخل بعثوا برسالتهم عبر جهات تجري اتصالات مع محافل أمنية اسرائيلية. وحول محاولة الاتصال مع الادارة الأميركية قالت الصحيفة إن حماس حاولت فتح قناة اتصال مع الادارة عبر معهد البحوث «اسبن» في واشنطن، ويعتبر «اسبن» معهد البحوث للعلاقات الدولية ويتخذ من ميدان دوبون في قلب واشنطن مقرا له، ولديه فروع في فرنسا، في المانيا، في الهند وفي ايطاليا. وهو يحاول حث قيم ليبرالية وحوار دولي من أجل السلام. وبين الباحثين توجد أيضا شخصيات هامة من كل العالم، بينهم الملك الاردني وكبار مسؤولي الادارة الأميركية. من ناحية ثانية كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بالوكالة، إيهود أولمرت، موقف حكومته الرافض لاجراء اتصالات مع حماس. وفي تصريحات ادلى بها الليلة قبل الماضية قال أولمرت ان حكومته «لن تجري أية مفاوضات مع حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس. وسنقوم بإعادة النظر بعلاقاتنا مع السلطة الفلسطينية، لأنه في اللحظة التي تسيطر فيها حماس على السلطة، فإنها ستتحول إلى شيء آخر تماماً، ولا يمكن لإسرائيل أن تتماشى معه»، على حد قوله.

واعتبر اولمرت أن الكرة حاليا موجودة في الملعب الفلسطيني، وأنه «يجب على السلطة الفلسطينية التي يترأسها أبو مازن أن تختار، فإما أن تكون جزءاً من منظمة إرهابية، أو أنها تنوي اتخاذ خطوات ملموسة ضد الإرهاب، والالتزام بتعهدات السلطة والاعتراف بإسرائيل»، على حد تعبيره. واضاف «نحن فخورون بأن زعماء دول عربية مثل مبارك وعبد الله وافقوا على هذه الشروط في أعقاب فوز حركة حماس. وأنا واثق من تعهدات باقي الرؤساء، بما في ذلك الرئيس شيراك الذي قال إن هذه هي الشروط لأي اتصال مستقبلي مع السلطة الفلسطينية». واردف قائلاً «موقفنا من الحكومة الفلسطينية واضح. ويعرف أبو مازن أننا لن نواصل الاتصالات في حال اختار الرضوخ للإرهابيين، الأمر الذي سيؤثر على الشعب الفلسطيني». واضاف: «نعتز بأن المجتمع الدولي برئاسة رئيس الولايات المتحدة ووزيرة خارجيته قد اتخذوا موقفاً حازماً، فطالما تواصل حماس عدم الاعتراف بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع إسرائيل، وطالما تواصل حماس أخذ دور في الإرهاب وعدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية، لن تكون معها أية اتصالات ولن يتم الاعتراف بها. كما لن تحظى أية حكومة تشارك فيها حماس باعتراف الولايات المتحدة وتأييدها»، على حد تعبيره. من ناحية ثانية كشفت صحيفة «هارتس» النقاب عن ان اولمرت كلف طاقماً يضم احد مستشاريه وقادة الاجهزة الأمنية تقديم توصيات له بشأن التعامل مع حكومة حماس. واشارت «هارتس» الى ان الطاقم اوصى بسلسلة من ردود الفعل الدراماتيكية، كمنع انتقال الفلسطينيين من الضفة الى غزة عبر اسرائيل، وتحويلها إلى معابر حدودية، الى جانب منع دخول العمال الفلسطينيين من قطاع غزة، وعدم المصادقة على عشرات مشاريع البنية التحتية في الضفة.