رئيس الوزراء الهندي يلتقي رئيس تحرير جامو كشمير لإنهاء النزاع

ياسين مالك لـ"الشرق الأوسط": مجلس الجبهة يدرس عرض الانضمام للحوار

TT

يبدو أن نزاع كشمير سائر باتجاه الحل. فالإسلامي ياسين مالك تلقى دعوة لإجراء مباحثات من رئيس الوزراء الهندي يوم غد السابع عشر من الشهر الحالي. ومالك هو رئيس جبهة تحرير جامو كشمير التي بدأت التمرد في الجزء الهندي من كشمير. وهو يواجه عددا من الاتهامات بالقيام بعمليات اختطاف وقتل، في محاكم بجامو وكشمير. غير أن الجماعة تخلت عن السلاح في وقت لاحق وهي تواصل العمل من أجل كشمير مستقلة عن الهند وباكستان. وقد عقدت الحكومة الهندية ثلاث جولات من المحادثات مع مؤتمر حريت لجميع الأطراف، وهو جماعة واسعة تضم الزعماء الانفصاليين السياسيين والدينيين في كشمير.

غير انه، فضلا عن ذلك، عقد رئيس الوزراء الهندي، أيضا، محادثات مع جماعات لا تنتمي الى مؤتمر حريت. وفي الشهر الماضي التقى بزعيم انفصالي كشميري آخر، هو سجاد لون من مؤتمر الشعب، الذي يسعى الى استقلال كشمير ايضا.

وتعتبر الدعوة الحالية مسعى من جانب نيودلهي للاتصال بكل الجماعات الانفصالية والرئيسية في كشمير من أجل التوصل الى اجماع على انهاء النزاع الذي دام عقودا من الزمن حول أراضي الهيمالايا. وهو واحد من الزعماء الانفصاليين الرئيسيين ممن يتلقون دعما في الطرف الآخر من كشمير أيضا. وقد كان أول من وصل الى الجانب الباكستاني من كشمير بعد أن حدث الزلزال في أكتوبر الماضي. وبعد اطلاق سراحه من السجن اواسط التسعينات ادعى انه سيتبع مبادئ غاندي في الاعلان غير العنفي عن وقف جماعته المقاتلة لاطلاق النار من طرف واحد.

وكان رئيس الوزراء الهندي قد أشار مؤخرا الى أنه مستعد للقاء زعماء كل الأطياف ممن بقوا خارج العملية الانتخابية ولكنهم مستعدون للتخلي عن العنف.

غير أنه أبلغ «الشرق الأوسط» بأنه تلقى الدعوة عبر مكالمة هاتفية مساء الاثنين الماضي. وعندما سئل عما اذا كان سينضم الى عملية الحوار قال مالك «لقد تلقيت الدعوة للتو. ولهذا فان المجلس الاستشاري واللجنة التنفيذية لجبهة تحرير جامو كشمير ستعقد اجتماعا اليوم الأربعاء لدراسة المسألة».

وقال ان وحدات الجبهة في جزء كشمير الذي تديره باكستان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ابلغوا بشأن الدعوة الموجهة من مانموهان سينغ وسيجتمعون بصورة مستقلة ويتخذون قرارهم. وهو يمثل الوجه المديني للطائفة الكشميرية وان انضمامه الى المحادثات يمكن أن يمنح مصداقية لعملية المحادثات التي تجريها نيودلهي.

ويدعم مالك استقلال كشمير. وبدخوله الحوار فانه يعطي مصداقية لنيودلهي تشير الى أنها شملت كل الجماعات الانفصالية في عملية الحوار. وكان ياسين يرفض، في وقت سابق الحوار ولكنه شعر بأنه ترك وحيدا في الفترة الخيرة بعد أن خطفت حريت الأضواء.

وكانت الهند وباكستان قد شرعتا باجراء محادثات حول كشمير وبدأتا استئناف الخدمات الجوية والبرية، ولكن لم يحرز تقدم كبير بشأن كشمير، التي تعتبر سببا رئيسيا للنزاع بين البلدين الجارين.

وقد سمحت الحكومة الهندية للزعماء الانفصاليين بزيارة باكستان واللقاء مع الزعماء الكشميريين في الجزء الباكستاني وزعماء الحكومة الباكستانية.

يذكر ان ما يزيد على 60 ألف شخص قتلوا في أعمال العنف في كشمير خلال السنوات الستة عشرة الماضية. وفي الأشهر القليلة الماضية كان هناك تقلص هائل في أعمال العنف من جانب المتطرفين في كشمير.