هنية: سأشكل حكومة وحدة وطنية منفتحة على العالم

رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف يرفض العقوبات التي فرضتها إسرائيل

TT

رفض اسماعيل هنية، مرشح حركة حماس لتشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة، العقوبات التي قررت الحكومة الاسرائيلية فرضها على السلطة الفلسطينية، بعد تكليف الحركة بتشكيل الحكومة. وفي تصريحات للصحافيين في منزله ظهر امس، بعد تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة المقبلة، قال هنية ان هذه الاجراءات ليست جديدة، مشدداً على ان هذه القرارات تعكس «رغبة إسرائيل في إبقاء هذه المنطقة بعيدا عن الاستقرار». واعتبر ان هذه القرارات تهدف الى «تركيع الشعب الفلسطيني وإلى محاولة ضرب إرادته ومحاولة الالتفاف على الخيار الديمقراطي العظيم الذي عبر عنه الشعب الفلسطيني»، على حد تعبيره. واضاف «هذه الإجراءات لا تخيف شعبنا الفلسطيني ولا تخيف الحكومة القادمة، ونحن، الذين تعاملنا مع كل التحديات أيضا، قادرون، بإذن الله، على ان نتعامل مع التحديات القادمة».

وشدد هنية على رفض حركته الاجراءات احادية الجانب، التي قامت بها اسرائيل أخيرا في الضفة الغربية، وعلى رأسها عزل منطقة غور الاردن ومنع المواطنين الفلسطينيين من دخولها، الى جانب استمرار تهويد القدس وبناء الجدار الفاصل في قلب الضفة ومواصلة شن حملات الاعتقال. وشدد هنية على ان حكومته القادمة ستعالج اربعة ملفات اساسية، وهي الملف السياسي والملف الاقتصادي وملف الأمن الداخلي والإصلاحات الشاملة في المؤسسة الفلسطينية. واكد أن التباين الذي عبر عنه خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجلسة الاولى للمجلس التشريعي، ستتم معالجته، من خلال الحوار والتفاهم والتنسيق. واضاف «تفاهمنا مع الرئيس أبو مازن في فترات سابقة، وقادرون على أن نعزز هذا التفاهم، ثم نحن لا نريد أن نحدث جدلاً في ساحتنا الفلسطينية في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي برفض التعاطي مع الحقوق وحتى الاتفاقات الموقعة معه». واستهجن هنية ان يتم قذف الكرة في ملعب حركة حماس بسبب الموقف من الاتفاقيات مع اسرائيل، قائلاً «دولة الاحتلال تتحدث أنه لا شريك فلسطينيا، بما فيها السلطة الفلسطينية، ولذلك الكرة كلها في الملعب الإسرائيلي.. نحن سنتفاهم وسنعزز عناصر القوة والصمود داخل الساحة الفلسطينية وسنعمل كفريق واحد بغض النظر عن التباينات السياسية»، على حد تعبيره. وحول اعلان الحكومة الاسرائيلية ان السلطة الفلسطينية قد اصبحت عدواً بعد فوز حماس، قال هنية ان دولة الاحتلال سبق لها ان اعتبرت حركة حماس حركة ارهابية، واليوم السلطة الفلسطينية سلطة إرهابية، وغدا سيقولون أن الشعب الفلسطيني كله شعب إرهابي، وهذه مصطلحات لا تؤثر علينا كثيرا»، على حد قوله. وقلل هنية من اهمية العقوبات التي اعلنت عنها اسرائيل قائلاً: «هذا شعب حر أجرى انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، شهد العالم كله بنزاهة هذه الانتخابات، وقلما تجري مثل هذه الانتخابات في أي دولة من دول العالم.. ولذلك نحن ماضون على قاعدة هذه الإرادة الفلسطينية وسوف نعبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني، وسنكون بإذن الله أمناء على حقوق هذا الشعب». وفي ما يتعلق بالكيفية التي ستعالج بها حكومته تهديدات العالم بوقف المساعدات عن السلطة وتهديد اسرائيل بمحاصرة الضفة الغربية والقطاع، قال هنية «رب هذا الكون معروف لنا.. رب هذا الكون ليس أميركا وليس أوروبا، ونحن من الذين نؤمن بكتاب ربنا الذي يقول، «وفي السماء رزقكم وما توعدون، فورب السموات والأرض أنه لحق مثلما أنكم تنطقون». وشدد على ان حكومته ستعتمد على خطة اقتصادية تعتمد على عوامل القوة الفلسطينية، مشدداً على اهمية الانفتاح على العالمين العربي والاسلامي. وقال «أقول إن الإشارات التي وصلتنا من العديد من دولنا العربية والإسلامية، إشارات مطمئنة، وإن شاء الله سيجد الشعب الفلسطيني فيها كل الخير». وحول خطط الاصلاح التي تنوي حكومته النهوض بها، قال هنية ان الإصلاح هو هدف حركته، ومن اجله شاركت في الانتخابات، التي رفعت خلالها شعار التغيير والإصلاح، الإصلاح المالي والإداري والإصلاح الأمني والاقتصادي، مؤكداً ان حكومته ستعمل على تعزيز هيبة السلطة. واضاف «سنعزز أيضا الأمن الداخلي للمواطن الفلسطيني.. نحن ندرك أن هناك قضايا وهناك تحديات أمام هذه الحكومة، ولكن بالصبر والتعاون والوحدة والحوار واستجماع كل عناصر الخير داخل الساحة الفلسطينية، سنكون قادرين على التعامل مع التحديات المفروضة». وحث هنية جماهير الشعب الفلسطيني على الصبر والصمود قائلاً «عليكم أن تصبروا قليلاً وعليكم أن تتعاونوا كثيرا،ً وإن شاء الله، سنكون عند حسن ظنكم.. نحن نريد أن نسير وفق خطة متكاملة، وبلا شك أننا سنكون أمام مسؤولية الإصلاح الشمولي في الواقع الفلسطيني». وشدد هنية على أن حركة حماس ستكون منفتحة على الأسرة الدولية وستعمل على فتح قنوات اتصال معها وأن حماس ستتواصل مع كل دول العالم، معربا عن أمله واعتقاده بأن الأسرة الدولية ستكون إلى جانب «الحق والعدل والحرية التي يطالب بها الجميع».

واضاف هنية ان حركته ستكون معنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية. واردف قائلاً «هذه الحكومة ستكون حريصة على الانفتاح على كل الأسرة الدولية، وهي تتحرك على قواعد وأصول حماية الحقوق الفلسطينية». ورفض هنية الرد على سؤال بشأن الوزارات الاساسية في الحكومة، وان كانت ستؤول لحركة حماس، قائلاً «لا داعي للبحث في تفاصيل التشاور مع الآخرين.. نحن سندخل في حوارات مع كل القوى الوطنية والإسلامية والمستقلين وكل شيء بالنسبة لنا مطروح على الطاولة وتحدونا في ذلك مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتقديم حكومة ذات طابع يتحمل المسؤوليات على الصعيد الداخلي والخارجي». وكانت الحكومة الاسرائيلية قد صادقت، في جلستها الاسبوعية صباح امس الاحد، على التوصيات التي تقدمت بها المؤسسة الأمنية، والتي تتضمن وقف تحويل رسوم الضرائب والجمارك التي تجبيها اسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، رداً على تكليف حماس بتشكيل الحكومة. ووصف القائم باعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت السلطة الفلسطينية، بعد اداء نواب المجلس التشريعي الفلسطيني يمين الولاء اول من امس السبت، بانها «كيان ارهابي».

واضاف اولمرت خلال جلسة الحكومة «على ضوء وجود اغلبية لحركة حماس وتوكيل حماس بتشكيل الحكومة الفلسطينية، فان اسرائيل لن تساوم مع الارهاب وستستمر في محاربته». واشار الى ان اسرائيل ستتوقف بشكل فوري عن تحويل اموال الى السلطة الفلسطينية ولن تتفاوض مع حكومة تشكل حماس جزءا منها. واضاف اولمرت انه سيتم البدء في عملية تقليص الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بشكل تدريجي، الا في حال وافقت حماس على الشروط الاسرائيلية الثلاثة، وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وبضمنها خريطة الطريق. من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، ان بعض الدول المانحة قامت بالفعل بتعليق الاموال المقدمة الى بعض وزارات ومؤسسات السلطة الفلسطينية بدعوى الانتظار حتى تستكمل حركة حماس تشكيل الحكومة القادمة. واشارت المصادر الى ان بعض الدول الاوروبية ابلغت وزارة شؤون المرأة الفلسطينية بتعليق مساعداتها لها حتى تفرغ حماس من تشكيل الحكومة.