زيباري يرفض دعوة إيران سحب القوات البريطانية من البصرة

مجلس محافظة ميسان يقرر رفع الحصانة عن القوات البريطانية

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: رفض وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس، دعوة وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، بريطانيا الى سحب قواتها من البصرة. وقال الوزير العراقي، في مؤتمر صحافي، ان «تصريحات وزير الخارجية الايراني مرفوضة من قبلنا». واوضح ان «الحكومة العراقية هي التي تقرر مستقبل هذه القوات ومصيرها»، مشيرا الى «ان وجودها في العراق برضى من الحكومة والشعب وبتفويض دولي، نصت عليه قرارات مجلس الامن، وهناك جدول زمني لانتهاء مهماتها». وفي ما يتعلق بدعوة مجلس محافظة البصرة القوات الدنماركية الى مغادرة العراق، قال زيباري، «واجهنا احراجات بهذا الخصوص وعملنا على اصلاحها». واكد «ان قرار بقاء قوات هذه الدولة او تلك مركزي تتخذه الحكومة العراقية، وليس للاقاليم اية علاقة بمثل هذه الامور».

وكان الوزير منوشهر متقي قد طالب، يوم الجمعة من بيروت، بريطانيا بسحب قواتها فورا من البصرة (جنوب)، مؤكدا ان وجودها في هذه المنطقة ادى الى زعزعة الوضع الامني. وعبر الجيش البريطاني، الخميس، عن تخوفه من تدهور الوضع الامني في جنوب العراق، اثر قرار مجلس محافظة البصرة تعليق العلاقات مع القوات البريطانية، بعد اتهام جنود بريطانيين باساءة معاملة مدنيين عراقيين.

من جهة ثانية، اعلن رئيس مجلس محافظة ميسان عبد الجبار وحيد امس ان مجلس المحافظة، وعاصمتها العمارة (365 كلم جنوب بغداد) قرر رفع الحصانة عن القوات البريطانية لمحاكمة جنودها المتهمين بضرب شبان عراقيين. وقال وحيد في مؤتمر صحافي عقد في مبنى المحافظة ان «مجلس المحافظة قرر رفع الحصانة عن القوات البريطانية، التي تعسكر في محافظتنا، والتي منحت اليها خلال تولي الحاكم المدني الاميركي بول بريمر ادارة العراق».

واضاف «سنطالب هذه القوات بتسليمنا اسماء جنودها الذين قاموا بالاعتداء على مجموعة من شبابنا، من اجل مقاضاتهم في المحاكم العراقية والسماح للجنة من مجلس محافظتنا بزيارة سجن الشعيبة للاطلاع على اوضاع السجناء هناك». وحذر وحيد من انه «في حالة عدم الاستجابة للمطالب، ستتم مقاطعة القوات البريطانية من كافة الجوانب السياسية والامنية والعمرانية».

وكانت وسائل الاعلام قد عرضت صورا لجنود بريطانيين، وهم ينهالون ضربا باقدامهم وهراواتهم على شبان عراقيين ملقيين على الارض بعد اعتقالهم. وذكر مصدر في مجلس محافظة ميسان، ان الشبان الاربعة هم علي عبد الرضا حسين (16 عاما) ومسلم سامي عبد الحسن (16 عاما) وبارق عبد الرزاق محمد (16 عاما) وباسم شاكر قاسم (27 عاما).

وكانت السلطات البريطانية قد اعلنت اعتقال ثلاثة جنود بريطانيين واتهمتهم بضرب شبان عراقيين، بعد عرض الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام. وقال بارق عبد الرزاق محمد (16 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية، «قمنا بمظاهرة سلمية نطالب فيها بحقوقنا، الا ان القوات البريطانية قامت باطلاق عيارات نارية، ثم قاموا بمطاردتنا واعتقالنا وانهالوا علينا بالضرب بالارجل والبنادق، ثم اعتقلونا لمدة ثلاث ساعات قبل ان ينقلونا الى مقر القوات البريطانية وسط المدينة، حيث احتجزونا لمدة ثلاث ساعات اخرى، وبعدها اطلقوا سراحنا». من جانبه قال علي عبد الرضا (16 عاما) وهو احد الاشخاص الذين ظهروا في شريط الفيديو ايضا «سوف نقوم برفع شكوى قضائية اجرامية ضد القوات البريطانية».