«حزب الله» يرفض المساومة على سلاحه.. ويؤكد على بقاء لبنان «وطنا للمقاومة»

TT

قال مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: «ان البعض ربما ظن ان المقاومة، نتيجة كثرة الضغوط الداخلية، يمكن ان تقبل بالمساومة على السلاح، الأمر الذي نرفضه ولا يمكن ان نقبله». مذكرا بـ«ان المقاومة لطالما خاضت الكثير من المواجهات السياسية من دون ان تساوم او تقايض على الثوابت الوطنية».

ونبه قاووق، في احتفال اقيم امس في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، الى «خطورة القراءة والرهانات والحسابات الخاطئة لبعض اللبنانيين» قائلا: «اذا كان هذا البعض يظن ان لبنان سيلتحق في العصر الاميركي فهو واهم، لاننا لن نسمح بان يتحول بلدنا الى جسم للمحور أو للمشروع الاميركي. فلبنان سيبقى وطن المقاومة والشهداء والعروبة والصمود والثبات امام التحديات والاطماع الاسرائيلية».

واضاف: «ما دام قرار المقاومة حرا فان كل الصراخ يبقى مجرد صدى لا يقربه من الحقيقة بشيء»، مذكرا بان المقاومة «لطالما خاضت الكثير من المواجهات السياسية من دون ان تساوم او تقايض على الثوابت الوطنية». وقال «اننا معنيون بمواكبة ما يحصل وان يسمع جميع اللبنانيين موقفنا، لان ما يجري ليس الا تنفيذا لارادة خارجية، فاميركا قد خاب املها وساءها تأخير انجازات والتزامات وعدت بها من قبل بعض اللبنانيين المتورطين الذين ارادوا استعجال الخطوات السياسية والشعبية تحقيقا لرغبات اميركا وتنفيذا لوعودهم لها. وربما كان ذلك دليلا على خشيتهم من سرعة تداعي المشروع الاميركي في المنطقة، لان هذا الاستعجال ليس دليل قوة وانما دليل خوف وخشية وارباك».

واعتبر قاووق «ان اميركا ليس لها في لبنان شركاء وحلفاء، انما لها اتباع وادوات تحركهم متى تشاء لإثارة الانقسامات والفتن والاضاليل والخداع من اجل الضغط على المقاومة».

من جهته، قال المسؤول السياسي لـ «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين: «يبدو ان خطاب بعض قوى 14 شباط يزيد في حال الانقسام اللبناني ومن حال التوتر الشديد. وان مجمل ما ورد في هذا الخطاب يعبر عن مجموعة من الحلقات قد تختلف في تظهير الموقف بين قوة واخرى، لكنها في سياق مخطط واحد ينقلب على الطائف وعلى البيان الوزاري».

و دعا نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «جميع الشركاء في الوطن من القوى السياسية المختلفة الى رفض الوصاية الاميركية ووضع حد لها». ورد على الذين يدعون الى نزع سلاح «حزب الله» قائلاً: «ان من ارادنا ان ندخل الى الحوار بعد حسم مسألة السلاح نقول له: ان ما تطلبه ليس حوارا. فالحوار يكون من دون شروط. وبالتالي الخوف المدعى من السلاح هو مجرد تهرب من الحوار بشروطه الموضوعية وقواعده التي يفترض ان نضعها مع بعضنا البعض». وأضاف: «نطمئن السيد (وليد) جنبلاط الى اننا لا نشكل فزاعة لأحد».

جاء كلام قاسم خلال احتفال اقامه «حزب الله» امس في بلدة كفرفيلا بجنوب لبنان. ومما قال: «ان الخطر اصبح كبيرا لان اميركا تتدخل في المفردات التفصيلية وتعطي الاوامر هنا وهناك. فلبنان عندما يصبح في دائرة الشرق الاوسط المتحول بخدمة اميركا فهذا يعني ان لبنان سيصبح محلا لتصفية الحسابات السياسية المختلفة. وعندها لن نكون احرارا ولا اسيادا. ولن نتمكن من ان نخدم بلدنا».

وفي رد على كلام النائب جنبلاط قال قاسم: «نطمئن السيد جنبلاط الى اننا لا نشكل فزاعة لاحد. وما تقول انك تخاف منه لن يصدقه احد لان الجميع يعلم تماما ان سلاحنا كان دائما لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي. وانت في الخانة الأخرى، وبالتالي لا داعي لأن يكون هناك وجل أو خوف من هذا الموضوع».

وتوجه قاسم الى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع سائلا: «الى أين تريد ان تصل؟ هل هناك مغامرة جديدة في لبنان؟». وقال: «اصبحنا نطرح علامات استفهام حول المسار السياسي وما يمكن ان يسببه للبنان هذا الاتجاه الذي لا يحظى بالاجماع اللبناني وانتم من دعاة الاجماع دائما وتريدونه». واضاف: «أما ما يتعلق بسلاح المقاومة، فنؤكد ان حزب الله ليس من دعاة حمل السلاح بل من دعاة حماية لبنان، وليس من دعاة الدعوة الى حماية المقاومة بل أن تكون المقاومة حامية للبنان».