رايس تبحث في مصر الملف الأمني الإسرائيلي ـ الفلسطيني .. وتلتقي نشطاء المجتمع المدني

القاهرة: العلاقات تقوم على توازن في المصالح

TT

أكدت مصادر أميركية مطلعة أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستعقد اجتماعاً أمنياً على مستوى عال مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان لبحث تفاصيل خطة مصرية أميركية فلسطينية وافقت عليها حماس لترتيب الأوضاع خلال الفترة المقبلة.

وأضافت المصادر أن رايس التي ستصل إلى القاهرة غداً ستعقد اجتماعاً مع الرئيس المصري حسني مبارك بعد غد بالإضافة إلى لقاء مع نشطاء من المجتمع المدني المصري.

وحسب المصادر فإن رايس ستبحث مع مبارك ومدير المخابرات المصرية ترتيبات مصرية فلسطينية أميركية إسرائيلية لضمان عدم تدهور الوضع الداخلي بالأراضي الفلسطينية وعدم قيام المنظمات الفلسطينية المسلحة بتنفيذ أعمال فدائية قبل الانتخابات الإسرائيلية وبعدها، معتبرة أن حكومة حماس ستكون تحت الاختبار إذا نجحت في منع الجماعات الفلسطينية من تنفيذ عمليات داخل الشريط الأخضر أثناء الانتخابات الإسرائيلية في مارس (آذار) المقبل.

وأكدت رايس في تصريحات بواشنطن أنها ستعقد لقاء مع نشطاء المجتمع المدني المصري وستناقش سبل تفعيل الديمقراطية وملف الإصلاح بمصر، وأكدت أن الوقت غير مناسب لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع مصر.

ومن جهته، أكد الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة المصرية أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأميركية تقوم على التوازن في المصالح باعتبار أن أميركا أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، ومصر قوة إقليمية محورية.

واضاف راضي أنه منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات لم تتحرك أية خطوة في منطقة الشرق الأوسط بدون اتفاق كل من مصر والولايات المتحدة، مما يعني ضرورة استمرار هذا التفاهم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وبالنسبة للوضع الاقتصادي، قال الدكتور مجدي راضي في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط أمس إن مصر شريك رئيسي في التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة خاصة بعد توقيع بروتوكول المناطق الاقتصادية المؤهلة (كويز) حيث تمثل التجارة مع الولايات المتحدة ما نسبته 35% من حجم تجارة مصر الخارجية، وأن هناك إمكانية لتدفق مزيد من الاستثمارات الأميركية للعمل في مصر خلال الفترة المقبلة خاصة في مجالات البترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح المتحدث باسم الحكومة المصرية أيضا أن مصر في الماضي كانت تختزل التعامل مع الولايات المتحدة في الإدارة الأميركية وكأن الحكومة هي الولايات المتحدة، ولكن هذه السياسة تطورت أخيرا وأصبح التعامل يتم مع جميع مراكز صنع القرار الأميركي مثل الكونغرس وجماعات الضغط والمصالح ورجال الأعمال ومراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية ووسائل الاعلام المختلفة التي تسهم في تشكيل الرأي العام. وقال ان مصر أصبحت تقيم علاقات مع أعضاء الكونغرس بمجلسيه «النواب والشيوخ»، كما أصبح لغرفة التجارة المصرية الأميركية دور مهم في دعم العلاقات.

وقال الدكتور مجدي راضي ان زيارة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأخيرة إلى الولايات المتحدة نجحت في إعطاء دفعة للعلاقات المصرية الأميركية لتحقيق المصالح المشتركة مستقبلا بشكل متوازن بين البلدين وبما يؤدي إلى زيادة الوجود المصري في دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة على كافة المستويات وبشكل أفضل. وفيما يتعلق بالاتجاه نحو خفض المعونة الأميركية لمصر، قال المتحدث ان هذه المعونة ساهمت في دفع عملية التنمية في مصر خلال السنوات الماضية ولكن مع قدرة مصر على دفع معدلات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، فان هذه المعونة لن تشكل قوة ضاغطة على مصر. وأشار إلى أن ما تشهده مصر من برامج داخلية للإصلاح الاقتصادي ينبع من أجندة مصرية خالصة ومن رغبة داخلية في تحقيق الديمقراطية والتطور الحديث، مؤكدا أن مصر لها جدول أعمال خاص بها ينبع من مصالحها الداخلية والإقليمية. وفيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أوضح الدكتور مجدي راضي أن مصر مهتمة بتفعيل اتفاقية المشاركة الأوروبية لزيادة حجم التبادل التجاري مع أوروبا وكذلك زيادة الاستثمارات الأوروبية العاملة في السوق المصرية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري مع مصر حيث يمثل 50 % من حجم تجارة مصر الخارجية، كما ان السياحة الأوروبية تحتل رأس قائمة السياحة الوافدة إلى مصر. وقال ان الاتحاد الأوروبي قام بتقديم معونات ومنح وقروض متعددة لمصر لدفع عملية التنمية وتحديث الصناعة لزيادة قدرتها على المنافسة قبل تنفيذ اتفاقية المشاركة الأوروبية إلى جانب تطوير التعليم والمساهمة في حماية البيئة ومشروعات البنية الأساسية.