40 في المائة من مسلمي بريطانيا يدعمون تطبيق الشريعة الإسلامية

أغلبيتهم أكدوا في استطلاع للرأي وقوفهم ضد الإرهاب ولكنهم يرون أنفسهم «منبوذين»

TT

اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس ان اربعة من بين كل 10 مسلمين بريطانيين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية في المناطق التي يقطنها اغلبية من المسلمين في البلاد. كذلك قال واحد من كل خمسة جرى استطلاع ارائهم لصالح صحيفة «صنداي تليجراف» انهم يتعاطفون مع «مشاعر ودوافع المفجرين الانتحاريين» الذين قتلوا 52 شخصا في هجمات على نظام النقل في لندن في يوليو (تموز) الماضي.

وجاء في استطلاع الرأي ان اغلبية كبيرة من المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا يعارضون الارهاب ولكن عددا كبيرا منهم يشعر انهم «مستبعدون» عن المجتمع المدني البريطاني.

واظهر الاستطلاع ان حوالى 96 في المائة من المسلمين في بريطانيا هم ضد العمليات الارهابية التي وقعت في السابع من يوليو في لندن (56 قتيلا) وان 86 في المائة منهم يعارضون الهجمات التي شنها تنظيم «القاعدة» ضد اهداف غربية و79 في المائة منهم لا يوافقون على استعمال العنف ضد الذين «يشتمون الاسلام».

ولكن 60 في المائة من مسلمي بريطانيا يشعرون انهم اصبحوا «مستبعدين عن المجتمع الغربي والبريطاني اكثر من ذي قبل».

ومن جهته اعرب المحامي انجم شودري مسؤول جماعة «الغرباء» الاصولية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» عن اعتقاده ان نسبة المسلمين البريطانيين الذين يريدون العيش تحت ظل الشريعة الاسلامية اكثر بكثير من 40 في المائة. واشار الى ان اسئلة مركز الاستطلاع كانت غامضة، وكانت تدفع المشاركين الى الخوف من اعلان صراحتهم، مشيرا الى ان الاسئلة كانت غامضة ولم تكن مباشرة. وقال ان «الغرباء» عقدت اول من امس مؤتمرا اسلاميا في مدينة لوتو، تعرض لحكم الاساءة الى النبي الكريم، وتحدث فيه عدد من قيادات الحركة الاصولية في بريطانيا. واجري الاستطلاع بين الثلاثاء والخميس الماضيين عبر اتصالات هاتفية شملت 500 شخص يفترض انهم يمثلون نحو مليون ونصف مليون مسلم يعيشون في بريطانيا.

واظهر الاستطلاع ان مسلمي بريطانيا باتوا أكثر تشددا وعزوفا عن الانخراط في المجتمع الذي يعيشون فيه لكن 91 في المائة قالوا انهم يشعرون بالولاء للمملكة المتحدة. وتطبق الشريعة بدرجات متفاوتة في عدة بلدان اسلامية من بينها السعودية وايران حيث يمكن للمحاكم الشرعية ان تفرض عقوبات تشمل الرجم والبتر والاعدام. وفي دول اخرى تطبق الشريعة في ميادين محددة مثل قوانين الاسرة والعمليات المصرفية او الطقوس الدينية.

وجاء الاستطلاع بعد يوم من خروج عشرة الاف مسلم الى شوارع لندن للتعبير عن غضبهم وتضررهم بسبب رسوم كاريكاتورية تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ونشرت الرسوم للمرة الاولى في صحيفة دنماركية في سبتمبر (ايلول) ثم اعيد نشرها في صحف دول اخرى لكنها لم تنشر في بريطانيا.

واثار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد موجة غضب في العالم الاسلامي حيث خرج الاف الى الشوارع للاحتجاج. وقتل خمسة اشخاص في احتجاجات في باكستان كما ذكر ان عشرة اخرين قتلوا في اشتباكات في ليبيا. وقتل 16 في احداث شغب في نيجيريا. ويؤمن المسلمون بأن تصوير النبي تجديف.

وفي لندن اثارت مظاهرة صغيرة امام السفارة الدنماركية في وقت سابق من الشهر الجاري موجة غضب عندما دعا رجال ملثمون الى اعدام الذين اساءوا الى الاسلام بحد السيف.