نشطاء اليمين المتطرف اليهود يطلقون كلابا متوحشة على بيت قائد عسكري إسرائيلي

انتقاما منهم على إجلاء المستوطنين

TT

قام عدد من النشطاء اليهود في اليمين الاسرائيلي المتطرف بإطلاق عدد من الكلاب المتوحشة في ساحة بيت قائد قوات حرس الحدود في الجنوب، المقدم داني أوحانا، وذلك انتقاما منه على قيادته قوات «حرس الحدود»، التي شاركت في إخلاء المستوطنين اليهود في مستعمرة «عمونا» قرب رام الله قبل ثلاثة أسابيع.

وقد كادت الكلاب تفترس نجل هذا الضابط البالغ من العمر 18 عاما، لولا أنه انتبه لوحشيتها وهرب الى داخل البيت قبل أن تصله. وتم استدعاء قوات متخصصة من الشرطة، فصادرت الكلاب وبدأت التحقيق في الموضوع. وكان نشطاء اليمين المتطرف قد بادروا الى عدد آخر من الاعتداءات على قادة في الجيش والشرطة الاسرائيلية الذين شاركوا في الإخلاء. فأحرقوا سيارة نائب قائد شرطة لواء المركز، العميد مئير كوكوبزة، الذي قاد الهجوم على المستوطنين في حينه ولم يبرح المكان قبل أن يهدم البيوت التسعة الثابتة التي بناها المستوطنون. وتعرض يومها الى اعتداء مباشر منهم، ودلقوا الدهان على وجنتيه. ولم يسلم رئيس الحكومة بالوكالة، ايهود اولمرت، من هذا الهجوم، فقد ظهرت أمس شعارات على الجدران في شوارع القدس تقول: «الموت لأولمرت». وأرسل نشطاء اليمين المتطرف رسائل بالهاتف الخليوي (SMS) الى قائد الجيش الاسرائيلي في لواء المركز، يائير نافيه، يهددونه فيها بالقتل، مما جعل الجيش ينظم له حراسة دائمة. ونشر هؤلاء صور 150 ضابط شرطة اسرائيليين في الإنترنت طالبين من الجمهور أن يتعرف على هوياتهم كي يرفعون دعاوى قضائية ضدهم بسبب اعتداءاتهم العنيفة على المستوطنين. وقال المسؤول عن الموقع ان اتصالات عديدة من المواطنين تمت حتى الآن تدلهم على هؤلاء الجنود. وأن من بين المتصلين، كان ثلاثة رجال شرطة أبدوا اعتذارهم على مشاركتهم في هذا الهجوم. ووعدوا بأن يساعدوا المستوطنين في التعرف على زملائهم المذكورين.

وقد خرج قائد الشرطة العام في اسرائيل، الجنرال موشيه كرادي، بتصريحات غاضبة إزاء هذه التصرفات من اليمين المتطرف وطالب المجتمع الاسرائيلي بالتجند ضد أولئك الذين يهددون سلطة القانون. ووجه انتقادات الى الحكومة، التي لم تتخذ بعد موقفا سليما وحازما من هؤلاء المعتدين. وقال: «عندما أرسلونا الى مستوطنة «عمونا»، قالوا لنا ان علينا أن نتصرف بمنتهى الحزم مع المستوطنين، فهم خارقون للقانون ويريدون أن تسود في اسرائيل فوضى عارمة كما هو الحال في السلطة الفلسطينية. وعندما ذهبنا وأدينا المهمة على أكمل وجه، نراهم يتنكرون لنا ولا يتفوهون بكلمة جدية واحدة ضد المعتدين». وهدد كرادي بأن تقوم شرطته باتخاذ اجراءات صارمة ليس فقط ضد المعتدين مباشرة، بل أيضا ضد أولئك القادة الذين أرسلوهم (يقصد قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية) والذين اصدروا لهم الفتاوى (يقصد رجال الدين اليهود في المستوطنات). لكنه طلب دعم القيادة السياسية له في هذه الخطوات. وعلم ان قيادة الشرطة والجيش أخذت تكثف الحراسة على كبار الضباط الذين شاركوا في اخلاء المستوطنين. فيما بدأت الدائرة اليهودية في المخابرات العامة تحقق بطرق سرية للغاية من أجل الوصول الى المعتدين.