إسرائيل تهدد باغتيال أحمد سعدات في حال إطلاق سراحه

تعترض على الفكرة الأميركية لتعزيز وضع أبومازن وتنظم حملة مضادة ضده

TT

في الوقت الذي أعلن فيه عن نية الإدارة الأميركية العمل على تعزيز حكم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، في مواجهة «حماس»، بدأت الحكومة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة تنظم حملة تحريض على أبومازن تدل على عدم رضاها. وراحت تهدد برد قاس للغاية في حالة اطلاق سراح المعتقلين في سجن أريحا من قادة ونشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بل لمح وزير الدفاع شاؤول موفاز، بأن اغتيال الامين العام للجبهة والنائب المنتخب، أحمد سعدات، وارد في الحساب.

وكانت أوساط اسرائيلية قد ذهلت، أمس، من الأنباء التي نشرت في وسائل الإعلام الأميركية ومفادها ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي وصلت الى القاهرة في وقت لاحق من امس، في بداية جولة في المنطقة تشمل اضافة الى مصر المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، تعد خطة للتعامل مع السلطة الفلسطينية في أعقاب فوز حركة «حماس» في انتخابات المجلس التشريعي. وتبين ان الإدارة الأميركية، على عكس ما أعلنت اسرائيل، لا تشارك في قرار المقاطعة للسلطة، بل تبحث عن السبل لتعزيز وضع الرئيس أبومازن حتى يستطيع أن يقف بقوة في مواجهة حكومته المقبلة برئاسة «حماس». واعتبرت بعض المصادر الاسرائيلية هذا الموقف خرقا للجبهة الدولية ضد حماس، وقالت إن رئيس جهاز المخابرات العامة في اسرائيل (الشاباك)، يوفال ديسكين، سيطرح هذه القضية بكل حدتها أمام نظرائه قادة المخابرات وغيرها من أجهزة ومؤسسات الأمن الأميركية في الأيام القريبة المقبلة، وسيحاول اقناعهم بضرورة الوقوف مع اسرائيل في مقاطعة السلطة حالما تقام حكومة «حماس». يذكر ان الحكومة الإسرائيلية تدير حملة تحريض كبيرة على السلطة الفلسطينية طول الوقت وقد صعدتها منذ انتخاب حماس، وترفض التفريق بين الرئاسة الفلسطينية وبين حماس، وحتى خطاب أبومازن أمام المجلس التشريعي، يوم السبت الماضي، الذي أكد فيه التزامه بعملية السلام وبالاتفاقات الموقعة، اعتبروه «خطابا مخيبا للآمال»، لانه اعلن فيه احترام نتيجة الانتخابات ونيته تكليف حماس بتشكيل الحكومة المقبلة. وصدر مساء اول من أمس، عن وزير الدفاع شاؤول موفاز تهديدات مباشرة للسلطة الفلسطينية والرئيس أبومازن، وذلك عندما طلب منه التعليق على الاجتماع بين وفدي حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للتفاوض حول تشكيل الحكومة الجديدة. وقال موفاز إن الوفدين تحدثا حول امكانية اطلاق سراح الأمين العام للجبهة، أحمد سعدات، و11 نشيطا في الجبهة ممن اعتقلوا في حينه بدعوى مشاركتهم في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي، رحبعام زئيفي، في أكتوبر (تشرين الأول) 2001. وقال انه في حالة اطلاق سراحهم فعلا فإن اسرائيل سترد ردا قاسيا جدا ولن تمر عليه بهدوء.

وفهم هذا الكلام على انه تهديد صريح أو بالتلميح لاغتيال سعدات مثلما كان قد اغتيل من قبله، أبوعلي مصطفى، الأمين العام السابق للجبهة الشعبية.

ووجه موفاز تهديده مباشرة الى الرئيس أبومازن فقال: لقد كان هذا الاجتماع وما دار فيه اشارة واضحة للرئيس ابومازن حول ما سيتم في المستقبل، فهو يتكلم في واد وهم يعملون في واد آخر، فإذا لم يقف منهم موقفا حازما، فإن اسرائيل ستتحرك وتدافع عن مصالحها وأمن سكانها، ونحن ننصحه أن يتحرك.

ومن جهة أخرى خرجت المخابرات الاسرائيلية بادعاء، أول من أمس، قالت فيه ان الخلية التي انشأتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في بيت لحم بهدف قصف أحياء يهودية في مدينة القدس، قد عملت بقيادة ضابط في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني هو جبر الأخرس، وقد قام بكل نشاطاته لتنفيذ العمليات ضد اسرائيل من مقر المقاطعة، أي مقر السلطة الوطنية الفلسطينية في بيت لحم، وأن المخابرات الاسرائيلية قد نقلت هذه المعلومات الى السلطة الفلسطينية حتى تلجم الرجل ومجموعته، لكنها لم تتحرك، مما يعني حسب المنطق الاسرائيلي ان السلطة تعرف بهذا النشاط وتتستر عليه ولذلك فإنها شريكة فيه.

وكانت المخابرات قد كشفت أن الخلية المذكورة خططت لقصف الحيين الاستيطانيين «غيلو» و«هار حوماة» (جبل أبوغنيم) جنوب القدس المحتلة بالقذائف الصاروخية، وان خمسة من أفرادها اعتقلوا ورووا تفاصيل حول مخططاتهم ومن يقف وراءها. وذكرت ان من بين هذه النشاطات المخططة مهاجمة معسكر لجيش الاحتلال الاسرائيلي قرب بيت لحم وزرع عبوات ناسفة على طريق تحركات الجيش قرب قرية الخضر بجوار بيت لحم. ومن اللافت للنظر ان ناطقا بلسان «لجان المقاومة الشعبية» يطلق على نفسه اسم محمد عبد العال، أكد المعلومات المذكورة أعلاه في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية وقال ان لجان المقاومة في غزة قررت نقل بطاريات الصواريخ من القطاع الى الضفة الغربية في سبيل توصيل رسالة الى الأهل في الضفة تقول: «نحن في غزة لم ننسكم ولا يمكننا أن ننساكم، وبعد تحررنا من الاحتلال سوف نضع كل ثقلنا في المعركة حتى تتحرروا أنتم، والسبيل لذلك هو بالمقاومة من قلب الضفة الغربية».