مدرسة للبنات الفلسطينيات تقلق راحة المستوطنين في القدس

TT

باشر المستوطنون في حي بني يعقوب الفلسطيني جمع التواقيع على عريضة موجهة الى الحكومة الإسرائيلية يحثونها فيها على منع بناء مدرسة فلسطينية في بيت حنينا المجاورة «خوفا من أن تتحول الى مركز لقذف الحجارة على بيوت المواطنين اليهود».

يذكر أن القدس العربية المحتلة، وباعتراف وزارة المعارف الإسرائيلية، تعاني من نقص 1200 غرفة تعليم، أي حوالي 60 مدرسة. وقد وصل أمر هذا النقص الى محكمة العدل العليا قبل ست سنوات فأصدرت حكما يلزم وزارة المعارف ببناء 260 غرفة تعليم حتى نهاية سنة 2005، وها نحن نسبر غمار عام 2006 والوزارة لم تنفذ قرار المحكمة، والمحكمة لا تنفذ قرارها. وبسبب هذا النقص يتعلم التلاميذ الفلسطينيون في بيوت عادية تم استئجارها من مواطنين عاديين ولا تتوفر فيها شروط الحد الأدنى للتعليم. وعلى سبيل المثال فإن المدرسة التي تتعلم فيها تلميذات بيت حنينا في القدس، قائمة بمعظمها في فصول من صفيح، إضافة الى مبنى واحد. وتتلقى 500 تلميذة في الصفوف الابتدائية (الصف الأول حتى السادس) التعليم فيها. وتصل كثافة التلميذات في الصف الواحد الى 45 ـ 50 تلميذة. والحالة لديهن لا تطاق لا في الصيف ولا في الشتاء.

وتقرر إقامة مدرسة لهن، منذ عشر سنوات. ولم يتحرك المشروع بتاتا. وفقط قبل أسبوع حضرت فرقة من لجنة التنظيم والبناء في البلدية لمعاينة مكان بناء المدرسة، وهو معسكر مهجور للجيش الأردني ثم الإسرائيلي. فثارت ثائرة المستوطنين في المكان وقرروا التصدي للمشروع بدعوى الخوف من قذف الحجارة عليهم. وقد اعتبر موظفو البلدية هذه الحملة مستهجنة وقالوا إن الحديث يجري عن مدرسة بنات ابتدائية لا تزيد أعمارهن على 12 سنة، والخوف من حجارتهن مبالغ فيه. إلا أن المستوطنين مصرون على حرمان الحي من مدرسة إنسانية.