محادثات موسكو: طهران تتحدث عن تقدم.. ومصادر روسية تؤكد فشلها في حل الأزمة

الآمال باتت معلقة على اجتماع مجلس أمناء وكالة الطاقة المقبل

TT

فيما رفضت المصادر الرسمية الروسية التعليق على نتائج مباحثات الوفد الايراني في العاصمة الروسية للتوصل لحل وسط للازمة النووية الايرانية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن النتائج. وحذر الوزير من مغبة استخدام تعبيرات على غرار فشل او نجاح، مؤكدا ان الاعلان عن النتائج يظل سابقا لأوانه. وكانت المباحثات قد استمرت على مدار يومين واستغرقت في يومها الاول ما يقرب من خمس ساعات اقتضى الامر خلالها الارتقاء بمستوى تمثيل الوفد الروسي بعد مشاركة ايغور ايفانوف سكرتير مجلس الأمن القومي. ومع ذلك فلم يتوصل الجانبان الى اتفاق، مما اقتضى عقد جلسة ثانية لم تستمر طويلا بالأمس ليقرر الوفد الايراني بعدها مغادرة موسكو. ورغم محاولة رئيس الوفد الايراني علي حسيني تاش تصوير نتائج المباحثات بأنها ايجابية فان الكثير من الشواهد تقول ان المباحثات انتهت عمليا بفشل ذريع. وقد اعترف بذلك رجب صفروف مدير مركز الدراسات الايرانية في موسكو في تصريحاته لـ«الشرق الاوسط» قائلا «لكم كان العالم يعلق الكثير من الآمال على مباحثات اليوم. لكن المباحثات انتهت بفشل ذريع ليتحول البرنامج النووي الايراني الى مرحلة اكثر خطورة فيما يبدو العالم اليوم اقرب من اي وقت مضى على شفا الكارثة الكبرى التي يمكن الا تقتصر على الطابع الاقليمي الذي يمكن ان تتعداه الى الطابع العالمى»، في اشارة الى تزايد احتمالات توجيه ضربات عسكرية الى المنشآت الايرانية. وقال صفروف ان أهم نقاط الخلاف تنحصر على ما يبدو في ان موسكو تظل عند موقفها الرافض لدخول الخبراء الايرانيين الى معامل المؤسسة المشتركة التي تقترحها لتخصيب اليورانيوم داخل الاراضي الروسية. وكانت طهران تريد تدريبهم ومنحهم الفرصة لاستيعاب تقنية عملية التخصيب. وهناك ايضا من اسباب الفشل رفض موسكو القاطع لما تطلبه ايران حول نقل عملية التخصيب لاحقا الى الاراضي الايرانية. اضافة الى ذلك ترفض طهران ما تطرحه موسكو من شروط حول انفراد الخبراء الروس بعملية نقل اليورانيوم المخصَب الى المحطات الايرانية واستعادة الوقود المستنفذ بموجب ما جرى توقيعه من اتفاقيات. ومن جانبه، حاول سيرغي كيريينكو رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة النووية تجنب تقييم نتائج المباحثات، مكتفيا بالاشارة الى ان اقتراح روسيا يظل المشروع الامثل والسبيل المناسب للخروج من المأزق الراهن. وقال ان روسيا تبذل قصارى جهدها من اجل الخروج من الموقف الراهن بالسبل السلمية البناءة بما يكفل لإيران حقها في برنامجها للطاقة النووية السلمية وتوفير الضمانات للمجتمع الدولي بعدم انتهاك ايران لنظام حظر الانتشار. وفيما اعلنت موسكو غدا الخميس موعدا لزيارة كيريينكو لايران بدلا من السبت 25 من الشهر الجاري، قالت مصادر روسية ان الزيارة المقبلة لا علاقة لها بموضوع المباحثات التي وصلت اليوم الى طريق مسدود وهو ما أكده صفروف في تصريحاته لـ«الشرق الاوسط» حيث اشار الى انه من المتوقع ان تقتصر زيارة كيريينكو على بحث المسائل المتعلقة بمحطة «بوشهر» النووية فى طهران، والجدول الزمني الخاص بتشغيل مفاعلها النووي، الى جانب المشاركة في اجتماعات اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون العلمي والتقني وبحث المشروعات الاقتصادية والتجارية المشتركة. وتوقع صفروف انتقال القضية عمليا الى فيينا حيث اجتماع مجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي من المتوقع ان يشهد اعلان نقل الملف النووي الى مجلس الأمن وما يمكن تسميته المقدمة لاستعداد كل الاطراف المعنية لمرحلة المواجهة وإن كان هناك من يقول في موسكو باحتمالات المزيد من التشاور مع ممثلي الاطراف المعنية بما فيها ممثلو الترويكا الاوروبية.