أعلن وزير النقل المصري محمد منصور انه تم امس انتشال الصندوق الأسود للعبارة «السلام 98» التي غرقت في البحر الاحمر في الثالث من الشهر الجاري. وأضاف الوزير أن عملية البحث عن الصندوق الموجود على بعد 800 متر تحت سطح الماء وعلى بعد 90 كيلومترا من ميناء سفاجا المصري استغرقت خمسة أيام، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال الصندوق إلى الشركة المصنعة في بريطانيا لفك شفرته وتفريغ بياناته التي تتضمن 15 معلومة بحرية منها خط سير العبارة الغارقة وسرعتها والاجتهادات على البدن وموقع السفينة وأوامر التشغيل والأهداف والاتجاهات وسرعتها والتسجيلات الإلكترونية والإدارات والإنذارات والاهتزازات. وأكد منصور أنه تم استخدام أحدث الأجهزة العلمية لتحديد موقع غرق العبارة وتبين أنها كانت راسية على الجانب الأيمن بينما كان الصندوق الأسود في الجهة الأخرى، مشيرا الى أنه تم استخدام إحدى السفن المتخصصة في البحث والإنقاذ وهي «ساندي برجن» التابعة لوزارة البترول كما تم تزويدها بجهاز روبوت عالي التقنية وتكلفت عملية الانتشال مليون دولار بتمويل من وزارة البترول.
وصرح الوزير أنه بمجرد الوصول إلى البيانات وتحليلها سيتم الإعلان عنها في مؤتمر صحافي تحضره وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة في ظل مصارحة كاملة بكل الحقائق، وقال إن فريق الخبراء ضم أعضاء من المنظمة البحرية وخبراء من الشركة المصنعة وعضوا بنميا وهي الدولة صاحبة العلم ومن المنتظر إعلان النتائج خلال أيام. ويأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه أول من أمس لجنة تقصي الحقائق تحقيقاتها في أسباب غرق العبارة في الثالث من فبراير الجاري أثناء رحلتها من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري وراح ضحيته أكثر من ألف شخص. تم بالغردقة أمس دفن آخر جثة مجهولة عثر عليها قبل أسبوعين لعدم التعرف عليها، جرت مراسم الدفن بالمقبرة الجماعية في الغردقة التي دفن فيها 60 من ضحايا العبارة.