اتجاه لاستئناف المحادثات بشأن الملف النووي الكوري في غضون أسابيع

TT

سيول ـ رويترز: قال مسؤول من كوريا الجنوبية أمس إن الدول الست التي تسعى الى إنهاء البرامج النووية لكوريا الشمالية تبحث احتمال استئناف المحادثات في غضون أسابيع. ونقلت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية عن مسؤول طلب عدم نشر اسمه قوله إن كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين أجرت عدة اتصالات ثنائية لمعالجة الخلاف الناشئ عن إجراءات مشددة اتخذتها الولايات المتحدة ضد شركات يشتبه في مساعدتها أنشطة مالية غير مشروعة من كوريا الشمالية.

ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن المسؤول قوله «تعتقد الدول المشاركة في المحادثات أن من الأفضل إجراء الجولة التالية من المحادثات في أواخر مارس (آذار) أو أوائل ابريل (نيسان) وتجري الدول المعنية اتصالات». وأضاف«إذا تحقق حل من تلك الاتصالات للمشكلة المالية التي كانت تمثل عائقاً للمحادثات فستكون تلك فرصة لإجراء الجولة التالية». وتابع «سنكون في حاجة الى رؤية التقدم الذي تحرزه تلك الاتصالات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والصين وكوريا الشمالية لمعرفة ما إذا كانت المحادثات ستجرى في ذلك الوقت». ونشرت وسائل إعلام أخرى في كوريا الجنوبية هذه التصريحات المنسوبة أيضا الى مسؤول اُغفل اسمه. جدير بالذكر ان مصدراً حكومياً رفيعاً قد أكد دقة تلك التصريحات.

وتقول كوريا الشمالية انه لن يكون من المنطقي استئناف المحادثات التي تشمل أيضا كوريا الجنوبية وروسيا واليابان قبل أن تنهي واشنطن هذه الإجراءات المشددة التي تقول بيونغيانغ انها تهدف الى الاطاحة بقيادتها. اما الولايات المتحدة فترى ان كوريا الشمالية متورطة في تزييف دولارات أميركية وغسيل أموال وتهريب مخدرات وهي أنشطة تساعدها في تمويل برامج الأسلحة النووية. وتقول وزارة الخزانة الأميركية ان بنكا في ماكاو وهو «بانكو دلتا آسيا» (إس.إيه.أر.إل) متورط في مساعدة كوريا الشمالية في غسيل الأموال. وتنفي بيونغيانغ تورطها في أي من تلك الأنشطة غير المشروعة.

ونقل عن المسؤول الذي لم ينشر اسمه قوله «مستوى الاتصالات الآن (بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة) على مستوى العمل ولا يوجد حديث عن قضايا معينة أو مسائل مهمة». ونسب اليه الاشارة الى انه «ربما يكون هناك حوار مهم بين الصين وكوريا الشمالية».

وتعتبر الصين الحليف الوحيد المتبقي لكوريا الشمالية وتستضيف المحادثات السداسية. كما حاولت التوسط في النزاع بشأن الإجراءات المالية. وأجريت الجولة الأخيرة من المحادثات في نوفمبر (تشرين الثاني). وطالبت كوريا الشمالية باجراء محادثات ثنائية منفصلة على مستوى رفيع مع الولايات المتحدة حول الإجراءات المالية المشددة. ورفضت واشنطن عقد اجتماعات على تلك الأسس قائلة ان تلك الإجراءات المشددة مسألة متعلقة بإنفاذ القانون تقع خارج اطار المحادثات السداسية.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان آخر مارس سيكون أقرب وقت ممكن لاستئناف المحادثات اذا كللت جهود حل النزاع حول الاجراءات المالية بالنجاح. وأضاف أن البرلمان الصيني ينعقد في دورته السنوية في أوائل مارس مما يحول دون اجراء جولة جديدة من المحادثات النووية حتى أواخر الشهر المذكور على الاقل. وقال الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه «توقيت الجولة التالية ليس مهما في هذه المرحلة مثل جهود حل الازمة المالية».

يُشار الى ان الدول الست اتقفت في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد قرابة عامين من المفاوضات على مجموعة من الأهداف حتى تتخلى كوريا الشمالية عن برامجها النووية مقابل تقديم المساعدات وتحسين العلاقات الدبلوماسية. ولم يتحقق أي تقدم منذ ذلك الحين بشأن وضع خطة لتنفيذ هذا الاتفاق، وتلقي بيونغيانغ باللوم على واشنطن.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية اليوم عن «رودونغ سينمون» الصحيفة الرئيسية في البلاد قولها «الولايات المتحدة هي العقبة الرئيسية أمام السلام وإعادة توحيد الأمة الكورية، والقوات العدوانية الاستعمارية الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية هي السبب الرئيسي للحرب».