طالباني يلمح إلى وجود خلافات كبيرة حول تشكيل الحكومة

أكد لدى استقباله سترو أهمية بقاء القوات البريطانية في العراق

TT

اكد الرئيس العراقي جلال طالباني امس ضرورة بقاء القوات البريطانية العاملة في جنوب في العراق الى ان يحين الوقت الذي تصبح فيه قوات الامن العراقية جاهزة لتسلم الملف الامني. وقال طالباني في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، الذي يقوم بزيارة الى العراق هي الثالثة خلال ثلاثة اشهر، «تحدثنا حول ضرورة بقاء القوات البريطانية في العراق الى ان تصبح القوات العراقية من جيش وشرطة جاهزة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طالباني قوله انه «حينها سنودع قوات التحالف باحترام ونشكرهم على وجودهم ومساعدتهم لنا وخاصة القوات البريطانية التي اسهمت في خلق الامن والاستقرار في المنطقة (الجنوبية) ولم يحدث بيننا وبينهم اي مشاكل».

من ناحية ثانية، قال طالباني ان القوى السنية والشيعية التي فازت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة قد تجتمع قريبا لبحث قضايا الاختلاف التي تواجه تشكيل الحكومة المقبلة. وكشفت تصريحاته عن استمرار وجود اختلاف كبير بين القوى السنية والشيعية المعنية بتشكيل الحكومة والتي لم تلتق حتى الان، على الرغم من مضي ما يقرب من شهرين على اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة. ونسبت اليه وكالة «رويترز» قوله ان مباحثات تشكيل الحكومة العراقية مستمرة حاليا «وهناك خطوات جيدة الى الامام وهناك اتفاقات ولقاءات مشتركة من عدة اطراف». واضاف «يوجد أمل في ان يجتمع الطرفان (السني والشيعي) مع التحالف الكردستاني لبحث القضايا التي تخص تشكيل الحكومة». وقال ان النقطة الاساسية والمهمة التي تسعى كل الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة للتوصل اليها الان هي «الاتفاق على برنامج الحكومة (المقبلة) وآلية مواصلة الحكم في الفترة القادمة وهناك خطوات ايجابية تبشر بالخير».

من جهته، اكد سترو ضرورة ان تكون الحكومة العراقية القادمة حكومة وحدة وطنية، مشيرا الى ان الفترة الماضية من حياة العراقيين، وخصوصا فترة الانتخابات، اكدت ان العراقيين لا يريدون ان يسيطر اي حزب او جماعة او طائفة على السياسة في العراق وهذا الامر يمنح الدفع الاقوى للعراقيين في الحصول على حكومة وحدة وطنية وهذا ما يريده المجتمع الدولي وكل الذين شاركوا في تحرير العراق لان الجميع لديه مصالح في رؤية عراق مستقل.

ووصل سترو الى بغداد اول من أمس وسط غضب عراقي ازاء شريط فيديو اذيع في وقت سابق هذا الشهر ويظهر فيه على ما يبدو جنود بريطانيون يضربون شبانا عراقيين في جنوب العراق. وقال سترو ان الحادث وقع قبل عامين وانه يجري التحقيق فيه، مشيرا الى انه كان هناك عدد قليل جدا من المزاعم بحدوث انتهاكات بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. واضاف «الان صار الدليل متوافرا وهناك تحقيق مكثف جدا تجريه الشرطة العسكرية. ان لديهم سجلا طيبا جدا في كونهم صارمين للغاية». وتابع قوله «في المجمل ربما مر لدينا نحو مائة ألف جندي وبحار وموظف في القوات الجوية على العراق على مدى الاعوام الثلاثة الماضية. والنسبة المئوية للذين وجهت ضدهم مزاعم هي 05.0 في المائة. وهذه نسبة ضئيلة جدا».

كما اكد وزير الخارجية البريطاني انه كانت هناك نقاشات وحوارات جيدة ومثمرة مع رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري، وعدد من زملائه المسؤولين في الحكومة، تناولت جوانب متعددة، خصوصا العملية السياسية الجارية في البلاد وتشكيل الحكومة القادمة، وآخر التطورات التي حصلت في العراق خصوصا، والمنطقة عموما.