قتلت سلطات الأمن السعودية في ساعة مبكرة من صباح أمس 5 إرهابيين وقبضت على مشتبه فيه، بعد عملية متزامنة استهدفت استراحة في حي اليرموك، وموقعا آخر في حي الروابي شرق العاصمة الرياض.
وتأتي هذه العملية بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الفاشل على معامل النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، والتي انتهت بمقتل المطلوبين الأمنيين محمد بن صالح بن محمد الغيث، وعبد الله بن عبد العزيز بن إبراهيم التويجري بعد تفجير سيارتيهما.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية، فإن قوات الأمن «باشرت في ساعة مبكرة من فجر أمس مهامها في تنفيذ عمليات متزامنة تمت بموجبها مداهمة إحدى الاستراحات بحي اليرموك شرق مدينة الرياض، بعد تعقب «عصابة الإجرام والإفساد في الأرض»، والتي جعلت من الاستراحة وكرا للخيانة ومنطلقا للعدوان والإفساد في الأرض».
وتابع المصدر: بعد تبادل كثيف لإطلاق النار تمكنت قوات الأمن من حسم الموقف في مدة وجيزة لقي فيها جميع المتواجدين في الموقع، وعددهم خمسة، مصرعهم. كما أنه وفي الوقت ذاته تمت مداهمة موقع آخر شرق مدينة الرياض وألقي فيه القبض على أحد المشتبه فيهم. واشار المصدر إلى أنه لم ينتج عن هذه العمليات أية إصابات بين رجال الأمن.
وكشف اللواء منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية، أن الاشتباك الأمني الذي حصل فجر أمس إثر تعقب مجموعة إرهابية، كان في ضوء ما كشفت عنه التحقيقات الأولية الخاصة بالمحاولة الفاشلة في مدينة بقيق (شرق السعودية). وبين التركي أن الجهات الأمنية تقوم بالتعرف على هويات القتلى الخمسة عبر تحليل الحامض النووي DNA. كما يتم التحقيق مع آخر تم القبض عليه في شرق الرياض، وتقتضي مصلحة التحقيق السرية حول الأمر.
وأفاد أنه يتم الآن حصر العتاد الذي تمكنت القوات الأمنية من ضبطه، والذي يشمل العديد من الأسلحة الهجومية وأخرى تستخدم في تفخيخ السيارات، وأجهزة أخرى تستخدم في التخطيط والتنفيذ، مؤكدا أنه سيصدر بيان إلحاقي بما تم العثور عليه وأسماء افراد المجموعة، وعلاقتها بهجوم بقيق، ومدى أهميتها بالنسبة للتنظيم.
يذكر أن سلطات الأمن كانت قد رصدت سيارة من نوع تويوتا هايلوكس متوقفة على بعد مائة متر من الاستراحة، ورغم ان بيان وزارة الداخلية لم يشر اليها، إلا انه يعتقد أن لها صلة بالحادث.
ووفقا لإفادات أهل الحي، فقد بدأت المواجهات عقب محاصرة الاستراحة بآليات مدرعة وبأعداد كبيرة من رجال الأمن وسيارات الدفاع المدني في الساعة الواحدة من فجر أمس، وقد استمرت الاشتباكات بالأسلحة النارية ما بين قوات الأمن والمطلوبين حتى السابعة والنصف من اليوم نفسه.
وبصوت الطلقات التحذيرية التي سمع دويها عقب ساعتين من التطويق الأمني للاستراحة، والتي تقارب مساحتها 2000 متر مربع، بدأ الاشتباك بين الطرفين باستخدام الأعيرة النارية الكثيفة، حيث شوهد خلالها تصاعد أعمدة الدخان، كما شوهد تحليق مروحتين في أجواء الموقع استمرت حتى الساعة التاسعة صباحا. وسمع دوي قنابل متداخلة مع الاشتباكات المسلحة والتي استمرت منذ ما يقارب الثالثة فجرا وحتى السابعة والنصف وقت انتهاء العملية. وأضاف الشهود أنه في تمام العاشرة صباحا بدأ تخفيف الطوق الأمني، مع الشروع في تطهير الموقع ونقل جثث المطلوبين الخمسة.