شركة إسرائيلية توقف إمدادات الوقود للسلطة.. وأبو زهري يحمل هيئة الطاقة المسؤولية

TT

قررت شركة دور ـ الون الاسرائيلية للوقود وقف تزويد السلطة الفلسطينية بالوقود، بسبب ديونها المتراكمة على السلطة التي تصل الى مئات الملايين من الدولارات. وفي حال لم يتم حل الازمة في الايام القريبة المقبلة، فمن المتوقع أن تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة نقصا حاداً في الوقود، سيشعر به الفلسطينيون منذ نهاية الاسبوع الجاري. وتقوم دور ـ الون بتزويد السلطة بالوقود منذ عام 1994، حيث تورد للسلطة نحو 600 ألف طن من السولار والبنزين ونحو 120 الف طن من الغاز للاستخدام المنزلي في السنة، بقيمة مالية قدرها نحو 1.5 مليار شيكل (705 ملايين دولار).

وقالت صحيفة معاريف في عددها الصادر امس انه تم ارجاع شيك بقيمة 100 مليون شيكل (47 مليون دولار) حولته السلطة الى الشركة الاسبوع الماضي، وفي أعقاب ذلك قررت الشركة وقف توريد الوقود لمناطق السلطة حتى دفع الدين. وتعتبر الشركة أن التأخير في سداد الديون ليس فقط نتيجة الوضع الاقتصادي العسير في مناطق السلطة، بل أيضا يمثل رد فعل من السلطة على قرار اسرائيل تجميد تحويل عوائد الضرائب التي تجبيها عن السلطة، في أعقاب فوز حركة حماس. واضافت الصحيفة انه لما كانت شركة دورـ الون شركة خاصة، لم تقم الحكومة الاسرائيلية باقتطاع الديون الفلسطينية من أموال الضرائب مثلما درجت على العمل في حالة الديون المتراكمة لشركتي المياه والكهرباء الاسرائيليتين على السلطة. من ناحيته ثانية اتهم سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم حماس هيئة الطاقة الفلسطينية بالمسؤولية عن الأزمة التي قد تنشأ في اعقاب قطع الوقود. وشكك ابو زهري في صحة التصريحات التي ادلى بها المسؤول عن هيئة الطاقة الفلسطينية من أنه لا يوجد لدى السلطة اموال لسد ديون الشركة الاسرائيلية التي تورد الوقود. وقال «حتى وان صحت هذه المعلومات، التي أعلنتها هيئة الطاقة الفلسطينية، فإن المسؤولين في هذه الهيئة هم من يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العجز، لأنه غير مبرر من وجهة نظرنا، وهذه الشركة هي المسؤولة مسؤولية تامة عن التزاماتها المالية». وحذر ابو زهري مما اسماه بـ «سياسة الترهيب التي تُمارسها اوساط في السلطة الفلسطينية» بعد فوز حماس. واشار ابو زهري الى ان حماس لم تتسلم الحكم بعد، مشدداً على أن الحكومة الحالية ملزمة بتسديد الرواتب وتغطية الالتزامات المالية الفلسطينية إلى حين تسلم الحكومة الجديدة. واعتبر ابو زهري أن بث مثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات يهدف الى «تخويف الناس من المستقبل، وكأن البلد مقدم على حالة من الإفلاس الشديد في ظل حكومة حماس، وهو شيء ليس له أساس من الصحة، وكذلك إعطاء انطباع بفشل الحكومة المقبلة وهو ما ستثبت الأيام القادمة خطأه». وكان مدير هيئة الطاقة الفلسطينية قد قال إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على دفع ما عليها من مستحقات لصالح الشركة الاسرائيلية التي تورد الوقود للسلطة، بسبب حجز تل أبيب لأموالها.

وحول تحذير الولايات المتحدة والدولة العبرية، من أن دعم إيران للحكومة الجديدة سيجعل إيران تسيطر على السلطة الفلسطينية، قال أبو زهري «إن حركة حماس وجهت دعوة لجميع الدول العربية والإسلامية لتوفير الدعم للشعب الفلسطيني، وإننا لا نخص طرفا بعينه، ولكن كل من يقدم لنا دعما بالتأكيد سيحظى بالتقدير اللازم من الشعب الفلسطيني، وعلاقتنا مع إيران هي جزء من العلاقة المميزة مع مختلف الدول العربية والإسلامية». واعتبر سياسة التخويف التي تمارسها واشنطن وتل أبيب من خلال الربط بين حماس وإيران، أنها سياسة باهتة لا تأثير لها، مؤكدا أن حماس معنية ببناء علاقات مع جميع الجهات التي تحترم قرار الشعب الفلسطيني. وتابع القول «قلنا من البداية، إن التهديد بقطع المساعدات الغربية عن الشعب الفلسطيني لن يضع حماس في أزمة، لأن الحركة لديها البديل وهو العمق العربي والإسلامي، وأن الغرب هو الذي سيخسر لهذه المواقف لأنه يضع نفسه وجها ولوجه ليس أمام حماس والشعب الفلسطيني، إنما أمام الأمة العربية والإسلامية».