الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران بدأت تشغيل 20 جهازا للطرد المركزي

TT

اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران بدأت تجربة مجموعة من 20 جهازاً للطرد المركزي في موقع نطنز النووي، متوصلة الى خلاصة بأنه من غير الممكن لها تحديد اذا كانت اغراض البرنامج النووي الايراني سلمية اذا لم تكن ايران أكثراً تعاوناً. وتؤكد الوكالة في تقرير «سري» وزع على اعضاء مجلس الحكام لديها ان ايران تبدو مصرة على توسيع نشاطها بتخصيب اليورانيوم، الذي يخشى الغرب من أنه قد يستخدم لتطوير سلاح نووي. ويأتي هذا الاعلان في وقت اتهم وزير الخارجية الالماني فرانك ـ فالتر شتاينماير ايران بمحاولة فرض انقسام بين الدول المعنية بملفها النووي، بعدما استمع الى نتائج المباحثات بين طهران وموسكو. وتستأنف هذه المفاوضات في موسكو اليوم مع وصول وفد ايراني الى العاصمة الروسية مجدداً للتوصل الى حل وسط للأزمة الايرانية. واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير وصفته بـ«السري» ولكن سربت نسخ عنه لوكالات الانباء، أمس انه لا تزال هناك اسئلة حول برنامج ايران النووي. الا ان الوكالة لم تشر مباشرة الى ان الجمهورية الاسلامية تقوم سراً بانتاج اسلحة نووية. وجاء في التقرير: «من المؤسف والمقلق انه لم يتم بعد توضيح الامور غير المؤكدة حول حجم وطبيعة برنامج ايران النووي بعد ثلاث سنوات من عمليات تحقيق مكثفة قامت بها الوكالة». ومن المتوقع ان يلعب التقرير، الذي وزع على الدول الـ35 في مجلس حكماء الوكالة، دوراً أساسياً في تحديد الخطوات المقبلة للمجتمع الدولي للتعامل مع ايران حول هذا الملف.

ويجتمع مجلس حكام الوكالة يوم 6 مارس (آذار) المقبل لمناقشة كيفية للتعامل مع ايران بعدما تقرر احالتها الى مجلس الأمن الشهر الماضي. وبعد الاعلان عن التوصل الى انفراج نسبي في الأزمة الايرانية النووية أول من أمس باتفاق مبدئي بين طهران وموسكو حول تخصيب اليورانيوم الايراني، تراجع احتمال حل الأزمة مع اصرار طهران على الاستمرار بتطوير بحوثها النووية، اذ قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي انه «من المستحيل» ان توقف ايران برنامجها النووي. وناشد وزير الخارجية الروسي مجدداً طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم على اراضيها في وقت اعتبر المفاوض الروسي مع ايران سيرغي كيريينكو ان الوقت المتاح للاتفاق بالكامل على انشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم «ضيق». وقال شتاينماير في بروكسل أمس ان «ايران ليست لديها استراتيجية جديدة» لحل الازمة حول نشاطها النووي الذي يخشى الغرب ان تكون اغراضه عسكرية. وصرح الوزير الالماني بعد استماعه لتفاصيل المناقشات الروسية في طهران ان الجانب الايراني «يريد تقسيم المجتمع الدولي ولكن لن ينجح» بذلك. من جهتها، اعربت واشنطن عن «شكوكها» ازاء حسن نوايا ايران بعد الاعلان عن امكان التوصل الى اتفاق مع روسيا بشأن تخصيب اليورانيوم، مشيرا الى لجوء ايران سابقاً الى اخفاء معلومات بشأن برنامجها. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين حول مباحثات روسيا مع ايران «سنرى. بالنظر الى تاريخهم (الايرانيين)، يمكنكم ان تفهموا لماذا نبقى متشككين».

وعلى صعيد آخر، افاد مسؤول روسي رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية أمس ان المفاوضات الروسية ـ الايرانية حول الملف الايراني النووي ستستأنف اليوم في موسكو. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المسؤول الثاني في مجلس الأمن الايراني علي حسيني تاش «سيكون في موسكو (اليوم) لاجراء محادثات في مجلس الأمن الروسي». وكان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغازاده أعلن أول من أمس التوصل الى «اتفاق مبدئي (مع روسيا) على انشاء مؤسسة مشتركة» لتخصيب اليورانيوم على الاراضي الروسية، اثر مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي كيريينكو في طهران.

الا ان مصدراً روسيا قريباً من المفاوضات قال لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الكرة باتت الان في ملعب الايرانيين الذين يتعين عليهم التخلي عن التخصيب وحتى المخصص للابحاث». وكانت وكالة ايتار تاس نقلت عن مصدر في موسكو مطلع على سير المفاوضات ان «طهران مستمرة في الربط بين انشاء المؤسسة المشتركة واعمال (التخصيب) حتى المحدودة، على ارضها في مجال الابحاث والبناء التجريبي».