القوات الأفغانية تنتظر الأوامر لإنهاء تمرد «القاعدة» في سجن بول الشرقي

تيمور شاه زعيم المتمردين محكوم بالإعدام في ديسمبر لاتهامه باختطاف رجل أعمال أفغاني وقتله

TT

قال مسؤولون إن الشرطة وقوات مدعومة بالعربات المدرعة طوقت السجن الرئيسي في كابول امس بعد ان سيطر مئات بزعامة عناصر من «القاعدة» وقادة من طالبان وعصابة خطف على اجزاء من السجن. وقال مسؤول في مجال حقوق الانسان يشارك في المفاوضات ان مثيري الشغب الذين يزيد عددهم عن الف سيطروا على ما يبدو على المنطقة المخصصة للنساء من السجن وربما كانوا يحتجزون رهائن.

ويطوق مئات من رجال الشرطة والجيش مبنى سجن بول الشرقي في ضاحية كابول، منذ مساء اول من امس مع بدء التمرد على ما يبدو في جناح من السجن يسجن فيه عناصر من طالبان ومن «القاعدة».

واوضح المسؤول الأمني الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان الشرطة المدعومة من الخلف بقوات من الجيش، هي التي اغلقت ابواب السجن. ولا تنوي القوى الأمنية حتى الان الدخول الى المبنى الذي تعم فيه الفوضى. وقال نادر نادري من اللجنة الافغانية المستقلة لحقوق الانسان ان احداث الشغب اندلعت في وقت متأخر من يوم السبت الماضي ومن بين زعماء التمرد تيمور شاه وهو زعيم عصابة اختطفت عاملة معونة ايطالية في يونيو (حزيران).

وقال نادري ان المفاوضات مع السجناء لم تحقق تقدما امس ولكن من المتوقع اجراء المزيد من المحادثات. واضاف «مطالبهم غير مقبولة.. انهم يطلبون الافراج عنهم. دخلوا مجمع النساء ويدعون ان لديهم رهائن. الخوف هو ان يحاولوا استخدامهم». وقال انه لا يعرف كم عدد النساء في السجن. موضحا ان السجناء على ما يبدو ليست لديهم اسلحة ولكن الشرطة قالت انهم يمكن ان يصنعوا العصي من الاثاث المحطم.

وقال الجنرال سلام بخشي ان حارستين اخذتا اسيرتين عندما بدأت احداث الشغب اطلق سراحهما في الساعة الاولى من الحادث في وقت متأخر يوم السبت. واضاف «لا نريد ان نهاجمهم.. نريد تجنب العنف وسنجعلهم ينهون هذا».

وقال الجنرال محبوب اميري رئيس قوة رد الفعل السريع للشرطة في كابل ان زعيمين اخرين للشغب هما زعيما طالبان الملا مجدد والملا شهيد ضي. وسمع من مجمع السجن اطلاق نار متفرق اول من امس الاحد وشوهدت السنة لهب ودخان تنبعت من الاغطية والحشايا من نوافذ مبنيين للزنازين ولكن التفاصيل حول سقوط قتلى وجرحى ظلت غير واضحة.

وقال مسؤولون ان 30 سجينا على الاقل اصيبوا بجراح في محاولات اخماد الشغب الذي نشب في مطلع الاسبوع كما قال ضابط شرطة امس ان سبعة سجناء قتلوا لكن لم يتسن التيقت من روايته من جهة مستقلة. وهتف السجناء «الله أكبر» و«عاش السجناء» بعد ان اشعلوا النار في الاغطية. وحكم على تيمور شاه زعيم العصابة بالاعدام في ديسمبر (كانون الاول) لاتهامه باختطاف وقتل رجل اعمال افغاني. وفي العام الماضي حكم عليه بالسجن 20 عاما لاختطافه عاملة الاغاثة الايطالية كليمنتينا كانتوني التي افرج عنها دون اصابتها بأذى بعد ثلاثة اسابيع من اختطافها على يد مسلحين في مايو في كابل. وقال ضابط شرطة في مكان الحادث ان مئات من أفراد الشرطة المدججين بالسلاح وقوات الجيش تدعمهم الدبابات وناقلات الجند المدرعة تحيط بالسجن الواقع في الضواحي الشرقية لكابل في انتظار الاوامر.

وقال نائب وزير العدل قاسم محمد هاشم المكلف باخماد أحداث الشغب ان متشددي «القاعدة» ضالعون في التمرد ولكن نادري قال ان متشددي «القاعدة» على ما يبدو هم الذين يقفون خلف الاضطرابات. وقال هاشم ان السجن يضم أكثر من ألفي سجين نحو 350 منهم هم من متشددي «القاعدة» وطالبان. وقال لرويترز «اثناء الليل كانت الامور هادئة. المباني ما زالت محاصرة برجال الجيش والشرطة». وقال هاشم ان احداث الشغب اندلعت بعد أن بدأت سلطات السجن توزيع زي أزرق للسجناء بهدف منع تكرار حادث هروب سبعة من المشتبه في انتمائهم لطالبان من السجن الشهر الماضي بعد ان اختلطوا بالزائرين. وقال مسؤولون انهم يشكون في أن حراس السجن ساعدوا الفارين.

وبول الشرقي مجمع سجون ضخم أنشىء في سبعينات القرن الماضي على غرار السجون السوفياتية وشهد اضطرابات في الماضي كما شهد هذا السجن مقتل وتعذيب الاف الافغان المعارضين للحكم الشيوعي في الثمانينات وما زالت الاوضاع فيه متردية. وفي ديسمبر 2004 مات أربعة من رجال الشرطة وأربعة سجناء في حصار استمر يوما كاملا بنفس السجن عندما حاول مجموعة من السجناء المتشددين الهرب.