«جبهة التوافق» مصممة على المشاركة في الحكومة العراقية الجديدة

مقتدى الصدر: قطعت جولتي الخارجية لضبط «جيش المهدي» وتنسيق عمله مع قوات الدولة

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: أكد عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية السنية، امس، أن قائمته التي تضم 44 نائبا يمثلون «الحزب الاسلامي في العراق ومجلس الحوار الوطني ومؤتمر أهل العراق، مصممة على المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة»، وقال «نحن مصممون على المشاركة في الحكومة العراقية المقبلة لأن العراق لن يهدأ اذا لم نشارك في الحكومة».

وأضاف الدليمي «لن نعلق مشاركتنا في الحكومة وإنما علقنا التفاوض مع لائحة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية)، وهذا التعليق ممكن رفعه بعد يوم او يومين اذا رأينا ان هناك اجراءات صادقة من قبل الحكومة لحل المشكلة»، مشيرا الى انه «سلم رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري قائمة بأسماء المساجد التي احتلت من قبل بعض الغوغائيين».

وطالب الدليمي الحكومة بالإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مساء السبت الماضي في مقر رئيس الوزراء.

وكان رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري اعلن مساء السبت في ختام اجتماع شاركت فيه كل الاحزاب الكبيرة في البلاد، ان الطبقة السياسية برمتها عبرت عن رغبتها في تسريع العملية السياسية.

وأكد الجعفري ان القادة السياسيين أكدوا في الاجتماع ضرورة «حماية الأماكن المقدسة» وفتح «تحقيق حول الأحداث الاخيرة». كما أعربوا عن رغبتهم في حل مسألة السجناء السنة «وخصوصا البحث سريعا في الملفات من اجل إطلاق سراح الأبرياء».

وقال ان المشاركين في الاجتماع أشاروا في هذا الصدد الى اهمية زيادة عدد القضاة من اجل تقليص فترات الاعتقال.

وأضاف، انهم طالبوا ايضا بإخلاء المساجد المحتلة وإعادة ترميم تلك التي أصيبت بأضرار. وشددوا على دور الشرطة من أجل «الحؤول دون تسلل ارهابيين».

وأعلن الجعفري ان الضحايا الذين سقطوا في أعمال العنف الاخيرة سيعتبرون «شهداء» وسيتم تعويض عائلاتهم.

من ناحية اخرى، أكد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، أنه عاد الى العراق لكي يضبط ميليشيا «جيش المهدي» وينسق أموره مع الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية من جيش وشرطة.

وقال الصدر في مؤتمر صحافي، مساء اول من امس، حال وصوله الى منزله في منطقة الحنانة في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) بعد جولة شملت عددا من دول الجوار «أنا رجعت الى العراق لأرى ما يمكن عمله، فجيش المهدي يجب ان يكون عمله بالتنسيق مع الحكومة العراقية والجيش والشرطة ومع الشعب العراقي، لكي يتم التكاتف، لأن المحتل يحول دون تحقيق الأمن والاستقرار ويقف حاجزا امام الحكومة العراقية، لكي يقول ان الحكومة غير قادرة على استتباب الأمن».

وأضاف «اننا ندعو الشعب العراقي الى التوحد والتكاتف وعدم الانجرار خلف الفتن والمخططات الغربية وان يكون على قدر المسؤولية».

وأوضح الصدر أنه دعا الى ثلاثة أمور «اولها تنظيم تظاهرة سلمية مشتركة موحدة في بغداد، والثاني إقامة صلاة جماعة موحدة في المساجد في محافظات الجنوب او الشمال او الوسط لتكون مقدمة للوحدة ونبذ الطائفية. أما الأمر الثالث فهو التآخي وتخفيف هذه الازمة شيئا فشيئا».

وقال الصدر «أنا قطعت زيارتي الاخيرة الى بيروت لكي أخفف من حدة التوتر التي تحدث الآن في العراق، وسأسعى قدر جهدي الى تقريب وجهات النظر، حيث سأدعو إخواني الشيعة واخواني اهل السنة الى المجيء الى النجف الأشرف للتباحث والتناقش، وان اقتضت المصلحة فسأذهب أنا اليهم وسأكون في خدمة الإسلام والعراق».

ونفى الصدر ان تكون هناك اي علاقة لعناصر جيش المهدي بالاعتداءات على المساجد السنية في بغداد، وقال ان «هناك عناصر تحاول ان تدس الفتنة وتدس السم في العسل وتخرب العلاقة الجيدة بين جيش المهدي والتيار الصدري مع جميع التيارات الاخرى».

وتعرض مرقد الامامين الهادي والعسكري في مدينة سامراء شمال بغداد لتدمير جزئي بعد تفجير قبته صباح الاربعاء الماضي.

وتلت ذلك اعمال عنف في انحاء عدة من العراق على خلفية طائفية. وأكد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي، السبت، أن موجة العنف التي اعقبت تفجير قبة مرقد الامامين أوقعت 119 قتيلا في مختلف انحاء البلاد.

وأدان الحزب الاسلامي، أبرز الاحزاب السنية في العراق، رد فعل عناصر جيش المهدي، محملا إياهم مسؤولية معظم الهجمات ضد الطائفة السنية.

لكن التيار الصدري دافع عن نفسه، مؤكدا ان مخربين استغلوا اسمه لارتكاب جرائمهم، في مقابل إقراره بان تجاوزات حصلت في عدد من الامكنة.