العراقيون متفقون على ضرورة إنهاء محاكمة صدام بأسرع وقت ممكن

بعد إقرار الرئيس المخلوع بأنه وحده يتحمل مسؤولية ما جرى في الدجيل

TT

بغداد – أ.ف. ب: بعضهم عبر عن غضبه واخرون عن فخرهم، لكن جميع العراقيين تابعوا المفاجأة التي فجرها الرئيس المخلوع صدام حسين، خلال جلسة محاكمته اول من امس، حينما أقر بانه المسؤول الاول والاخير عما جرى في قرية الدجيل الشيعية، كرد على تعرض موكبه لهجوم في البلدة عام 1982، داعين الى انهاء المحاكمة بأسرع وقت ممكن من اجل مصلحة الجميع.

يقول مصطفى ابراهيم، 55 عاما، صاحب محل لبيع المواد الكهربائية في منطقة الشورجة (وسط)، «هذا هو صدام حسين الذي عرفته لعقود من الزمن فقد قال هو بنفسه: أنا رئيس الدولة وأنا المسؤول الاول والاخير عما جرى، لهذا يجب ان تنتهي هذه المحاكمة وبأسرع وقت ممكن». ويضيف «في البداية كنت اعتقد انه يريد ان يحتمي بالاخرين، او ان يتهرب من المسؤولية، لكن بالامس (الاربعاء) كان صدام حسين، هو ذاته الذي ظهر على شاشات التلفزة، لذا يجب محاكمته والانتهاء، لان الاستمرار بعقد تلك الجلسات يوتر اجواء البلاد المتوترة اصلا».

وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد فجر مفاجأة، خلال جلسة اول من امس، عندما أقر بأنه امر بتدمير بساتين بلدة الدجيل الشيعية شمال بغداد، كرد على تعرض موكبه لهجوم في البلدة في عام 1982. وقال صدام حسين: «بالنسبة الى تجريف البساتين، انا الذي جرفها، لماذا تذهبون الى طه ياسين رمضان (نائبه السابق) وبرزان ابراهيم التكريتي، (اخيه غير الشقيق؟)، لا داعي ان تذهبوا لاناس اخرين، انا الذي جرفها.. ليس بمعنى انني ركبت بلدوزرا وقمت بتجريفها بل صدر قرار عن مجلس قيادة الثورة بقطع البساتين وتجريفها لمن ثبتت عليهم تهمة الاجرام (الاعتداء على الموكب) وانا موقع على القرار».

من جانبه، يؤكد حسين عبد علي، 45 عاما، ويعمل سائق اجرة كان متوقفا بالقرب من ساحة التحرير وسط بغداد، ان «الكل يعرف انه هو المسؤول الاول، وان جميع الاخرين لم يكونوا سوى منفذين لاوامره وقراراته». واضاف لقد اعترف هو بذلك لذا تكفينا هذه المحاكمة، الى متى وكم من الاشهر ستأخذ هذه القضية من اجل معرفة من هو المسؤول.

ويرى يونس نوري، 26 عاما، وهو طالب جامعي، ضرورة انهاء هذه المحاكمة التي فيها اهانة للجميع، مستغربا سبب اختيار قضية الدجيل بدلا من قضايا اخرى لتكون اول قضية يحاكم فيها صدام حسين. ويضيف «كان رئيس دولة وتعرض لمحاولة اغتيال بالتالي بأمكانه تبرير ما حصل بطريقة او بأخرى».

وتقول جانيت سركيسيان، 41 عاما، وهي موظفة في احدى دوائر الدولة «لقد اعترف علنا بانه كان المسؤول الاول لذلك يجب انهاء المحاكمة وليأخذ جزاءه العادل»، مشيرة الى ان «القضية طالت اكثر من اللازم ما انعكس سلبا على الاوضاع الامنية في العراق». وتضيف بالنسبة لي كلما كانت هناك جلسة، افضل عدم الذهاب الى عملي والبقاء في البيت، فالوضع يتأزم وتكثر نقاط التفتيش وتسقط القذائف هنا وهناك ويكون الجو مشحونا جدا». وبالنسبة لمبدر الويس، المحلل السياسي وامين عام حزب الوحدة «سواء اعترف صدام حسين او لم يعترف فهذا لن يؤثر في الموضوع بشيء، لان هناك الالاف من الوثائق التي تدينه لافعاله».

وتوجه صدام حسين في جلسة الاربعاء الى القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن قائلا: «اذا كان الشخص الرئيسي يريحكم ويقول انه المسؤول فلماذا تذهبون الى هؤلاء وتحتجزونهم؟» وهو يشير باصبعه الى بقية المتهمين السبعة.

وتابع «هل تعتقدون ان صدام، عندما كان في وقت القيادة يقول انا مسؤول وفي وقت الضيق يقول ان عبد الله هو المسؤول؟». واضاف «كان هناك رئيس واحد حاكموه واتركوا الاخرين». وقال صدام للقاضي «هذا ليس تحديا، لكن انا اخاف فقط من الله. ليس الان بل حتى عندما كنا طلاب مدارس لم نخف من احد واعطينا حياتنا لله واراد الله ان نبقى احياء».