الحوار اللبناني الرابع.. الأول على أرض لبنانية

TT

تعتبر جلسات الحوار الوطني التي انطلقت امس الاولى من نوعها بين «محاولات الحوار» التي قامت بين اللبنانيين منذ اندلاع الحرب الاهلية عام 1975. فهي الوحيدة التي تقام على الاراضي اللبنانية وتضم هذا التنوع السياسي، بالاضافة الى انها الوحيدة التي تتم من دون «مساعدة» او رعاية عربية او دولية. غير ان ما يجمع بين هذه الجلسات انها حصلت عقب احداث غيّرت موازين القوى على الارض. وسبقت مؤتمر الحوار هذا ثلاثة مؤتمرات مهمة حصلت كالاتي:

1ـ مؤتمر جنيف: بعد فشل الحل على الطريقة الدولية وانسحاب «القوة المتعددة الجنسية» من لبنان اواخر العام 1983 اثر تفجير مقري «المارينز» الاميركيين والمظليين الفرنسيين في بيروت، دعي المقاتلون الى مؤتمر حوار عقد في مدينة جنيف السويسرية في 31 اكتوبر (تشرين الاول) برعاية وزير الدولة السعودي محمد ابراهيم المسعود، ونائب الرئيس السوري (حينذاك) عبد الحليم خدام. لكنه لم يسفر عن اتفاقات جوهرية، رغم انه شكل اختراقاً على صعيد الوضع المتأزم.

2 ـ مؤتمر لوزان: في 6 فبراير (شباط) 1984 اندلعت موجة عنف جديدة اسفرت عن سيطرة حركة «امل» التي يرأسها الرئيس نبيه بري والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط على الشطر الغربي من بيروت وسقوط اتفاق 17 مايو (ايار) مع اسرائيل. وتمت محاولة الحوار الثانية في 12 مارس (اذار) 1984 في مدينة لوزان السويسرية برعاية سورية ـ سعودية اسفرت عن تشكيل حكومة مختلطة ضمت القوى المتحاربة برئاسة الرئيس رشيد الصلح.

3 ـ في العام 1988 دخل لبنان في «غيبوبة رئاسية» نجمت عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية امين الجميل من دون انتخاب بديل، فانقسمت البلاد بين حكومتين. ودعي النواب الـ 62 الى مدينة الطائف السعودية حيث اسفر اجتماعهم الذي استمر 22 يوماً، عن الاتفاق الشهير المعروف بـ «وثيقة الوفاق الوطني» او «اتفاق الطائف» الذي اصبح لاحقا الدستور الجديد للبنان.