استياء في الأهواز بعد إعدام طالبين عربيين

مواجهات في زاهدان بين الأهالي والأمن

TT

اثار إعدام «علي عفراوي» و«مهدي نوامري» في شارع «سلمان فارسي» بمدينة اهواز عاصمة مقاطعة خوزستان في الساعة الثامنة والربع من صباح امس موجة من الغضب والاستياء في الشارع الاهوازي لا سيما في الوسط العربي للمدينة، خاصة ان ما يسمى بمسرحية الاعترافات التي بثتها شبكة تلفزيون خوزستان ليلة الثلاثاء بحضور سبعة من المعتقلين العرب المتهمين بالضلوع في الانفجارات التي شهدتها مدينة اهواز خلال الاشهر الاخيرة، بما فيها تفجيرات شهر اكتوبر(تشرين الاول) التي اسفرت عن مقتل 6 اشخاص، قد زادت من غضب الشارع. وكان علي عفراوي قد اعترف في مقابلة تلفزيونية مسجلة بحضور مسؤولي استخبارات الحرس ووزارة الامن بدوره في تفجير وقع بشارع سلمان فارسي في شهر اكتوبر.

وبينما تنظر اوساط المعارضة الى الاعترافات التلفزيونية، التي تؤخذ عادة تحت التعذيب، بمنظار الشك، اكد مصدر قريب من حزب التضامن الاهوازي، اهم تنظيم سياسي للعرب الايرانيين، ان علي عفراوي ومهدي نوامري الذي اعتقلت اجهزة امن خمسة من اشقائه الى جانب والد علي عفراوي الطبيب النفسي المعروف الدكتور عودة عفراوي، كانا من الطلبة العرب الايرانيين الذين لم يكن لهما اي ذنب الا برفعهما شعارات تعكس مطالبة العرب الايرانيين المشروعة والمضمون بعضها في الدستور الايراني، مثل السماح بتدريس اللغة العربية في المدارس، واختيار مسؤولي الدوائر الحكومية في المدن التي يشكل العرب الاغلبية فيها من بين ابناء المنطقة وايقاف الاجراءات التعسفية بحق العرب وفي مقدمتها مصادرة اراضيهم وبناء مستوطنات فوقها لغير العرب.

وقبيل بث الاعترافات المسجلة للمتهمين في قضايا تفجيرات اهواز، ادعى المساعد الامني والسياسي لمحافظ خوزستان، محسن فرخ نجاد، وهو من كبار عناصر استخبارات الحرس، أن المتهمين كانوا على ارتباط مع «الوهابيين» وأرادوا بث الفرقة والخلافات الطائفية في خوزستان وتصوير المنطقة غير مستقرة ومتوترة.

ونفى احد رجال الدين العرب الايرانيين، الذي طالب بعدم الافصاح عن هويته في حديث مع «الشرق الاوسط»، من بيته بمدينة عبادان حيث شهد انفجارا بمقر حاكمها قبل بضعة ايام، بشكل قاطع وجود اي تنظيم سلفي في خوزستان او اي نشاط لما يسمى بالوهابيين. واضاف قائلا: يبدو ان النظام قد فقد وعيه بشكل كامل نتيجة لارتفاع حدة المعارضة الشعبية له في مختلف مناطق ايران بشكل عام وفي خوزستان على وجه خاص، اذ ان العرب الايرانيين جميعهم من الشيعة فكيف يمكن ان يسمح العرب الشيعة بدعاة الفكر السلفي ليدخلوا خوزستان. واكد رجال الدين العرب من عبادان ان النظام يعرف جيدا ان الذين قاموا بوضع متفجرات في المناطق التي يسكنها العرب ليسوا من ابناء المنطقة بل ثمة تسوية حسابات ما تجري بين القوى المتنافسة على السلطة وضحاياها هم الناس العاديون واغلبيتهم من العرب.

وقد حصلت امس مواجهات عنيفة في مدينة زاهدان بين الاهالي المعترضين على استعراض بعض الكتب المسيئة للخلفاء الراشدين في معرض للكتاب أقامته وزارة الارشاد الاسلامي في المدينة.

واكد الدكتور غلام رضا حسين بُر، أحد قادة الجبهة البلوشية المعارضة للنظام، ان محافظ بلوشستان ومسؤولي الامن لم يستجيبوا لطلب الاهالي بسحب الكتب المسيئة للخلفاء الراشدين فحسب، بل انهم ارسلوا رجال الامن الى مكان معرض الكتاب لاعتقال كل من يعترض على توزيع وبيع الكتب المذكورة.

ووصف الدكتور حسين بُر الاجواء في زاهدان وعدد من مدن بلوشستان بأنها متوترة جدا ودعا المنظمات المعنية بحقوق الانسان لتحرك سريع من اجل انقاذ المعتقلين في احداث امس من السجون.