برلين تعد بتحقيق سريع وشامل في دور استخباراتها في حرب العراق

إثر نشر «نيويورك تايمز» معلومات جديدة نقلا عن تقرير حكومي سري

TT

أمام إصرار المعارضة البرلمانية الالمانية على تشكيل لجنة تحقيق خاصة في دور الاستخبارات الألمانية في حرب العراق، وعدت الحكومة الألمانية بإجراء تحقيق شامل وسريع في الموضوع. وهاجم سياسيون من الحزبين الحاكمين، الديمقراطي المسيحي والديمقراطي الاشتراكي، صحيفة «نيويورك تايمز» على ما نشرته من معلومات حول خروج الحكومة الألمانية السابقة عن حيادها المزعوم في الحرب الأخيرة على العراق وتخويلها الاستخبارات الألمانية مهمة تزويد نظيرتها الأميركية بالمعلومات عن تحركات صدام حسين والخطط العسكرية التي وضعها لحماية العاصمة العراقية بغداد. ونفى توماس شتيغ، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، صحة التقارير، إلا أنه نفى علمه بعدد رجال الاستخبارات الذين نشطوا في العراق آنذاك. وهاجم اولاف شولز، مدير أعمال الكتلة الاشتراكية في البرلمان الألماني، وعضو اللجنة المشرفة على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، صحيفة نيويورك تايمز ووصف تقاريرها «بالسخيفة وغير الجادة».

وكان تقرير جديد لصحيفة «نيويورك تايمز» قد أثار عاصفة من الأسئلة والشكوك، ويكشف التقرير عن وجود ضابط صلة ألماني في مكاتب القيادة العسكرية الاميركية في الدوحة (قطر) مهمته تزويد الجانب الأميركي بالعديد من التقارير الميدانية حول حركة القطعات العسكرية العراقية. ويحمل الرجل الاسم الحركي «غاردست» ويفترض أنه أجاب على 18 استفسارا تقدمت بها القيادة العسكرية الاميركية إلى الاستخبارات الألمانية من مجموع 33 استفسارا، وأوصل 25 تقريرا تحريرا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه».

ويفترض أن تكون التقارير قد ركزت على أوضاع السفارات الأجنبية ببغداد، وأوضاع الناس والشارع العراقي خلال تلك الفترة، لكنها تعرضت أيضا إلى حركة القطعات العسكرية وتحركات القيادة العراقية. وكمثل فقد زود الضابط الألماني الجانب الاميركي بمعلومات عن تجمع سيارات قرب نادي الضباط في القوة الجوية العراقية، واجتماع الزعامة العراقية، بقيادة صدام حسين، في مطعم راق في حي المنصور ببغداد.

وذكرت مصادر الاستخبارات الألمانية حينذاك أن نشاط الرجلين ببغداد جاء بطلب من وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر، بالتنسيق مع رئيس الاستخبارات السابق اوغست هيننغ، بهدف متابعة مجريات الحرب في العراق. كما نالت العملية موافقة المستشار السابق جيرهارد شرودر ووزير دولته السابق، المسؤول عن متابعة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، ووزير الخارجية الحالي فرانك ـ فالتر شتاينماير، إلا أن الاستخبارات نفت تعاونها مع نظيرتها الاميركية خلال الحرب على العراق.

وكانت الحكومة الألمانية قد اعترفت ببقاء ضابطي استخبارات ألمان ببغداد بعد غلق السفارة الألمانية في العاصمة العراقية عشية الحرب الأخيرة على العراق. ويفترض أن الرجلين زودا برلين بالتقاريرالأمنية من مبنى السفارة الفرنسية ببغداد، واعترفت الحكومة أيضا بأن الرجلين عملا هناك بعلم الحكومة الألمانية، لكنها نفت تزويدهما الجانب الأميركي بالمعلومات.