اجتماع الفرصة الأخيرة بين إيران والترويكا الأوروبية اليوم

طهران طلبت اللقاء وأوروبا استجابت ومحادثات موسكو لم تصل إلى حل

TT

بروكسل: عبد الله مصطفى

* يتوجه وزراء خارجية دول الترويكا الاوروبية (بريطانيا، فرنسا، المانيا) الى فيينا اليوم في محاولة أخيرة للتوصل الى حل لأزمة الملف النووي الايراني قبل احالته الى مجلس الأمن الدولي. ويأتي هذا الاجتماع بعد انتهاء المحادثات الروسية ـ الايرانية من دون التوصل الى حل نهائي حول مقترح روسي بانشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم الايراني للتأكد من عدم استخدام ايران برنامجها النووي لاغراض عسكرية. وشرح ناطق باسم الخارجية البريطانية لـ«لشرق الأوسط» أمس ان «الاجتماع جاء تلبية لطلب الايرانيين والوزراء الاوروبيون على استعداد للاستماع اليهم». ولكنه اضاف: «الترويكا الاوروبية ليست لديها اقتراحات جديدة وتلتزم بقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التي اقرت في اجتماعها الأخير بأنه في حال عدم تراجع ايران عن استئناف نشاطها النووي يجب احالتها الى مجلس الأمن. وأكد المسؤول البريطاني بأن الجانب الاوروبي لا يعلم بما «سيجلبه الايرانيون الى طاولة التفاوض لكننا سنستمع اليهم». ويأتي هذا الاجتماع في سياق محاولة الدول الاوروبية اثبات استعدادها للتفاوض مع ايران بشأن ملفها النووي، وان الباب ما زال مفتوحاً للتفاوض ولكن ذلك يعتمد على تجميد ايران أي نشاط يتعلق بتخصيب اليورانيوم وهذا ما ترفضه ايران. وذكرت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية ان الترويكا الاوروبية حذرت طهران من ان اي تقدم في اجتماع اليوم مرتبط بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم وتعاون ايران مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واكد وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا في رسالة وجهت الثلاثاء الى كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني ان «تجاوز ذلك سيؤدي الى خلاف علني يمكن ان يشكل فشلاً لاهدافنا المشتركة».

وقالت ايما ادوين المتحدثة باسم الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان المجموعة الاوروبية كانت تراقب باهتمام وحذر المحادثات الروسية ـ الايرانية. وعن احتمال عزل ايران دولياً في حال لم تعلق نشاطها النووي وفرض عقوبات عليها، اجابت المتحدثة الاوروبية: «لا نخطط لعزل ايران ولكن ايران بتصرفاتها وتصريحات قياداتها سوف تعزل نفسها عن المجتمع الدولي. ولقد ارسلنا العديد من الرسائل الواضحة الى طهران وقلنا ان التوقف عن تخصيب اليورانيوم والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية والقيام بخطوات اخرى لطمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي كلها امور لا بد ان تتحقق وبعدها سوف نبحث مع طهران العلاقات المشتركة على الاصعدة المختلفة السياسية والاقتصادية وغيرها». وأضافت انه يجب «الاخذ في الاعتبار ضرورة التزام ايران بتنفيذ الشروط الاوروبية والدولية المرتبطة بملفات مثل الديمقراطية وحقوق الانسان ومكافحة الارهاب».

وكان علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للامن القومي وكبير المفاوضين الايرانيين النوويين أول من أعلن عن اجتماع اليوم في مؤتمر صحافي من موسكو بعد اجرائه محادثات مع مسؤولين روس حول الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم لصالح ايران داخل الاراضي الروسية في مسعى لانهاء المواجهة مع الغرب. وصرح لاريجاني بأن نقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن «مغامرة ستعصف باقتراح روسيا حول انشاء المؤسسة المشتركة مع ايران لتخصيب اليورانيوم داخل الاراضي الروسية». واشار الى ان اتخاذ مثل هذا القرار يبدو بمثابة العصا التي تضعها الولايات المتحدة في عجلة الاقتراح الروسي. وحذر من مغبة مثل هذا القرار، مشيراً الى ان اتخاذه سيسفر عن افراغ فعالية مهام التفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من محتواها. واتهم لاريجاني الولايات المتحدة بالسعي الى «تدمير» الجهود الروسية للتوصل الى حل لتهدئة المخاوف الدولية حول برنامج ايران النووي، حسب وكالة انترفاكس الروسية للانباء. ونقلت الوكالة عن لاريجاني قوله «ان اصرار الاميركيين على احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي يعني تدمير الاقتراح الروسي».

ولكن لم يبق متسع من الوقت اذ يقترب موعد 6 مارس (اذار) الجاري وهو موعد اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي من المقرر ان يعلن احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن ان لم تتوصل الاطراف المفاوضة الى حل نهائي. ولم تبد ايران استعداداً للتخلي عن تخصيب اليورانيوم داخل اراضيها، اذ صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس بأن بلاده ستستأنف انشطتها النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال احمدي نجاد اثناء زيارته الرسمية الى ماليزيا أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي: «سنستأنف انشطتنا في سياق واطار الوكالة ومعاهدة حظر الانتشار النووي». حذر الرئيس الايراني من انه سيعترض على اية «مطالب مبالغ فيها» من الدول العظمى. ومن جانبها، دعت ماليزيا الى الهدوء في النزاع بشأن برنامج ايران النووي. وصرح وزير خارجية ماليزيا حامد البر امس: «نأمل في النهاية التوصل سلمياً الى حل لأننا لا نعتقد انه بمقدورنا تحمل فترة جديدة ومسرح جديد للصراع يستخدم الوسائل العسكرية». وقال وهو يشير الى وعد ايران باستخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية: «أعتقد اننا يجب ان نصدق ما يؤكدونه لنا».