بوش يدين تفجير كراتشي ويتمسك بزيارة باكستان غدا

خمسة قتلى بينهم دبلوماسي أميركي وإصابة 54 شخصا في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري

TT

أدان الرئيس الأميركي جورج بوش التفجير الذي وقع قرب القنصلية الأميركية في مدينة كراتشي الباكستانية صباح امس، وخلف ما لا يقل عن خمسة قتلى، بينهم دبلوماسي أميركي، و54 جريحا.

وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في نيودلهي، إن ممارسات «الإرهابيين والقتلة» لن تمنعه من زيارة باكستان المقررة غدا. وأشار إلى أن «الحرب على الإرهاب» لا تزال مستمرة ويجب مواصلة التصدي لها على المدى البعيد.

من جانبه قال وزير الإعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد، إن التفجير لن يؤثر على زيارة الرئيس بوش، متهما من سماهم المتطرفين الذين يسعون إلى إثارة قلاقل في المنطقة، بالوقوف وراء الهجوم.

وسبق أن أشار المتحدث باسم حكومة إقليم السند وعاصمته كراتشي، إلى أن التفجير أعد على الأرجح ليتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي.وينظر المحللون لزيارة بوش باعتبارها بادرة تأييد للرئيس برويز مشرف، الحليف الرئيسي في حرب واشنطن على الإرهاب. ويعتقد أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وكبار مساعديه يتخفون في مناطق قبلية محاذية للحدود الباكستانية الأفغانية.

وقدم الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس تعازيه الى نظيره الاميركي بوش، اثر مقتل دبلوماسي اميركي صباح امس، في اعتداء كراتشي (جنوب باكستان).

وجاء في رسالة وجهها مشرف الى بوش، الذي يقوم غدا بزيارة لباكستان، تستمر يوما واحدا، «ندين هذا الاعتداء بأشد العبارات». واضافت الرسالة، التي وزعت الرئاسة الباكستانية نصها على الصحافيين ان «سلطاتنا تحقق في هذا العمل وستتم احالة المسؤولين عنه الى القضاء».

وقال مشرف ان «الشعب الباكستاني يعبر عن أسفه العميق وتعاطفه مع الحكومة والشعب الاميركيين»، مشددا على ان «هذا العمل الاحمق لن يؤثر في تصميمنا الشديد على مواصلة معركتنا المستمرة ضد شر الارهاب». ووجه رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز رسالة تعزية مماثلة، معتبرا ان الاعتداء «لم يستهدف الشعب الباكستاني فحسب، بل علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة ايضا».

وجاء الانفجار قبل أقل من 48 ساعة من موعد زيارة بوش لباكستان غدا. وليس من المتوقع ان يزور بوش مدينة كراتشي الجنوبية خلال زيارته القصيرة للبلاد.

وقال محقق شرطة رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه، «تشير تحقيقاتنا الاولية الى انه كان هجوما انتحاريا. المرجح ان المهاجم كان ينتظر في منطقة انتظار السيارات وصدم بسيارته العربة التي كانت تقل الأميركي الذي يعمل في القنصلية».

وقال زبير محمود، نائب قائد الشرطة، ان سائق عربة الأميركي قتل في الهجوم ومعه حارس أمن باكستاني.

وعرف مسؤولون باكستانيون الأميركي القتيل باسم ديفيد فوي. وعثر على جثة رابعة، ولكن الشرطة تشتبه في انها تخص المفجر الانتحاري. وكانت الشرطة قد قالت، في وقت سابق، ان خمسة اشخاص قتلوا في الهجوم.

واظهرت الافلام، التي سجلتها كاميرات الأمن المثبتة في مبنى القنصلية الأميركية رجلا ملتحيا يرتدي الملابس الباكستانية التقليدية، وهو يوقف سيارته قرب موقع الهجوم. وقال مسؤول، رفيع طلب عدم نشر اسمه، «حين رأى سيارة القنصلية الأميركية تقترب جرى عائدا الى سيارته». واضاف ان عربة أمن متمركزة في الجوار حاولت ملاحقته، لكن للاسف.. تمكن المهاجم الانتحاري من صدم عربة القنصلية الأميركية. وقالت الشرطة ان الهجوم أسفر كذلك عن اصابة 35 شخصا على الاقل بجروح، منهم ثلاثة من حرس الأمن عند المدخل الرئيسي للقنصلية، على مسافة 30 مترا من مكان السيارة التي انفجرت في شارع يستخدم لوقوف السيارات خلف فندق ماريوت.

وصرح صلاح الدين حيدر، المتحدث باسم الحكومة الاقليمية في السند، بان الشبهات تدور حول جماعة موالية لـ«القاعدة» هاجمت ركب قائد الجيش في كراتشي في يونيو (حزيران) عام 2004. وقال حيدر لرويترز، «بعد التحقيقات الأولية تشتبه الشرطة في تورط جماعة جند الله».

وقال جيهانجير ميرزا، قائد شرطة اقليم السند، ان القنبلة كان بها ما لا يقل عن 15 كيلوغراما من المتفجرات. وتهشمت نوافذ الفندق ومبان اخرى حول موقع الانفجار. وقال محمد الياس، وهو حارس أمن متمركز خارج القنصلية لرويترز «كنت واقفا في موقعي عندما وقع الانفجار وأصابتني بعض الشظايا المتطايرة». وقال مشيرا الى جروح في معدته وهو يضع لها ضمادات «بعد ذلك فقدت الوعي. وأصيب اثنان من زملائي بجروح ايضا».

وفي عام 2002 قتل 12 باكستانيا في انفجار سيارة ملغومة خارج القنصلية. وفي عام 1995 نصب مسلحون كمينا لعربة تابعة للقنصلية الأميركية في كراتشي، وقتلوا اثنين من العاملين بها. وفي سنة 1997 قتل اربعة أميركيين يعملون في شركة نفط أميركية في كمين بالمدينة.

وشاهد مراسل لرويترز في الموقع جرحى تنقلهم سيارات الاسعاف، بينهم طفل قيل انه مغربي. وقال اطباء ان من بين الجرحى ثلاثة في حالة حرجة.

وقال مسؤول باكستاني، طلب عدم نشر اسمه، ان بوش سيصل الى باكستان في وقت متأخر من مساء اليوم ويبدأ برنامج الزيارة الرسمي غدا. وينظر المحللون لزيارة بوش باعتبارها بادرة تأييد لمشرف الحليف الرئيسي في الحرب على الارهاب. وتنظم احزاب اسلامية معارضة يوم احتجاج وطنيا غدا الجمعة على رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد نشرتها صحف في أوروبا ومناطق أخرى. ورغم ان الرسوم نشرت لاول مرة في الدنمارك، الا ان المظاهرات في الاسابيع القليلة الماضية أظهرت مشاعر مناهضة للولايات المتحدة وغضبا من حكومة الرئيس الباكستاني وتحالفه مع الولايات المتحدة في حربها على الارهاب.

وكثيرا ما يهاجم منتقدو مشرف في الداخل الحرب على الارهاب ويرجع ذلك جزئيا الى انتهاك القوات الأميركية لحرمة أراضي باكستان.

وقال وزير الاعلام شيخ رشيد أحمد لمحطة تلفزيون خاصة، «هناك أياد خفية وراء الانفجار، تريد توجيه رسالة وخلق مشاكل». وقال الوزير «الزيارة ستكون ناجحة».

ومن المتوقع ان تطوق قوات الأمن بالكامل العاصمة الصغيرة اسلام اباد وقت زيارة بوش.