تنظيم «القاعدة» يعيد بث وثيقة «حكم استهداف المصالح النفطية»

خبراء: محاولة للإشارة إلى استمرار وجودهم وصبغ أعمالهم بالشرعية

TT

أعاد تنظيم «القاعدة» بث وثيقة تحمل عنوان «حكم استهداف المصالح النفطية»، كتبها عبد العزيز بن رشيد العنزي، الذي اعتقلته السلطات الأمنية في السعودية في العاشر من مايو (أيار) 2005، والذي وصفته بأنه من أهم المنظرين في تنظيم «القاعدة».

وطلبت الوثيقة من أتباع التنظيم مهاجمة خطوط أنابيب النفط في السعودية والعراق، لكنها طلبت منهم الابتعاد عن آبار النفط، كونها الدعامة الرئيسية لاقتصاد الدول الاسلامية.

وعن دلالة بث هذه الوثيقة، يقول سعود السرحان، الباحث في الجماعات الأصولية، هي إشارة إلى وجود فلول من تنظيم «القاعدة» ما زالت طليقة، مع احتفاظها ببقايا مواد إعلامية وشرعية لمن سبقهم، ومحاولة إعادة استخدامها للترويج للأفكار والرؤى التي ينادي بها التنظيم. وأضاف السرحان، ان هذه الوثيقة التي بثت قبل نحو أسبوع عبر أحد المواقع الأصولية على شبكة الإنترنت، وتحديدا بالتزامن مع إصدار تنظيم «القاعدة» للبيان الذي أعلن فيه تبنيه عملية بقيق، شرق السعودية، هي محاولة للإشارة الى أن «القاعدة» في السعودية مازالت لديها القدرة على تنفيذ العمليات الانتحارية وكذلك التنظير لها، كما كانت في السابق.

وبيّن السرحان، أن إعادة بث هذه الوثيقة هي محاولة لترتيب أوراق التنظيم، التي بعثرها الأمن السعودي، مفيدا أن هذه الوثيقة حينما أراد عبد العزيز بن رشيد العنزي بثها في مايو الماضي عبر إصدار العدد 30 من مجلة «صوت الجهاد»، تم إلقاء القبض عليه من قبل الأمن السعودي.

من جانبه، يرى عبد الله بن بجاد العتيبي، الخبير في التنظيمات الإرهابية، أن بث الوثيقة من جديد جاء للرد على الرفض الشعبي لمحاولة استهداف معمل النفط في بقيق، وذلك من خلال إعطائها مسوغا شرعيا.

ولم يغفل بن بجاد الإشارة إلى أن محاولة استهداف معامل النفط شرق السعودية، قوبلت برفض شرائح كثيرة من المجتمع، حتى أولئك الذين يتقاطعون مع أفكار تنظيم «القاعدة» في مواقع عدة.

لذلك ـ والحديث للعتيبي ـ حاول الجناح الإعلامي الحالي للتنظيم إعادة الاستراتيجية القديمة، التي دأب عليها في السنوات الماضية، والمتمثلة في بث بحوث ودراسات تصدر عن الجناح الشرعي للتنظيم، لإعطاء هذه العمليات صبغة شرعية. مستدلا بالبحوث التي تزامنت مع عمليات قتل الغربيين العاملين في القطاعات العسكرية، ومن ثم استهداف رجال الأمن المواطنين، وأخيرا الأجانب المقيمين على أرض السعودية. وتابع ان هذه البحوث تمنحهم مساحة من المصداقية عند البعض، هم أحوج ما يكونون إليها الآن من أي وقت آخر، خاصة وأن رموز التنظيم إما قتلوا أو تم اعتقالهم.

وكان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، أكد في بيان له عقب محاولة استهداف معامل النفط في بقيق «ان ما قام به إرهابيون من سعي لمحاولة تدمير اقتصاد البلاد خلال العملية التخريبية الفاشلة التي تمت في بقيق الجمعة الماضي، يسفر عن وجه العداوة والكراهية، ويبين أن تسترهم بالدين ما هو إلا شعارات زائفة يروج لها أعداء الله ورسوله الذين يريدون الشر والفساد ببلاد المسلمين».

وتساءل المفتي عن «أي شبهة سيدلي بها هؤلاء حين يستهدفون اقتصاد بلاد المسلمين ويسعون في تدميره؟ وبأي حجة، بل وبأي مبرر سوغ هؤلاء الأشرار لأنفسهم محاولة الاعتداء على مال المسلمين والسعي في تدميره؟». وأشاد آل الشيخ برجال الأمن ووصفهم بأنهم «أحسنوا التصرف مع المجرمين وأفسدوا تدبيرهم»، مؤكدا أن الافعال التي يقومون بها «إضرار بعموم المسلمين لما تمثله قوة اقتصاد هذه البلاد المباركة من أثر بالغ في حياة المسلمين». يذكر أن وزارة الداخلية السعودية كشفت في العاشر من مايو 2005 عن اعتقالها عبد العزيز بن رشيد بن حمدان الطويلعي العنزي، والذي وصفته بأنه أحد دعاة تبني الفكر التكفيري ومنظري اللجنة الشرعية للتنظيم الإرهابي، إلى جانب عمله المستمر في نشر مواد إعلامية على شبكة الإنترنت تساند المجموعات الإرهابية، حيث كان يكتب في موقع الساحات الأصولي باسم مستعار هو أخو من طاع الله، بحسب بيان وزارة الداخلية السعودية.