ذعر في الخرطوم إثر شائعة بتفجير طائرة سلفا كير

الشرطة انتشرت في الشوارع خوفا من تجدد أعمال شغب أعقبت مصرع قرنق العام الماضي

TT

تفشى الذعر في العاصمة السودانية امس، بعد انتشار شائعة بتفجر طائرة زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الجديد، النائب الأول للرئيس السوداني الفريق سلفا كير، اثناء عودته عصر أول من أمس من نيروبي، التي زارها خلال الأيام الماضية.

واضطرت الشرطة إلى الانتشار السريع في شوارع الخرطوم، وشوارع المدن الرئيسية، لتفادي حدوث اي اعمال عنف بين الجنوبيين والشماليين، كما حدثت بعد وفاة زعيم الحركة الراحل الدكتور جون قرنق والنائب الاول السابق فى نهاية يوليو (تموز) العام الماضي في حادث تحطم طائرة اثناء عودته من العاصمة الأوغندية كمبالا، وهي الأحداث التي راح ضحيتها نحو 200 قتيل، وجرح نحو الف من السكان في عدد من مدن السودان.

ولكن سلفا كير بدد الشائعة بنفسه، حين وصل الى مدينة جوبا أمس في وقت متأخر، وانخرط في اعمال تخص حكومة جنوب السودان، ورأس أمس من جوبا اجتماع مجلس وزراء حكومته. من جهة ثانية سلم السماني الوسيلة وزير الدولة في الخارجية وزارة الخارجية أمس سفراء مصر، وليبيا، ونيجيريا، رسائل من الرئيس البشير، تحمل موقف الحكومة السودانية الرافض للتدخل الدولي في دارفور.

وأبلغ البشير في رسائله الزعماء رفض السودان القاطع لاستبدال القوات الافريقية بأخرى أممية، وعدد البشير لرصفائه الأفارقة الحجج والأسباب التي استند إليها السودان في بناء موقفه وتمسكه بالاتحاد الافريقي، وشرح جهود السودان وتحركاته لنقل وجهة نظره والتشاور مع الدول الاعضاء بمجلس السلم والامن الافريقي.

واكد البشير التزام الحكومة وحرصها على احداث اختراق في المفاوضات الجارية، ودفعها بخطى الى تحقيق اتفاق سلام عادل وشامل في اقرب وقت ممكن. من ناحيتهم أمن السفراء على موقف بلادهم الداعمة للسودان، والحرص على ابقاء الملف بيد الاتحاد الافريقي، وشددوا على ضرورة الاسراع في إيجاد تسوية سياسية عبر التفاوض في ابوجا.

وفي ذات السياق، قدم الوسيلة للسفراء الأفارقة المعتمدين لدى الخرطوم، تنويرا بآخر مستجدات الموقف السوداني المتصل بالتمديد لبعثة القوات الافريقية العاملة بدارفور، وأشار الى المواقف الافريقية المؤيدة للسودان ازاء تصاعد التصريحات المنادية بإحلال قوات دولية محل القوات الافريقية، كما قدم تلخيصا حول مادار في اجتماع مجلس السلم والامن الذي انعقد في يناير (كانون الثاني) 2006 والذي صدرت عنه توصيات بالتعاون مع الأمم المتحدة بشأن وضع القوات في دارفور.

وقال إن موقف السودان ظل دائما هو ان تظل القوات الافريقية مؤدية دورها المنوط بها في دارفور، وان كانت هناك من عقبات مالية أو لوجستية، فإنه يمكن النظر في مختلف الخيارات لتوفيرها، وأنه لا يحق تجاوز موافقة حكومة السودان عند النظر في احلال القوات او التمديد للقوات الافريقية. وأوضح الوزير أن التشاور مستمر خلال الجولة التي قام بها السيد وزير الخارجية د. لام اكول، وكذلك الزيارة التي سيقوم بها يوم الجمعة 3 مارس (آذار) الحالي الى الجماهيرية، في اطار التشاور وتفعيل الاتفاق، الذي وقع مؤخرا في طرابلس، بشأن تطبيع وتحسين العلاقات مع تشاد. وأشار وزير الدولة الى تصريحات الممثل الخاص للأمين العام الأخيرة، حول المخاطر التي قد يتعرض لها اي قوات من الناتو، تأتي إلى السودان، مشيرا الى ان ذلك لو وقع، فإن السودان سيرفضه جمله وتفصيلا، وان اي تنازل من طرف الاتحاد الافريقي سيواجه برفض سوداني، وأضاف أن دخول قوات أجنبية بهذا المستوى سيكون مدعاة لجذب انشطة هدامة في السودان. وقدم السودان احتجاجا شديد اللهجة الى مجلس الامن الدولي، على تسريب وثائق داخلية لوسائل الاعلام، بشأن تقرير فريق العمل التابع للأمم المتحدة بدارفور .