واصلت محكمة العدل الدولية في لاهاي أمس، الاستماع لمرافعات ممثلي دولة البوسنة، التي تتهم صربيا بالعدوان العسكري عليها بداية تسعينات القرن الماضي (1992/ 1995). وقالت عضو اللجنة البوسنية للمرافعة أمام المحكمة الدولية، لورا دوبان إن «الجيش اليوغسلافي السابق، ومليشيات صرب البوسنة، وميليشيات جليكو رادجناتوفيتش، وفويسلاف شيشيلي، قاموا في بداية الحرب بعمليات تطهير عرقي في شرق البوسنة، ومن ذلك أقاليم، بيالينا، وفوتشا، وزفزرنيك، وفيشي غراد، وبراتوناتس، وفلاسينيتسا».
وتابعت «في هذه العمليات العدوانية، ارتكب الجيش اليوغسلافي، بأوامر من القيادات السياسية والعسكرية، وكذلك مليشيات صرب البوسنة، والمليشيات التي قدمت من صربيا، وقام الجيش اليوغسلافي الاسبق بتمويلها وتسليحها، بارتكاب جرائم ضد الانسانية، وجرائم إبادة شملت قتل أطفال حديثي الولادة، وأشخاص طاعنين في السن تترواح أعمارهم بين 70 و90 سنة».
وكانت المحكمة قد بدأت هذا الاسبوع أولى جلساتها، للنظر في شكوى البوسنة، ضد صربيا والجبل الأسود، والتي شنت في سنة 1992 حربا توسعية على حساب الأراضي البوسنية، والشعب البوشناقي بالخصوص، مما أدى إلى مقتل 200 ألف نسمة، والزج بأكثر من 300 ألف بوشناقي في المعتقلات، التي بلغ عددها 600 معتقل، تفتقد لأبسط الضرورات الانسانية، وفي ظروف شديدة القسوة، حيث كان يقتل من المعتقلين، ما يخسره الصرب من جنود على جبهات القتال، مع التجويع والتعذيب، والاهانات. إضافة لتهجير مليون ونصف المليون نسمة عن ديارهم، وتدمير 90 في المائة من البنية التحتية، واغتصاب أكثر من 30 ألف امرأة، وهدم ما يزيد عن 1400 معلم ديني بين جامع ومسجد. وكان من أفظع ما مارسه الصرب اثناء الحرب، قتل ما يزيد عن 10 آلاف نسمة خلال 4 سنوات في سراييفو، ومثلهم في ظرف ثلاثة ايام في منتصف يوليو (تموز) 1995 في سريبرينتسا. وكانت البوسنة قد تقدمت بشكواها ضد صربيا والجبل الأسود في 20 مارس (آذار) 1993، ومن المقرر أن تستمر جلسات المحكمة حتى 9 مايو (آذار) القادم.
الى ذلك ذكر أحد الأعضاء الصرب في الرئاسة البوسنية، أن الشكوى المقدمة من سراييفو ضد بلغراد بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية خلال الحرب الدامية من 1992 الى 1995، تهدف الى تدمير الكيان الصربي البوسني.
وقال بوريسلاف بارافاتش العضو الصربي في رئاسة البوسنة المتعدد الاتنيات «إن الهدف من هذه الشكوى، هو شطب جمهورية الصرب. هذه حقيقة»، في إشارة الى القسم الصربي من البوسنة، الذي يتمتع بحكم ذاتي وتشكل بعد الحرب الأهلية من 1992 حتى 1995.
وأضاف بارافاتش أن سليمان تيهيتش العضو المسلم في الرئاسة البوسنية «يرغب في اثبات أن الجمهورية الصربية، شكلت نتيجة الإبادة واذا ما اثبت ذلك فإن النتيجة الطبيعية هي إلغاء الجمهورية الصربية». وقال «بالنسبة للشعب الصربي، فإن الجمهورية الصربية أمر مقدس».
ويزعم مسلمو البوسنة والكروات، ان جمهورية الصرب التي تشكل مع فيدرالية المسلمين الكروات بوسنة ما بعد الحرب، قامت نتيجة عمليات الابادة «والتطهير العرقي»، ضد المواطنين غير الصرب من سكان الدولة البلطيقية.