نجاة عدنان الدليمي من محاولة اغتيال تجنب العراق اندلاع حرب أهلية

زعيم جبهة التوافق يفلت من كمين مسلح عندما كان عائدا من تعزية حارث الضاري

TT

نجا العراق أمس مما كان يمكن أن يكون انطلاقة قوية لحرب أهلية طائفية شاملة بفشل محاولة لاغتيال عدنان الدليمي رئيس «جبهة التوافق العراقية» التي تضم الاحزاب السنية الرئيسية، وستحتل المركز الثاني بين الكتل التي سيتألف منها البرلمان العراقي الجديد.

وقتل في المحاولة التي جرت في غرب بغداد، أحد حراس الدليمي وأصيب خمسة آخرون، فيما لم يصب الدليمي حسبما أكد ظافر العاني، المتحدث باسم الجبهة الذي شهد الحادث. وأوضح العاني لوكالتي «رويترز» والصحافة الفرنسية، ان الدليمي كان قد غادر لتوه سيارته التي تعرضت لهجوم مسلح وذلك بسبب تمزق في إطار السيارة. وأضاف انه بينما كان حراس الدليمي يبدلون الاطار الممزق اطلق مسلحون النار باستخدام اسلحة آلية مما أسفر عن تدمير السيارة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العاني قوله ايضا «كنا في منزل الشيخ حارث الضاري (رئيس هيئة علماء المسلمين السنية) في منطقة ابو غريب لتقديم العزاء بشقيقه، وفي طريق عودتنا الى بغداد، وتحديدا في منطقة الغزالية، تمزق اطار السيارة التي كنا نستقلها انا والدليمي». وأضاف: «صعدنا في سيارة اخرى وعدنا الى مقرنا، في هذه الاثناء وصلت سيارتان من طراز (بي أم دبليو)، وترجل منهما اربعة اشخاص يحملون اسلحة متوسطة وفتحوا النار على الاشخاص الذين كانوا منشغلين بإصلاح السيارة فقتلوا واحدا وأصابوا خمسة».

وأبلغ سلمان الجميلي، وهو أحد المتحدثين باسم جبهة التوافق، «الشرق الأوسط»، بأن الهجوم جاء من كمين وان الدليمي كان قد غادر سيارته قبل الهجوم بعشر دقائق. واضاف ان العطل في اطار السيارة وقع عند مرورها قرب نقطة تفتيش ابو غريب. ولم يشأ الجميلي ان يتهم احدا، واكتفى بالقول «البلد ممزق وكل السياسيين معرضون لمحاولات اغتيال».

وقد دعا الدليمي أنصاره الى الهدوء وضبط النفس. ونقلت عنه «رويترز» انه دعا جميع «الاخوة» الى ضبط النفس وعدم التصرف بطريقة تثير أعمال الشغب والى احتواء هذا الحادث.

في المقابل، قتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص، وأصيب ثمانية آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في حي مدينة الصدر الشيعي في بغداد.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني عراقي قوله ان «سيارة مفخخة كانت متوقفة على مقربة من سوق انفجرت قبيل الظهر، ما أدى الى مقتل خمسة اشخاص وإصابة ثمانية آخرين».

ومدينة الصدر حي شعبي مكتظ بالسكان في شمال شرقي بغداد، أكثريتهم من الشيعة.

وأعلن «جيش المهدي»، وهو الميليشيا الموالية لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، وذات النفوذ الاكبر في مدينة الصدر، انه سيقوم بدور دفاعي رئيسي في الحي بعد انفجار الحافلة.

ونقلت «رويترز» عن حازم الاعرجي، المسؤول في هذه الميليشيا، قوله ان ارهابيين استهدفوا مدينة الصدر لأن بها غالبية شيعية، معتبرا ان هذا يشير الى ان «المتطرفين يريدون قتال الشيعة أينما وجدوا». واضاف ان جيش المهدي سيقوم بالتنسيق مع الجيش والشرطة العراقيين، «لكن جيش المهدي سيقوم بدور رئيسي في توفير الحماية».

وقالت «رويترز» ان قوات جيش المهدي جابت شوارع المدينة بعد الحادث. وأبقت محاولة اغتيال الدليمي وتفجير الحافلة الصغيرة على حالة الغليان في التوتر الطائفي الذي ازداد في العراق خلال العشرة ايام الاخيرة بعد تفجير مزار شيعي في سامراء وتعرض أهداف سنية لهجمات خلفت مئات القتلى.

الى ذلك، قتل خمسة عراقيين وأصيب 13 آخرون، أغلبهم من النساء امس في انفجار عبوتين ناسفتين، استهدفت الاولى سوقا شعبيا جنوب بغداد، والثانية دورية لمغاوير الشرطة غرب العاصمة، كما أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر قوله ان «عبوة ناسفة انفجرت داخل سوق شعبي في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، مما ادى الى مقتل اربعة من المدنيين واصابة احد عشر اخرين».

وأكد المصدر ان اغلب الضحايا من النساء اللواتي كن يتسوقن.

وأفاد مصدر آخر في الوزارة بمقتل عنصر من قوات مغاوير الشرطة، واصابة اثنين آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي الجهاد غرب بغداد. كما أعلن مصدر في شرطة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مقتل سبعة جنود واربعة من رجال الشرطة العراقيين في هجوم استهدف نقطة تفتيش شمال المدينة فجر امس.

وقال المصدر الذي كان يتحدث للوكالة الفرنسية، ان نحو عشرين مسلحا هاجموا نقطة تفتيش مشتركة شمال مدينة الدور (على بعد 150 كلم شمال بغداد). واوضح ان «اربعة من رجال الشرطة وسبعة من الجنود العراقيين قتلوا»، كما أسفر الهجوم عن إحراق ثلاث سيارات تابعة للشرطة.

وأعلنت الشرطة العراقية امس انها نجحت في الافراج عن 16 من عناصر شرطة تكريت اختطفوا مساء الاربعاء في كمين نصبه مسلحون جنوب مدينة كركوك.

وقال النقيب فراس عبد الله العبيدي، من شرطة كركوك، لوكالة الصحافة الفرنسية، امس، ان قوات الجيش والشرطة العراقية نفذت في الثانية فجر امس، عملية ملاحقة بحثا عن الشرطيين في المنطقة التي اختطفوا فيها. واضاف ان «المسلحين أطلقوا سراح عناصر الشرطة بعد أن علموا بأننا نلاحقهم» في قريتين بين كركوك وتكريت.

على صعيد آخر، أفاد بيان صحافي لوزارة الداخلية تلقته «الشرق الاوسط» امس، ان قوة مشتركة من الوزارة ووزارة الدفاع داهمت «أوكار الارهابيين» في تلعفر (غرب الموصل) واعتقلت 24 من المشتبه بهم، وان 11 آخرين اعتقلوا في حي القادسية في محافظة نينوى و5 اخرين في ناحية الشورة في نينوى.

واضاف البيان ان قوة من شرطة بابل (جنوب بغداد) اعتقلت 7 «إرهابيين» في منطقة البهبهان في محافظة بابل وهم يقومون بزرع العبوات الناسفة ومهاجمة انابيب النفط، وضبطت بحوزتهم 200 صاروخ. كما اعتقل شخص في قضاء المقدادية في محافظة ديالى وشخص آخر في منطقة حي الشهداء في مدينة سامراء.