«إنتل» تبدأ استخدام تقنية «واي ـ ماكس» للاتصال اللاسلكي في مكاتبها بالسعودية

لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط

TT

في إنجاز هو الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط أعلنت شركة «إنتل» عن اعتماد عملياتها في المملكة العربية السعودية لتقنية «واي ـ ماكس» WiMAX الخاصة بالاتصال اللاسلكي بالإنترنت لدعم احتياجاتها من خدمات الاتصالات، وذلك عبر شركة الاتصالات المتكاملة ITC ، التي تعد ثاني شركة معتمدة لتزويد خدمات البيانات في السعودية والتي بدأت بنشر البنية التحتية لشبكتها الفريدة «واي ـ ماكس» في مطلع العام الجاري. وتوفر «واي ـ ماكس» اتصالات لاسلكية مع الانترنت لمدى بعيد يصل الى عدة عشرات من الكيلومترات، أي اكثر بكثير من تقنيات «واي ـ فاي» الشائعة الانتشار للمدى القريب للاتصالات اللاسلكية بالانترنت لمدى 150 قدما (45 مترا تقريبا).

وسيصبح الآن بإمكان كافة موظفي الشركة في الرياض استخدام البنية التحتية الثابتة WiMAX IEEE 802.16-2004 العاملة في نطاق التردد 3.5 غيغاهرتز، عبر منطقة ساخنة أو متصلة بالإنترنت لاسلكياً من خلال شركة «الاتصالات المتكاملة»، التي قامت بربط مكتب «إنتل» مع البينة التحتية للإنترنت التي توفرها شركة «نسمة» لخدمات الإنترنت، المزود المحلي لخدمات الإنترنت في السعودية. وتستخدم تجهيزات تقنية «واي ـ ماكس» داخل مكتب الشركة جهاز استقبال صغيراً CPE من «إنتل» يقوم بإتاحة استخدام خدمات الموجات العريضة للاتصال بالإنترنت بسرعة عالية عند الطلب، وتوفير عملية الربط بالشبكة الداخلية اللاسلكية في المكتب.

وقال سمير الشماع، مدير عام «إنتل» لمنطقة الخليج، في بيان صحافي اصدرته الشركة بهذه المناسبة ان «السعودية تخطو خطوات كبيرة لزيادة اعتمادها لتقنية المعلومات وتنمية قطاع التقنية، وتحرص إنتل على أداء الدور المنوط بها كشركة مزودة للنظم والبُنى التحتية التي تسهم في تحقيق الاستفادة القصوى من عالم تقنية المعلومات والاتصالات. ويعكس اعتماد إنتل لتقنية WiMAX في مقرها الرئيسي بالرياض تصميم الرياض على أن تصبح مدينة رقمية حقيقية».

وتهدف الرياض إلى أن تصبح أول مدينة في الشرق الأوسط تحظى بإمكانات متكاملة للاتصال اللاسلكي بالإنترنت من خلال تبنيها تقنية «واي ـ ماكس»، كما بدأت الحكومة السعودية اخيرا في إصدار تراخيص WiMAX IEEE 802.16-2004 الثابتة العاملة في نطاق التردد 3.5 غيغاهرتز، حيث تعد بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تقوم بهذه المبادرة.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الزيارة التي قام بها كريج باريت، رئيس مجلس إدارة شركة «إنتل كوربوريشن»، إلى المملكة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أعلن آنذاك عن سلسلة من المبادرات لدعم الجهود السعودية الرامية للتوسع في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في قطاعات الاقتصاد الرئيسية.

من جانبه، قال الدكتور محمد عمر، رئيس شركة الاتصالات المتكاملة، التي قامت بتنفيذ تقنية اتصال «واي ـ ماكس» في مكتب إنتل بالرياض، «ان تقنية WiMAX تسهم في الجمع بين عالمي موجات الاتصال العريضة الثابتة والمتنقلة في آن واحد. كما تتميز واي ـ ماكس بأنها تقدم الاتصال قليل التكلفة حتى آخر ميل لربط المناطق التي يحتاج فيها تقديم خدمة الاتصالات عبر التقنيات السلكية، إلى تكاليف باهظة. ويضاف إلى ذلك أن تقنية زاي ـ ماكس تقدم طريقاً سريعاً للتغير الرقمي في السعودية». وأضاف الدكتور عمر «لقد بدأنا بتركيب محطات WiMAX في مدينة الرياض بهدف الفحص والتجربة، إضافة إلى تلبية متطلبات فورية محددة للعملاء من الشركات والمؤسسات، وكانت النتائج مشجعة للغاية، ونتطلع إلى الانتشار بصورة أوسع خلال الأشهر القليلة المقبلة».

تجدر الإشارة إلى أن كلمة «WiMAX» تعد اختصاراً لـ Worldwide Interoperability for Microwave Access ، وهي تقنية اتصال لاسلكية توفر ربط الموجات العريضة ذات المعالجة العالية للمعلومات عبر المسافات الطويلة. ويمكن استخدام «WiMAX» في عدد من التطبيقات بما فيها ربط الموجات العريضة مع العميل النهائي، والمناطق الساخنة «hotspots» أو المتصلة بالإنترنت لاسلكياً، والربط عالي السرعة للمشاريع. كما تدعم هذه التقنية خدمات الموجات العريضة مثل تقنيات الاتصال عبر استخدام بروتوكول الإنترنت «VoIP» لاجراء المكالمات عبر الانترنت، أو الفيديو. ورغم أن العمليات التي يتم إنجازها اليوم تعتمد على تقنية IEEE 802.16-2004 WiMAX الثابتة، فان من المتوقع طرح أول شبكات IEEE 802.16-2005 WiMAX المتنقلة مع نهاية العام الحالي.

وتماثل «WiMAX» تقنية «WiFi» إلا أنها توفر نطاقاً أكثر اتساعاً من الموجات، وتشفيراً أقوى، وأداءً محسناً بالنسبة للمسافات البعيدة من خلال الربط بين محطات الاستقبال التي تقع خارج نطاق الرؤية. ومن المقرر أن تنضم الرياض إلى الأسرة الدولية المتنامية من المدن العالمية المتطورة التي تبنت تقنية «WiMAX»، والتي تضم نيويورك، ولوس انجليس، ومدنا أخرى في أوروبا، وأميركا اللاتينية، والصين.