استطلاع يمنح المرأة البحرينية أمل دخول البرلمان العام الحالي

67% يريدون التصويت لمرشحة.. والقضايا الاجتماعية في مقدمة اهتمام الناخبين

TT

كشف استطلاع للرأي أن أكثر من 67 في المائة من البحرينيين سيصوتون لامرأة في الانتخابات النيابية المقررة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وتفيد نتائج الاستطلاع الذي أجراه «مركز البحرين للدراسات والبحوث» بأن غالبية البحرينيين يعتزمون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات هذا العام، اذ ذكر 55.8 في المائة ممن شملهم الاستطلاع انهم عازمون على الإدلاء بأصواتهم في حين قال 26.4 في المائة انهم بصدد تحديد نيتهم بخصوص المشاركة، وذكر 10 في المائة فقط أنهم لا ينوون الإدلاء بأصواتهم.

ويعتقد ان هذه النتائج تعكس عن تحول في توجه المواطنين البحرينيين، خصوصاً اذا اخذ في الاعتبار ان المرأة البحرينية لم تتمكن من الوصول إلى قبة البرلمان في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2002، واعتبر سقوط المرأة حينها مفاجأة على اعتبار أن المرأة البحرينية تشارك في مؤسسات المجتمع المدني منذ عقود طويلة وكان من المتوقع وصولها بسهولة للمجلس النيابي.

ويشير الدكتور حسن البستكي الأمين العام لمركز البحرين للدراسات الى ان نتائج الاستطلاع توضح أن لدى معظم البحرينيين ثقة في النظام الانتخابي تجعلهم يودون المشاركة في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة، «كما أن ذلك يشير إلى أن المواطنين يرون أن لأصواتهم قيمة في التأثير على نتيجة الانتخابات، ومن ثم التأثير في مسار الأمور في المجتمع».

وتشير النتائج الى ان نحو 61 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يرون أن لأصواتهم قيمة، مقابل 10 في المائة فقط يعتقدون أن أصواتهم ليست لها قيمة على الإطلاق، في حين أجاب 21.4% بأن أصواتهم قد تكون لها قيمة ولكن فقط في بعض الأحيان.

وأجري الاستطلاع بهدف التعرف على سلوك وقيم واتجاهات المواطن البحريني نحو الانتخابات النيابية، وتحديد موقف فئات المجتمع المختلفة من العملية الانتخابية، وتلمُّس مدى استعداد المواطنين البحرينيين في المشاركة ومدى تأييدهم لانتخاب امرأة.

واتضح من الدراسة التي أعدها الدكتور إبراهيم الرميحي مدير الدراسات السياسية والاستراتيجية ومسوحات الرأي بالمركز أن أهم المعايير التي تحكم تصويت الناخبين هي أولا القضايا الاجتماعية مثل مكافحة الفقر والبطالة تليها قضايا الدين، كما اتضح أن قضايا الحريات العامة تأتي في المراتب الأخيرة من اهتمامات الناخبين. ومن المفاجآت التي أظهرتها الدراسة إبداء 67.7% ممن شملهم الاستطلاع استعدادهم للتصويت لمرشحة امرأة، وذكرت الدراسة أن هذه النسبة الكبيرة تبين أن قضية المرأة تحقق تقدما كبيرا رغم ما يبدو من مؤشرات مخالفة لذلك على السطح. ورأى 52.2 في المائة ممن شملهم الاستطلاع ان الانتخابات المقبلة ستشهد إقبالا أكبر من الانتخابات السابقة.

وكانت نسبة الذكور في عينة البحث هي الأكثر (58.6% مقابل 41.4% من الإناث)، وكانت غالبية المشمولين بالبحث من الفئات العمرية بين 31 و40 (38.8%) تليها الفئة العمرية التي تقع بين 21 و30 سنة (33.4%). وفيما يخص المستوى التعليمي لعينة الدراسة فقد شكّل خريجو الثانوية نسبة 60.8% من عينة البحث، تليهم فئة حملة الشهادة الجامعية فما فوق بنسبة 28%. ومن حيث الحالة الوظيفية للعينة اوضحت البيانات أن 61.6% من أفراد العينة يعملون في القطاعين الحكومي والخاص، ونسبة غير العاملين من عاطلين وربات البيوت كانت 21% فيما شكل الطلبة نسبة 7.4%، وشملت النسبة المتبقية المتقاعدين.

وكانت المرأة قد فشلت في الوصول الى مجلس النواب البحريني في دورته الأولى 2002، الامر الذي اعتبر حينها مفاجأة، اذ ان مشاركة المرأة في تلك الانتخابات البرلمانية كانت حدثاً غير مسبوق في منطقة الخليج. وكانت التوقعات حينها تذهب إلى فوز إحدى المرشحتين اللتين تأهلتا لخوض الدورة الثانية من الانتخابات، إلا أن نتائج الفرز كشفت خسارة المرشحتين لطيفة القعود وفوزية الرويعي أمام منافسيهما جاسم السعيدي (سلفي) ويوسف زين العابدين (مستقل) على التوالي.