غوانمة لـ الشرق الاوسط : أسست المجلس الشيعي الأعلى لأهداف دينية سياسية سلمية تصب في خدمة المشروع الوطني

أكاديميان فلسطينيان يرجعان الإعلان إلى مصالح شخصية وفائدة مالية

TT

لا يؤخذ الاعلان عن تأسيس «المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين» على محمل الجد لدى الكثير من الفلسطينيين. وأرجع اكاديميان فلسطينيان هذا الاعلان الذي جاء في بيان وزع الخميس الماضي، يحمل اسم محمد غوانمة، الى المصالح الشخصية مثل الاستفادة المالية او من باب الدعاية للذات. ويتفق الاكاديميان على انه لن يكون لهذا الاعلان أي تأثير سياسي.

وقال الدكتور رياض عبد الكريم، وهو محاضر في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، لـ«الشرق الاوسط»، «حقيقية ليست لدي معلومات كثيرة حول الموضوع، وقرأت عنه في الصحف، لكن لا أحد يعرف غوانمة ولا يوجد شيعة في فلسطين. لذلك قد يكون الاعلان ذا خلفية مصلحية والله اعلم. وقد يكون الشخص المعني يعاني من مشاكل نفسية». وقال أكاديمي آخر، طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط»، «قد يكون للإعلان علاقة بالحديث عن مساعدات مالية من ايران للسلطة. ويريد مؤسس هذا المجلس ان يستبق الأحداث للحصول على بعض هذه المكاسب المالية».

ورفض غوانمة الذي يعيش في مخيم الجلزون قرب رام الله ما يقال عن ان وراء تأسيس المجلس أغراضا شخصية او مكاسب مالية او سياسية. واكد ان هدف دعوته ديني سياسي سلمي يصب في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. واضاف «اننا نعمل في اطار السلطة الفلسطينية ولسنا خارجين عنها».

وتابع القول «نريد من خلال تأسيس هذا المجلس أن نوجد غطاء للشعب الفلسطيني لفتح قنوات جديدة لمساعدة شعبنا لا سيما أن موقف منظمة التحرير تجاه الحرب العراقية ـ الإيرانية كان مؤيدا للعراق، مما أثار سخط الإخوة الشيعة في العراق، وأدى ذلك إلى رد فعل سلبي على الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن تأسيس هذا المجلس من شأنه توثيق العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والعراقي، إضافة للإخوة في إيران. ومنطلقنا توحيد العالم الإسلامي لأن المجلس الشيعي في فلسطين هو امتداد للمشروع الإسلامي، وقد سبقنا الإخوة في مصر في تأسيس المذهب الجعفري هناك». ويدعو غوانمة الى اقامة مشروع اسلامي عالمي وإقامة الدولة الاسلامية والنهوض بالحضارة الاسلامية. وعندما لفت انتباهه الى ان هذه هي مطالب لتنظيم «القاعدة»، قال «نحن نختلف مع القاعدة في كل شيء. ونرفض اسلوبها في هدم المساجد وقتل المدنيين في العراق وفي كل مكان لان ذلك من شأنه الاساءة للاسلام». ونفى غوانمة وجود تنسيق مسبق مع إيران في مسألة الإعلان عن تأسيس المجلس. كما نفى أي علاقة او اتصالات بطهران، وإن اعترف بالاتصال بمجموعات في لبنان خلال فترة وجوده في السجون الفلسطينية لأكثر من 20 سنة وليس خارج فلسطين.

وحول السبب عن توقيت الإعلان عن المجلس الشيعي في فلسطين في هذا الظرف بالذات، قال: «وجدنا الآن ان الوضع مناسب لإعلان تأسيس المجلس بعد أن تبنت إيران حماس، وتعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني». واضاف «هناك من يحاول اشعال الفتنة بين المسلمين ونحن نحاول العمل من اجل التأسيس لوحدة اسلامية.. سنكون جزءا من مدرسة التقريب بين المسلمين». ويشرح غوانمة كيف بدأت فكرة تأسيس المجلس الأعلى للشيعة في فلسطين. وعن البداية، يقول ان «الفكرة بدأت في السجن عام 1977 بتعرفي على بعض الإخوان من الشيعة اللبنانيين. وتبنيت المذهب الجعفري عام 1979 مع انطلاق الثورة الايرانية وبقيت متكتما عن هذا الانتماء حتى عام 1995 حيث اعلنت عن انتمائي». وقال «قضيت عشرين عاما في سجون الاحتلال بدأت عام 1977 بتهمة الانتماء لحركة فتح واستمرت لفترات متقاطعة حتى عام 2000. بقيت مع فتح 5 سنوات وتحولت الى الجهاد الاسلامي حيث كنت أحد مؤسسيها وتقاعدت من الحركة مع خروجي من السجن لآخر مرة عام 2000».

وغوانمة، 54 عاما، معتقل فلسطيني سابق، مثله في ذلك مثل الآلاف من الفلسطينيين، لكن ما يميزه عن غيره من الاسرى المحررين، انه اول من تبنى علنا المذهب الشيعي (الجعفري) في فلسطين.

ويقول غوانمة انه عمل لأربع سنوات مرافقا في الضفة الغربية وقطاع غزة لفتحي الشقاقي، الأمين العام لحركة الجهاد حتى اغتياله في مالطا عام 1996 على ايدي المخابرات الاسرائيلية الخارجية (الموساد)، لكنه كما يقول تقاعد من «الجهاد» لأسباب صحية. ويشدد على ان لا علاقة لمجلسه بالجهاد الاسلامي او أي تنظيم آخر فلسطيني او غير فلسطيني.

ويوضح غوانمة ان:

ـ التمويل ذاتي وحصلنا على مساعدات من شخصيات في الداخل ولم نحصل على أي دعم من الخارج. ونقبل المساعدة ممن يعرضها حتى لو كانت ايران نفسها.

ـ اؤدي الصلاة في مسجد النور في مخيم الجلزون التابع للجماعة الاسلامية، وهي اطار سياسي اسلامي طلابي سني، ويخطط لبناء مسجد يرتاده الشيعة عندما يتوفر التمويل.

ـ هناك العشرات من أتباع المذهب الجعفري في فلسطين.

ـ سيدعو الى إزالة جميع المظاهر السلبية كالضرب بالحديد في احتفالات عاشوراء.

ـ متزوج وله ولد.

ـ يطلقون عليه اسم «التيتشر» (المعلم)، والسبب كما يقول إنه كان يحمل حزاما أمنيا في الكراتيه.