بوش خلال زيارته التاريخية لباكستان: علينا بذل مزيد من الجهود لدحر «القاعدة»

أعلن أن واشنطن لا تعارض مشروع أنبوب الغاز بين الهند وباكستان وإيران

TT

بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش صباح امس، زيارته الاولى الى باكستان بمحادثات مع نظيره الباكستاني برويز مشرف، تتمحور حول حملة مكافحة الارهاب، التي تشكل باكستان عنصرا مهما فيها بالنسبة لواشنطن، والحد من تسرب اسلحة الدمارالشامل. كما اثيرت ازمة كشمير، التي دعا الزعيم الضيف «قادة الهند وباكستان إلى اتخاذ الجهود وشق الطريق» الى لحل العادل. وأقر بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع مشرف بأنه «لا يزال هناك الكثير من العمل لهزيمة القاعدة». وأحيطت هذه الزيارة بانتشار أمني لا سابق له، في هذه المحطة الثالثة والاخيرة للرئيس الاميركي بعد افغانستان والهند، في اطار الجولة الاولى للرئيس بوش لجنوب آسيا. وكانت قد نظمت سلسلة تظاهرات مناهضة للاميركيين في كل المدن الباكستانية الكبرى، فيما نفذ اضراب عام بدعوة من احزاب اسلامية قبل وصول بوش مساء الجمعة. ويعتزم الاسلاميون الباكستانيون تنظيم «يوم أسود»، احتجاجا على وجود الرئيس الاميركي في البلاد، وذلك عبر عدة تظاهرات.

وقال بوش عقب محادثاته مع الرئيس مشرف «لا يزال هناك الكثير من العمل لهزيمة القاعدة. يجب ان نحدد مواقعهم وان نكون مستعدين لإحالتهم على القضاء»، وذلك ردا على سؤال حول القلق الهندي والافغاني من ان باكستان، لم تبذل جهودا كافية لملاحقة المتطرفين. لكن الرئيس الاميركي اكد مجددا على الشراكة الاستراتيجية بين باكستان والولايات المتحدة. واشار إلى ان مشرف يبقى ملتزما في محاربة الاسلام المتشدد. وأوضح أن قسطاً من محادثاته مع الرئيس الباكستاني كرس لموضوع المعلومات الاستخباراتية. وأوضح «لقد قضينا وقتاً طويلاً (في مناقشة) ما إذا كان تبادل المعلومات الاستخباراتية جيدا بما فيه الكفاية لمحاربة الارهاب».

من جهة اخرى، قال بوش ان «الرئيس مشرف اتخذ قرارا شجاعا بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) (2001)، حين اختارت باكستان محاربة الارهاب». ومنذ ذلك الحين، نجا مشرف من ثلاث محاولات اغتيال على الاقل نفذها ناشطون من «القاعدة». وقال بوش إنه لا يعارض مشروع ابنوب الغاز الهندي ـ الايراني ـ الباكستاني. واوضح إن «مشكلتنا مع ايران لا تتعلق بأنبوب الغاز، مشكلتنا معها هي انها تريد تطوير اسلحة نووية، واعتقد ان وجود سلاح نووي في ايدي الايرانيين سيكون خطيرا جدا علينا جميعا». واضاف أن الجنرال مشرف شرح له احتياجات باكستان في مجال الطاقة. وتابع «لقد شرح لي وضع الغاز الطبيعي في البلاد. ونحن نتفهم احتياجات الغاز الطبيعي في المنطقة، ذلك امر طبيعي».

من جانب آخر، اعتقلت الشرطة الباكستانية قادة معارضة ووضعت نجم الكريكت السابق عمران خان قيد الاقامة الجبرية، لمنع المظاهرات المزمعة اليوم. وخان الذي يرئس حزبا اصلاحيا يدعى «حركة الانصاف»، كان سيتقدم مظاهرة عامة امس في روالبندي احتجاجا على زيارة الرئيس الاميركي. وقال سيف الله خان نيازي الناطق باسم «حركة الانصاف»، ان خان كان يهم بمغادرة منزل صديق له صباحا في روالبندي، حين تلقى امرا من الشرطة بالخضوع للاقامة الجبرية، قبل ان يتم اقتياده الى منزله قرب اسلام اباد.

وبالنسبة للسلطات الباكستانية، فإنها تنظر الى هذه الزيارة خصوصا على انها بادرة تضامن مع الرئيس مشرف، لا سيما وان المعارضة الاسلامية تشجب تعاونه مع واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تنسيم اسلام لوكالة فرانس برس «انها زيارة مهمة جدا، ستوسع وتعمق العلاقات الثنائية الحالية. ننتظر ان يتم تعزيز تعاوننا». واضافت ان باكستان والولايات المتحدة يفترض ان تحضرا ايضا معاهدة ثنائية حول الاستثمارات، ما يشكل الخطوة الاولى نحو اتفاق تبادل حر بين البلدين. واوضحت «ذلك سيشكل رسالة للمستثمرين الاميركيين للقول لهم ان باكستان وجهة يمكنهم العمل فيها». وفي العاصمة الباكستانية قال مسؤولو وزارة الخارجية، إن بوش ومشرف سيناقشان موضوعات تشمل النزاع في جامو وكشمير وبرنامج التسلح النووي الايراني والعراق وجهود السلام في الشرق الاوسط والتعاون بين باكستان وأميركا في مجال مكافحة «الارهاب».

وبعد ارتباطات خاصة لا سيما في السفارة الاميركية وعشاء رسمي، يغادر الرئيس بوش برفقة زوجته لورا اسلام اباد مساء عائدا الى الولايات المتحدة. وكان بوش قد وصل إسلام أباد ليلة أمس الجمعة بعد زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى الهند ووقع خلالها اتفاقا مهما يشجع على استخدام الطاقة النووية في الاهداف المدنية في الهند. يذكر أن آخر رئيس أميركي زار باكستان، كان هو الرئيس بيل كلينتون في مارس (آذار) من عام 2000.