شيراك: لن نيأس من محاولة إقناع إيران باحترام تعهداتها ونعارض معاقبة الفلسطينيين

الرئيس الفرنسي يختتم زيارته للسعودية ويؤكد تطابق الموقف حول لبنان > مفاوضات العقود التجارية مستمرة

TT

أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن المفاوضات حول توقيع عقود تجارية في مجال الأمن والدفاع بين فرنسا والسعودية ما زالت مستمرة وإنما لم تصل الى نتيجة حتى الآن قائلا إن «السعودية تتابع دراستها بشكل نشط ومفصل للوصول الى حلول ممكنة».

وكان الرئيس شيراك اختتم أمس زيارته الى السعودية والتي استغرقت ثلاثة أيام أجرى خلالها جلسة مباحثات رسمية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وزار مجلس الشورى السعودي حيث ألقى كلمة أمام الأعضاء ضمنها رؤى بلاده حول العلاقات مع المملكة وتطرق فيها إلى المستجدات العربية والدولية والإقليمية، كما شارك في عدة فعاليات اقتصادية وثقافية واجتماعية.

وتقدم خادم الحرمين الشريفين مودعي الرئيس شيراك حيث صحبه من مقر إقامته بقصر الضيافة في الرياض في موكب رسمي الى مطار قاعدة الرياض الجوية، وكان في استقبالهما الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وفي ساحة المطار صافح الرئيس الفرنسي مودعيه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، بالإضافة إلى الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السفارة الفرنسية بالرياض.

وفي مؤتمر صحافي قبل مغادرته قال شيراك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح أمس في ختام زيارته للسعودية «إن فرنسا تعلق أهمية كبيرة على هذه الصفقات. وحول ما إذا كان قد بحث هذا الموضوع مع القيادة السعودية قال «بالطبع ناقشنا هذا الموضوع في جو ممتاز وكما هو معتاد مع السعودية. والسعودية تواصل دراسة الخيارات المختلفة بنشاط»، وتسعى تاليس لإبرام صفقة لتوريد معدات لضبط الأمن الحدودي، بينما تصنع شركة داسو مقاتلات رافال. وقال شيراك «فرنسا تعلق أهمية كبيرة على الدراسة المستمرة والقرار الذي سيتخذه السعوديون». أما بشأن التعاون الاقتصادي فقال شيراك إن هذه العلاقة بين البلدين مهمة وتقليدية بحيث تستمد وجودها من الطابع الحيوي الذي يتميز به اقتصاد السعودية والجهد الاستثنائي في مجال الاستثمارات الحكومية للاستجابة لمتطلبات التطور الاقتصادي والاجتماعي والديموغرافي.

كما أشار شيراك إلى الحاجة لتعزيز التعاون في المسائل المتعلقة بالدفاع والأمن وعلى مستوى تعزيز التعاون بين البلدين والتي ما زالت تحتاج الى المزيد من التطوير بالإضافة الى التعاون في مكافحة الإرهاب. ونوه الرئيس الفرنسي بالجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبيل تكريس الإصلاحات في إطار الحوار الوطني وذلك في ظل احترام ومتطلبات الثقافة السعودية التي تقوم على أساسها عملية التحديث سواء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أو السياسي، مشيرا الى ما تم التوصل إليه من إقامة انتخابات بلدية تعكس تقاليد عريقة بوجود مجلس للشورى يمثل مؤسسة ضاربة في التاريخ.

وبالنسبة لمحاربة الإرهاب أعرب عن ارتياحه للنجاح الذي حققته السلطات السعودية في حربها على الإرهاب قائلا « إن هذا ليس غريبا حيث عبر الملك عبد الله عن مواقف حازمة وبطبيعة الحال فهو يؤيد المجتمع الدولي وأوربا، وفرنسا تؤيد ما تقوم به السعودية في هذا المجال».

وفي الشأن الدولي أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس في الرياض عن «خيبة أمله» من موقف إيران في الأزمة حول ملفها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه ان المجتمع الدولي «لن ييأس» من محاولة إقناع طهران «باحترام تعهداتها». وقال شيراك «نحن قلقون بالطبع إزاء الوضع في إيران». مضيفا «أملنا أن تتمكن الجهود التي بذلها الأوروبيون فرنسا وألمانيا وبريطانيا من إقناع الإيرانيين بضرورة احترام تعهداتهم» في ما يتعلق بالنشاطات النووية الحساسة».

وطالب شيراك حركة «حماس» بالاعتراف بإسرائيل واحترامها للاتفاقيات التي سبق وأبرمتها السلطة الفلسطينية السابقة مع إسرائيل منذ أسلو. قائلا «أملي وصول المفاوضات مع «حماس» الى نتيجة»، مبينا أن ليس لديه أي شك بأن هذه المفاوضات ستصل فعلا الى نتيجة، وأن فرض عقوبات يتحمل تبعاتها الشعب الفلسطيني أمر غير صائب.

وأشار شيراك الى تطابق وجهات النظر بين فرنسا والسعودية بشأن لبنان، مذكرا بوجوب تعاون سورية مع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقال شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة دولة قام بها الى السعودية «إننا نتشاطر التحليل نفسه والأهداف نفسها ونتمنى قبل أي شيء أن يعم الهدوء والاستقرار هذه المنطقة».

وأضاف «كما نتمنى أن تتمكن الحكومة اللبنانية من إجراء الإصلاحات الواجبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بدون تدخل خارجي وفي ظل أمن يتم الالتزام به».

وقال الرئيس الفرنسي «أيدنا باستمرار لبنانا مستقلا سيدا يقيم بالطبع مع الدولة المجاورة له علاقات ودية، غير انه سيد مصيره وينعم بمؤسسات تسمح به بإجراء الإصلاحات الواجبة بشكل ملح للشعب اللبناني».