قائد سجن إسرائيلي يمتدح قادة «حماس» ويدعو للتفاوض معهم

قال إنهم جدِّيون ويحافظون على كلمتهم

TT

في حين تحاول الحكومة الاسرائيلية تشكيل جبهة دولية صلبة ضد إجراء أي حوار مع حركة «حماس»، بدا أن التصدع قائم في الجبهة الداخلية الاسرائيلية. وجاءت الدعوة لفتح حوار مباشر بين إسرائيل و«حماس»، من طرف غير متوقع هو قائد أكثر السجون الاسرائيلية قسوة وأشدها حراسة، هو سجن الجلبوع (قرب بيسان).

وقال قائد هذا السجن، الذي يضم بين جنباته 8040 أسيرا فلسطينيا؛ بينهم المئات من رجال «حماس»، انه من خلال تجربته الطويلة في التعامل مع سجناء «حماس» يشهد أنهم الأكثر انضباطا والتزاما وقدرة على التنظيم وضمان الانضباط. واضاف: اسرائيل تحتاج الى شريك مثل «حماس» في المسيرة السلمية، فهي حركة قوية، كلمتها كلمة، ووعدها وعد. ولا تتعامل بالمواربة والاحتيال. وأكد انه أدار عدة أحاديث جادة مع قادة «حماس» في السجن فوجد لديهم استعدادا لفتح حوار مع اسرائيل على أسس وقواعد ثابتة. وأضاف: انهم معنيون بفتح صفحة جديدة في العلاقة. ومستعدون لإحداث تغييرات عديدة في مواقفهم لمصلحة الحوار. وقد أحدثت هذه التصريحات، التي أدلى بها لإحدى قنوات التلفزيون الاسرائيلي، صدمة في الساحة السياسية الاسرائيلية. وتلبك الناطق بلسان الحكومة ازاءها، وقال ان عليه ان يفحص مع المسؤولين الظروف التي قيلت فيها. ثم أكد ان موقف الحكومة لم يتغير وهو ان لا حوار ولا اتصال مع السلطة الفلسطينية إلا اذا اعترفت «حماس» باسرائيل وقبلت بالاتفاقات الموقعة معها وألغت ميثاقها الوطني الداعي لإبادة اسرائيل. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، قد أعلن ان قواته تستعد لمواجهة هجمة ارهابية فلسطينية تنوي التنظيمات المسلحة تنفيذها بوحي من «حماس». وادعى ان هناك عشرة إنذارات وصلت الى اسرائيل تفيد بأن مسلحين ينوون تفجير أنفسهم وسط تجمعات داخل المدن الاسرائيلية. وقال ان «حماس» ليست بريئة من هذه العمليات ولا تبدي أية محاولة لمنعها. واستخدم هذا الادعاء ليبرر الموقف الاسرائيلي القائل إن لا حوار ولا اتصال مع «حماس». بيد ان وزيرة الخارجية، تيبي لفنة، التي شاركت، أمس، في اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اعترفت بوجود مصاعب في تمرير الموقف الاسرائيلي المذكور. وقالت ان على اسرائيل أن تتصرف بمنتهى الحذر، إذ ان العالم لا يرضى عن فرض قطيعة على السلطة الفلسطينية ولا يقبل بأن تحجب اسرائيل الأموال عن السلطة. وقالت: هناك حساسية بالغة في العالم تجاه الوضع الاقتصادي المتدهور في السلطة الفلسطينية. فإذا شددت اسرائيل موقفها، سنجد العالم يخفف الضغط على «حماس». وإذا اتبعت مواقف مرنة، فإنها ستؤثر أكثر في المواقف الدولية. وأكدت ان الأوروبيين يبلورون حاليا موقفهم النهائي من «حماس» واسرائيل تحاول التأثير في هذا الموقف بأقصى ما يمكن من الذكاء والحكمة من دون أن تدخل في صدام معها.

وكان الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، قد أعلن أمس ان بلاده لا توافق على حجب الأموال الفلسطينية في اسرائيل، عن السلطة الفلسطينية ـ «فهذه أموال فلسطينية تقوم اسرائيل بجبايتها عن الجمارك والضرائب والتأمينات الفلسطينية، ولا يجوز لإسرائيل أن تحجبها أو أن تتصرف فيها ولا أن تستخدمها حتى كوسيلة ضغط على الفلسطينيين». وبهذه الروح صدر بيان عن قيادة الاتحاد الأوروبي.

المعروف ان «كاديما» الحزب الحاكم في اسرائيل يستعد، بعد الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، لطرح خطة فصل من جانب واحد في الضفة الغربية.