«التقدمي الاشتراكي» و«التجدد الديمقراطي» يدعوان الأسد إلى «رفع يده» عن لبنان

رفضا كلام الرئيس السوري عن «الأدوات» اللبنانية

TT

انتقد «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حركة التجدد الديمقراطي» ما تناول به الرئيس السوري بشار الاسد بعض القوى السياسية اللبنانية. وفيما اعتبر رئيس حركة التجدد النائب السابق نسيب لحود ان «لغة الاسد ترمز الى الماضي» داعيا سورية الى «وقف التدخل في الشؤون اللبنانية»، اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط ان سورية «فقدت اسهمها في لبنان» متهما النظام السوري بـ «التآمر على لبنان منذ صفقة دخوله عام 1976 الى كل الاعمال الارهابية التي نفذها بدءا باغتيال كمال جنبلاط وصولا الى رفيق الحريري».

وقال لحود عقب ترؤسه امس الجلسة الاسبوعية لحركة التجدد ان كلام الاسد اول من امس عن الاوضاع في لبنان «يرمز الى الماضي. لغة تصنيف اللبنانيين واعطاء شهادات حسن سلوك للبعض منهم وشهادات عمالة للبعض الآخر، هذه اللغة غير مقبولة، لا اليوم ولا في الامس، وهي لا تخدم اطلاقا قضية تحسين العلاقات بين البلدين، بل على العكس تؤذيها». واضاف: «نحن نسعى الى فتح صفحة جديدة اساسها اولا الاعتراف بسيادة البلدين ووقف اي تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وثانيا الاحترام المتبادل. نحن نريد علاقات محترمة وليس السجالات العقيمة. قد يكون بعض المسؤولين في سورية يشعرون بالمرارة من استعادة لبنان استقلاله، لكن هذا الامر كان حتميا وطبيعيا، فالوصاية والهيمنة كانت امرا غير طبيعي. نقول بكل صدق اليوم ان على النظام السوري استيعاب هذا الامر والتعايش معه. هذه ليست فقط مصلحة لبنان بل مصلحة سورية ايضا. ما من احد يمكنه اعادة عقارب الساعة الى الوراء وهناك اجماع لبناني على الموضوع. حتى من تصنفهم سورية اصدقاء لها في لبنان لا نعتقد ان ايا منهم يريد اعادة الوصاية السورية وحكم المخابرات الى لبنان. وفي المقابل، فإن قوى 14 اذار تريد فعلا اقامة افضل العلاقات بين لبنان وسورية، انما بعد تغيير تصرفات النظام السوري في لبنان واعترافه باستقلال لبنان».

اما الحزب التقدمي الاشتراكي فاعتبر، في بيان اصدره امس، ان الرئيس الاسد يهدف الى «افشال مؤتمر الحوار الوطني ومعاودة الانقضاض على الواقع اللبناني عبر اتهام قوى لبنانية بانها ادوات في وقت تتمتع بشرعية شعبية وسياسية لا تنتظر حتما شهادة منه، خصوصا انه اخر من يحق له توزيع شهادات في الوطنية وهو الذي يحفل سجله وسجل نظامه بالارتكابات والمخالفات والتصفيات». وقال: «ان محاولة اعادة تعويم (الرئيس) اميل لحود الذي لفظ انفاسه شعبيا ودستوريا وسياسيا، محليا ودوليا، لن تنجح لأن الوديعة كالمودع فقدت اسهمها في لبنان تماما كما فقدت قدرتها على تزوير المعطيات والحقائق التاريخية».

واضاف الحزب: «اما بالنسبة الى قول الاسد عن تيارات تتآمر على سورية، فيبدو من الضروري تذكيره بكل اشكال التآمر التي قادها النظام السوري ضد لبنان انطلاقا من صفقة دخوله سنة 1976، الى كل الاعمال الارهابية التي نفذها في لبنان عبر استهداف قيادات وطنية لبنانية بدءا بكمال جنبلاط وصولا الى رفيق الحريري وشهداء انتفاضة الاستقلال سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني». وخلص الى «دعوة رئيس النظام السوري للاهتمام بشؤونه الداخلية والكف عن التدخل السافر في المسائل اللبنانية»، محذراً من «ترجمة هذا الكلام التهديدي في اعمال تخريبية وتفجيرية تهدد الاستقرار اللبناني والوحدة الوطنية».

بدوره، ادلى عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اكرم شهيب بتصريح قال فيه: «النصائح التي قدمها (الرئيس الاسد) بشأن استعادة الوعي الوطني والقومي، هي نصائح مردودة على قائلها لان الشعب اللبناني يعي مصلحته ويعتز بانتمائه الوطني ويفهم القومية انتماء وانفتاحا وديمقراطية وشرفا وانسانية، ولا يفهمها انغلاقا وسجنا واستبدادا واستباحة للكرامات ووصاية على الآخرين باسم الانتماء القومي. نحن نعرف جيدا ان مصلحة لبنان لا يمكن ان تكون الا بالسيادة والحرية والاستقلال الكامل، وهذه المصلحة نناقشها في مؤتمر الحوار الذي نخاف عليه من مثل هذه النصائح والتدخلات ولا نخاف من المستقبل».