مجلس حكام الوكالة الدولية يفتح في فيينا الملف النووي الإيراني

البرادعي «متفائل» ورئيس وفد طهران يلمح لزيادة التدخل في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان

TT

أشاع محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوا من التفاؤل لدى بدء اجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا امس لبحث الملف النووي الايراني، معربا عن «امل كبير» بإمكان التوصل الى اتفاق بالتفاوض بين الاوروبيين والايرانيين «خلال الاسبوع المقبل»، بشأن برنامج الابحاث الايراني حول تخصيب اليورانيوم، فيما لمح رئيس الوفد الايراني في تصريح صحافي الى ان طهران قد ترد على اية مواقف ضدها بزيادة التدخل في العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان.

وأعلن البرادعي في حديثه للصحافيين قبل بدء الجلسة الافتتاحية للاجتماع، ان مجلس الأمناء سيرفع الى مجلس الأمن الدولى الملف النووي الايراني، بالاضافة الى تقريره الذي سيناقشه المجتمعون في الغالب غدا، وذلك تنفيذا للقرار الذي اتخذه مجلس الأمناء في اجتماعه الاستثنائي الشهر الماضي.

وشدد المندوب الأميركي لدى الوكالة غريغوري شولتز على موقف بلاده المتمسك باعلان ايران التخلي عن التخصيب اولا كشرط اساسي للوصول لاتفاق، رافضا تحديد سنوات محددة، مكتفيا بالقول «فترة زمنية كافية تتيح للوكالة إكمال ما لم تكمله من مسائل ما تزال عالقة حول النشاط النووي الايراني». وتؤكد مصادر أن النقاش حول الفترة الزمنية هو مصدر تفاؤل البرادعي الذي تمنى على ايران ان توقف ما تجريه من تجارب وأبحاث. كذلك طالب البرادعي ايران بتوسع فرص العمل للوكالة الدولية حتى تتمكن من اجراء عمليات تفتيش للمواقع العسكرية وحتى تتمكن من استجواب من تشاء من المسؤولين والحصول على ما تطلبه من وثائق والعودة للالتزام بالبروتوكول الاضافي. وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» اكد المندوب الأميركي لدى الوكالة الدولية ان الملف النووي الايراني اصبح فعليا امام مجلس الأمن وان ادراجه على اجندة المجلس مجرد امر تنظيمي. واعتبر خلال لقاء مع عدد محدود من الصحافيين، ان السياسة الجماعية بالتشدد مع ايران والاتفاق على احالة ملفها النووي الى مجلس الأمن «بدأت تثمر»، مدللا على ذلك بتسارع التحرك الايراني وعرض العودة للحوار مع الاوروبيين ودراسة المقترح الروسي.

واستبعد دبلوماسيون في فيينا صدور قرار جديد عن الدول الـ35 اعضاء مجلس حكام الوكالة خلال الاجتماع الحالي لعدم وجود اجماع بين الغرب وروسيا والصين والهند حول هذا الموضوع، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واعلن رئيس الوفد الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، ان بلاده تقترح تسوية على الاوروبيين تنص على احترام برنامجها للابحاث في مجال تخصيب اليورانيوم، لكنها مستعدة للمواجهة في حال نقل الملف الى مجلس الأمن الدولي.

وقال جواد وعيدي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن هنا للتوصل الى تسوية. وهذا يتطلب تهدئة الامور». وأضاف «في منطقتنا الذين يعرفون كيف يقاتلون هم الذين يعرفون كيف يصنعون السلام ايضا». وقال «نريد تجنب مجلس الأمن الدولي. احالة ملفنا الى مجلس الأمن الدولي ليس نهاية العالم لكنه سيكون بدء عملية مواجهة من قبل الاوروبيين. وهذا سيضر بمصالحنا وبمصالحهم كذلك».

وأطلق المسؤول الايراني تهديدات مبطنة وقال ان «الغرب يعرف نفوذنا في المنطقة وخصوصا في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان. نأمل ألا يمس قرارهم مصالحنا المشتركة في حفظ الهدوء والاستقرار في المنطقة».

وقال وعيدي «نريد حلا مقبولا من الطرفين يجنب الايرانيين اهانة قومية ويحفظ ماء الوجه للاوروبيين».

على صعيد ذي صلة، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الايرانية معلومات نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية امس حول قطع آلاف الاشجار لإزالة آثار مادة اليورانيوم المخصب في احدى حدائق طهران بأنها «مزاح».

وكتبت الصحيفة البريطانية نقلا عن «مصادر استخباراتية» ان «اكثر من سبعة آلاف شجرة تحمل آثارا نووية تدين ايران» اختفت من حديقة «قريبة من مركز لافيزان للابحاث الذرية». وقال غلام حسين الهام في لقاء مع صحافيين في طهران ان «مفتشي الوكالة (الدولية) فتشوا كل المناطق (مركز لافيزان) وتعليقات كهذه تشكل تنكرا لأهلية الخبراء». وذكرت الصحف الايرانية ان الاشجار اقتلعت ليل الثامن الى التاسع من الشهر الماضي بأمر من بلدية طهران لشق طريق سريع جديد.

من ناحية اخرى، نسبت وكالة رويترز الى دبلوماسيين في برلين قولهم نقلا عن معلومات مخابرات، انه بينما تواصل ايران برنامجا نوويا يخشى الغرب من ان يستهدف انتاج قنابل ذرية، فانها تكثف أيضا فيما يبدو خطط تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وطبقا لتقرير مخابرات قالت رويترز انها تسلمته من دبلوماسي غير أميركي، فان برنامجا ايرانيا سريا يديره أناس على صلة وثيقة بالجيش الايراني، يتضمن خططا لتسليح صواريخ «شهاب 3».